طفرة جينية خفية ترفع خطر سرطان البروستات خمسة أضعاف

أعلن باحثون من كلية الطب في جامعة جونز هوبكنز عن تحديد طفرة جينية نادرة تُعرف باسم F722fs تقع ضمن جين MMS22L، وقد تبيّن أنها تزيد من خطر الإصابة بسرطان البروستات لدى الرجال من أصول يهودية أشكنازية بما يقرب من خمسة أضعاف، هذا الاكتشاف الذي نُشر في دورية European Urology Focus يفتح الباب أمام إمكانيات جديدة في تشخيص المرض وعلاجه وفق نهج الطب الشخصي.
– ما هي الطفرات الانزياحية وما أثرها على الحمض النووي؟
الطفرة الانزياحية (Frameshift mutation) تحدث عندما يُضاف أو يُحذف جزء صغير من الشيفرة الجينية، مما يؤدي إلى تغيير كامل في ترتيب القواعد النووية، ويشبه ذلك حذف أو إضافة حروف في جملة ما بحيث يتغيّر معناها تماما، ووفقا للبروفيسور المتقاعد ويليام آيزاكس، فإن هذه الطفرة قد تُعطّل إنتاج بروتين حيوي، أو تُنتجه بكميات غير مناسبة، مما يسهم في تطور أنواع مختلفة من السرطان.
– الدراسة وتحليل البيانات الجينية
حلل الباحثون بيانات 3,716 رجلا يهوديا أشكنازيا خضعوا لجراحة استئصال البروستات منذ عام 1987، وقارنوها مع بيانات 103,221 رجلا من نفس الأصول ضمن قاعدة بيانات عالمية. وجد الباحثون أن ثلاثة جينات كانت تحمل طفرات تؤدي إلى فقدان وظيفي (LoF) مرتبطة بزيادة خطر الإصابة، وكان أبرزها جين MMS22L.
ولتأكيد النتائج، أجرى الباحثون اختبارات على بيانات من المملكة المتحدة شملت 107 رجال مصابين بالسرطان و1,200 شخص سليم، ووجدوا ارتباطا وثيقا بين الطفرة F722fs في جين MMS22L وخطر الإصابة.
– الطفرة F722fs: العامل المشترك الأهم
عند تحليل بيانات من ثلاث مجموعات إضافية من الرجال اليهود الأشكناز المصابين بالسرطان، أكد الباحثون وجود علاقة قوية بين الطفرة F722fs والإصابة بسرطان البروستات، فقد تبين أن نسبة حاملي هذه الطفرة بين المصابين بلغت 1.5%، مقارنة بـ 0.3% فقط بين غير المصابين، ما أسفر عن نسبة احتمالية (odds ratio) بلغت 4.9، وهو ما يعد مؤشرا قويا على العلاقة بين هذه الطفرة وخطر الإصابة.
– تأثير الطفرة على شدة المرض والاستجابة للعلاج
لاحظ الباحثون أن حاملي الطفرة F722fs الذين أُصيبوا بسرطان البروستات غالبا ما يعانون من أشكال أكثر شراسة من المرض. لكن في المقابل، تُظهر الأدلة أن هذه الطفرة قد تُعزز الاستجابة للعلاج بواسطة مثبطات PARP، وهي أدوية موجهة تستهدف الخلايا السرطانية التي تعاني من ضعف في إصلاح الحمض النووي.
– آفاق المستقبل: أداة تشخيصية وعلاجية واعدة
يأمل فريق البحث بقيادة آيزاكس في إجراء دراسات مستقبلية موسعة لفهم آلية تأثير الطفرة F722fs بشكل أدق، وتحديد ما إذا كانت تصلح كأداة لتقييم خطر الإصابة أو لاختيار العلاج الأنسب. وقد يُسهم هذا في تخصيص العلاج وتحسين نتائجه لعدد كبير من الرجال من أصول يهودية أشكنازية.