متفرقات

تخوّفات أمنية من المجتمع السوري النازح المتوافد إلى الشمال اللبناني؟

بعدما تأمل اللبنانيون خيرا بأن سوريا تتجه بعد التطورات الكبيرة التي شهدتها اثر سقوط النظام السابق، الى استقرار ينعكس على لبنان، ويؤدي لعودة مئات آلاف النازحين الى بلادهم، بيّنت الاحداث الاخيرة وبخاصة المجازر التي شهدها الساحل السوري، ان النيران السورية كامنة تحت الرماد، وان الانفجار في حال حصل سيكون كبيرا ويودي بالمنطقة ككل.

نازحون جدد..

ولعل اولى الانعكاسات السلبية للتطورات السورية على المشهد اللبناني، هي توافد آلاف النازحين السوريين الجدد الى شمال لبنان، هربا من المجازر والقتل والتنكيل، خاصة بعدما تحولت الحدود بين البلدين مشرعة، مع تدمير «اسرائيل» المعابر الشرعية، وعدم قدرة الجيش المنهمك في اكثر من مهمة ، على التصدي لموجات النزوح الكبيرة، التي تهدد باغراق البلدات اللبنانية ذي الغالبية العلوية ، بغياب اي دور لمفوضية اللاجئين والمؤسسات والمنظمات الدولية الانسانية.

وتقول مصادر نيابية معنية بالملف لـ «الديار» ان «التصدي بالقوة للهاربين من ابشع المجازر، وعمليات الاعدام التي تحصل على الهوية غير وارد. فالوافدون راهنا ليسوا نازحين اقتصاديين، انما فقراء علويّون يحاولون انقاذ حياتهم حيث يلجأون الى عكار ، وهو ما يستدعي تحمل المنظمات الانسانية مسؤولياتها لاغاثة الآلاف، الذين باتوا من دون مأوى، بحيث بات نحو 60 شخصا يسكنون في بيت واحد».

وتشير المصادر الى انه «في الوقت عينه لا يمكن للاجهزة الأمنية التخلي عن مسؤولياتها، بحيث ان هناك خشية حقيقية من انتقال التوتر الامني والطائفي الى المجتمع السوري النازح في لبنان، وليس ما حصل في مدينة طرابلس نهاية الاسبوع من اشكالات وتوترات، الا عينة مصغرة عما ينتظرنا، اذا لم يتم الضرب بيد من حديد من قبل الجيش اللبناني».

الوضع في سوريا

وبمحاولة منها لاستيعاب تداعيات ما حصل، أعلنت الرئاسة السورية امس الأحد أنه «بناءً على مقتضيات المصلحة الوطنيّة العليا، والتزامًا بتحقيق السّلم الأهلي وكشف الحقيقة، قرّر رئيس الجمهوريّة تشكيل لجنة وطنية مستقلة للتحقيق وتقصي الحقائق في أحداث السّاحل السّوري، الّتي وقعت بتاريخ 06/03/2025»، فيما أفاد تلفزيون سوريا بتجدد الاشتباكات بين قوات الأمن ومناصرين للنظام السابق في ريف اللاذقية.

وأعلنت وزارة الداخلية السورية أن إدارة الأمن العام أرسلت تعزيزات إضافية إلى منطقة القدموس بريف طرطوس، بهدف ضبط الأمن وتعزيز الاستقرار وإعادة الهدوء إلى المنطقة، في وقت نقلت وكالة الأنباء السورية عن مصدر بوزارة الدفاع قوله إن اشتباكات عنيفة تجري بمحيط قرية بتعنيتا بريف اللاذقية، وتحدثت عن «عناصر مسلحة تنتمي للنظام السابق، نفذت هجوما على محطة غاز بانياس بهدف تخريبها، لكن قوات الأمن العام تصدت لهم».

من جهته، أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع السورية حسن عبد الغني، استعادة الأمن والاستقرار في مدن الساحل السوري. ونقلت وكالة الأنباء السورية عن عبد الغني قوله: «قواتنا بدأت تنفيذ المرحلة الثانية من العملية العسكرية، لملاحقة فلول وضباط النظام السابق في الأرياف والجبال».

اما بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للرّوم الأرثوذكس يوحنا العاشر يازجي ، فتوجه خلال ترؤّسه قدّاس الأحد في دمشق إلى الرّئيس السّوري أحمد الشرع قائلا:»أوقفوا المجازر بالساحل السوري فورا، وادفعوا باتجاه المصالحة الوطنية والسلم الأهلي».

التعيينات على نار حامية

اما بالشأن السياسي الداخلي، يفترض بحسب معلومات «الديار» ان يتم بت ملف التعيينات الأمنية والعسكرية هذا الاسبوع، وان يكون هذا الملف بندا رئيسيا على جدول اعمال اول جلسة تعقد لمجلس الوزراء.

وتقول مصادر مطلعة لـ «الديار» ان «اسم قائد الجيش حُسم منذ فترة، بحيث ستؤول القيادة للعميد رودولف هيكل، اما المشاورات فلا تزال جارية بحسم اسم مدير عام قوى الامن الداخلي ومدير عام الامن العام». وتضيف المصادر:»بات محسوما ان اسم الاول سيحسمه رئيس الحكومة نواف سلام ،حتى ولو لم يكن هناك تفاهم كلي على الاسم مع الرئيس عون. بالمقابل، فان اسم مدير عام الامن العام سيكون توافقيا ويرضى عنه الـ رؤساء الـ٣ ، مع ترجيح ان يستمر شد الحبال بشأنه حتى الربع ساعة الاخيرة التي تسبق جلسة التعيينات».
المصدر: الديار

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى