أخبار الإقليم والشوف

الجماعة الإسلامية أثبتت حضورها بفوز مرشحيها في إقليم الخروب مفاعيل الانتخابات البلدية في شحيم لم تنته ذيولها

بيروت ـ أحمد منصور

توقفت مصادر سياسية متابعة للانتخابات البلدية في إقليم الخروب، عند النتيجة التي أفرزتها صناديق الاقتراع في المنطقة، وعلى وجه الخصوص في كبرى بلدات الاقليم شحيم وبرجا وكترمايا.

وأشارت المصادر إلى «أن الجماعة الإسلامية أثبتت حضورها اللافت في المنطقة، وهذا ما بدا واضحا من خلال الفوز الذي حققته في عدد من المجالس البلدية، في اللائحة التي كانت تدعمها مع بعض القوى والنائب السابق محمد الحجار».

واعتبرت المصادر «ان هذا المشهد له دلالات عدة على مستوى الخارطة السياسية، والذي من شأنه أن يخلط الأوراق مجددا ويفتح الباب على كل الاحتمالات في الاستحقاقات المقبلة، والتي هي ليست بعيدة، الانتخابات النيابية».

وأشارت: «إلى ان الجماعة باتت اليوم تمسك بزمام الأمور في بلدية شحيم ورئاستها، بعد أعوام طويلة من الإخفاقات التي عانتها بفعل الخلافات والانقسامات داخل المجلس والتي أدت إلى انفراط عقده، مؤكدة ان الجماعة دخلت إلى المجالس البلدي من خلال مرشحي العائلات التابعين لها، انطلاقا من أن العوامل العائلية هي المؤثرة، وتتحكم بمفاصل الانتخابات في شحيم أكثر من العوامل السياسية».

ولفتت المصادر إلى أن ذيول ومفاعيل الانتخابات في شحيم لم تنته بعد، وهناك اتجاه لعمليات طعن بالنتائج، خصوصا لدى اللائحة التي كان يترأسها سامي فهد عبدالله، والتي لم يحالفها الحظ وخسرت بكامل أعضائها، موضحة ان ما جرى بالأمس قبل الإعلان الرسمي للنتائج يضع علامات استفهام كبيرة بعد إعادة فرز أحد الصناديق، والتي أدت إلى فوز المرشح بسام منصور وتراجع عدد أصوات المرشح الذي كان فائزا مازن الحاج شحادة بـ208 أصوات.

النائب السابق محمد الحجار قال لـ«الأنباء»: «حاولت قدر الإمكان أن أقنع الجميع بلائحة توافقية تضم مرشحين أساسيين من العائلات، لكن لم أوفق تماما في ذلك، فكان أن رعيت لائحة غالبية أعضائها من مرشحي العائلات، بينهم عدد من الحزبيين أفرزتهم عائلاتهم، سميناها «شحيم للجميع» في مواجهة ثلاث لوائح أخرى، خاضت الانتخابات بـ19 عضوا من أصل 21 عدد أعضاء المجلس البلدي في شحيم. فاز 13 منهم وفاز الثمانية من اللوائح المنافسة».

وأضاف: «بهدف تسهيل عمل المجلس البلدي الجديد وتحقيق إنجازات تليق ببلدة شحيم وسمعتها على صعيد لبنان كله، والتي تتطلب تضافر الجهود والكفاءات الموجودة في الفائزين وفي البلدة، أسعى الآن إلى التوافق مع الجميع على مجلس بلدي تتوزع المواقع الرئيسة فيه على فائزين من كل اللوائح، على أن تكون رئاسة المجلس البلدي لفائزين من اللائحة التي رعيتها من عائلتي شعبان والحاج شحادة، كما كان الاتفاق أساسا بين مكونات اللائحة، على مدى ثلاث سنوات لكل منهما. وآمل بجهود الخيرين والمخلصين التوصل إلى ما يرضي شحيم وأبناءها».

في موازاة ذلك، اعتبر المسؤول السياسي لـ«الجماعة الإسلامية» في جبل لبنان الشيخ أحمد سعيد فواز في تصريح إلى «ألأنباء»: «ان ما حققته الجماعة في شحيم، هو نتيجة حضورها على مدار السنة في شحيم، من خلال دورها الإنمائي والخدماتي عبر مؤسساتها الموجودة».

وأشار إلى «أن لائحة “شحيم للجميع” حصدت 12 مقعدا، التي دعمتها الجماعة الاسلامية  مع النائب السابق محمد الحجار».

ورأى «ان هذا التحالف كان له الدور الإيجابي على الواقع».

من جهته، ذكر رئيس لائحة «شحيم بتستاهل» المهندس (المدير العام السابق للمنشآت الرياضية) محمد سعيد عويدات، والتي فازت بـ6 مقاعد في المجليس البلدي، «أن المعركة كانت قاسية جدا في شحيم بين أربعة لوائح». واعتبر «أن هذا أمر غير مألوف في شحيم، لأن غالبية المرات كانت تجري العملية الانتخابية من خلال التنافس بين لائحتين وعدد من المستقلين. ولكن هذه المرة كانت المعركة مختلفة وشرسة، لأن الأمر بدأ بتحالف أحزاب مع بعض العائلات، وبعدها تم انسحاب الحزب التقدمي الاشتراكي من المعركة وبقي تيار المستقبل ولكن في الظل».

وأشار إلى «ان النتائج أسفرت عن فوز لائحة الجماعة الإسلامية مع تيار المستقبل والعائلات وحصلوا على 12 مقعدا، ونحن حصلنا على 6 مقاعد، ولائحة شحيم بالقلب حصلت على 3 مقاعد».

واعتبر عويدات «أنه انتصار مدو لنا، خصوصا أننا دخلنا إلى المعركة في وقت متأخر أي قبل أسبوعين، وتعرضنا لضغوط كثيرة بالنسبة إلى الأعضاء وتشكيل اللائحة». ورأى «ان مداورة رئاسة البلدية، سواء مع الأحزاب او العائلات، كانت تجربة سيئة جدا على شحيم».

وأكد عويدات «ان الأمر مرهون بالاتصالات والتواصل بين كل اللوائح للوصول إلى مجلس بلدي متجانس».

المرشح عن لائحة «إحياء شحيم» التي ترأسها سامي عبدالله قال في بيان له: «اما بعد، وأصبح الجميع يعلم بأن هذه الانتخابات كانت كذبة صدقتها الناس، وكشفت القناع عن الكثير من الوجوه التي ضللت المسار الانتخابي عبر تسويق الرسائل الباطلة وبث الحقد بين العائلات، وعبر اللعب بالأرقام في غرف الفرز التي اطفأت فيها الكاميرات لكي لا توثق اعمالهم. مندوبونا وثقوا لنا الواقع وتعاملوا معه كانه الحق لعدم خبرتهم ونواياهم الطيبة، لقد افتوا بإلغاء أشخاص كانوا معهم، واظهروا حقدهم الدفين بما تقضي مصالحهم. نعم لم يكن لدينا ماكينة انتخابية ناجحة كغيرنا، ولم تكن لنا تجربة سابقة. كنا نعلم اننا سنمر بمطبات، ولكنها كانت افخاخا وقعنا بها ونعترف بخسارتنا بالأرقام وليس بالواقع».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى