النائب جعجع: معركتنا مزدوجة بين السيادة والإنماء… ولا تنازل عن الكفاءة

شددت النائب ستريدا جعجع على أن “لبنان يخوض اليوم معركتين متلازمتين: معركة بناء سلطة محلية فعلية عبر الانتخابات البلدية، ومعركة استعادة الدولة عبر فرض السيادة والإصلاح”، مؤكدة أن “القوات اللبنانية” توازي ما بين الإستحقاقين وتعطي كل منهما حقّه كما يجب”. وقالت: “الانتخابات البلدية المقبلة هي المحطة الأساسية لإستعادة المبادرة على المستوى المحلي بعد أن كنا قد استعدناها على المستوى الوطني مع انتخاب الرئيس العماد جوزيف عون وتأليف حكومة الرئيس نواف سلام، فكل بلدية ناجحة شفافة تعني دعماً إضافياً لصمود المجتمع اللبناني، وتجذره، بوجه الانهيار الشامل. انطلاقاً من هنا، فنحن نخوض هذه الانتخابات ليس طمعاً بالمناصب، بل التزاماً بالمسؤولية الوطنية والإنسانية تجاه أهلنا ومجتمعنا”.
وأوضحت النائب جعجع أن “القوات اللبنانية” ترشح الأفضل، بعيداً عن المحسوبيات والانتماءات العائليّة الضيقة”، وقالت: “نجهد لإختيار أشخاص يمتلكون الكفاءة والنزاهة والخبرة، لأننا نعتبر أن البلديات القوية هي خط الدفاع الأول عن الناس، وانطلاقاً من هنا وبما أن المرأة هي نصف المجتمع نسهر على تمثيلها خير تمثيل، لتكون مشاركةً فعالةً في الدفاع عن مجتمعها والعمل من أجله ولتأمين مستقبله. من هنا تمكنا في قضاء بشري من ترشيح نساء بنسبة حوالي 30% على لوائحنا ضامنين نجاحهم، وهي النسبة الأعلى على صعيد الوطن”.
وتابعت جعجع: “نحن ندرك تماماً اننا في تعاطينا بالشأن العام اخترنا الطريق الصعب بدل الطريق السهل. فنحن نرفض الفوز السريع إذا كان ثمنه التنازل عن مبادئنا أو التحالف مع الفشل، فنحن نريد بلديات تصنع الفرق الحقيقي، لا بلديات الوجاهة والمصالح الضيقة”. وشددت على أن “العمل البلدي بالنسبة لنا هو مسؤولية لا تقل أهمية عن العمل النيابي أو الوزاري، لأن كل بلدية ناجحة تؤسس لحياة أفضل لكل المواطنين”.
أما في الشأن الوطني العام، فقد حذّرت النائب جعجع من أن “لبنان الذي وصل الى برّ الأمان، يقف عند حافة هذا الأمان اليوم، وبالتالي الخطر لم ينته بعد ونحن مهددون بالسقوط مجدداً إذا لم يتم ضبط الحدود وحصر السلاح بيد الدولة وإقرار جميع الإصلاحات اللازمة لنهوض اقتصادنا”. وقالت: “العالم يراقبنا ولن ينتظرنا إلى الأبد، فنحن أمام فرصة تاريخية لنثبت أننا شعب جدير بالثقة، ولكن إذا لم نلتقط هذه اللحظة عبر بسط سيادة الدولة وسلطتها الكاملة وإقرار جميع الإصلاحات وتطبيقها كما يجب، فلن يبقى لنا إلا العزلة والانهيار”.
ورأت النائب جعجع أن “هناك من لا يزال يعيش في الماضي ويرفض أن يرى الحقيقة الراهنة والتطلع إلى المستقبل، فنحن قلناها مراراً وتكراراً منذ العام 2005 ونعيد الكرّة في كل يوم وساعة ودقيقة: إن السلاح الخارج عن الشرعية هو سرطان قاتل لمشروع دولة حقيقية، واحتكار السلاح بيد الجيش اللبناني والقوى الأمنيّة الشرعيّة هو شرط وجودي للدولة، وليس مطلباً سياسياً أو فئوياً”.
أما اقتصادياً، فاعتبرت جعجع أن “الإصلاحات المالية والمصرفية، خصوصاً قانون الفجوة المالية وقانون إعادة هيكلة القطاع المصرفي وتعديل قانون السرية المصرفية، لم تعد خياراً بل مساراً إلزامياً”، موضحة أن “القوات اللبنانية” خاضت معركة إقرار قانون السرية المصرفية، “لأننا نعرف أن لا انتعاش اقتصادياً ولا استثمارات من دون إصلاحات حقيقية”.
وختمت جعجع بتوجيه رسالة حاسمة للبنانيين: “لا خلاص لنا إلا عبر بناء دولة فعلية لها حصرية السلاح وسيادة القرار، كما أنه في الوقت عينه لا خلاص لنا محلياً في قرانا من دون سلطة محلية نزيهة وفعالة. لذا كما أننا لم ولن نساوم كحزب “القوّات اللبنانيّة” على السيادة كذلك الأمر لن نساوم محلياً على الكفاءة والفعاليّة. وكما أن لبنان يستحق أن نضحي من أجله، كذلك قرانا وأهلنا يستحقون منا الأفضل، وسنفعل ما يجب فعله مهما كانت التحديات”.
وكانت قد توجّهت النائب جعجع التهاني من القلب للبنانيين عموماً والمسيحيين منهم خصوصاً بحلول الشهر المريمي، طالبةً من “أمنا العذراء سيدة لبنان” أن ترعى وطننا وتحفظه من شر المخاطر المحدقة به وأن تلهم حكامه على المضي قدماً في مسيرة استعادة هيبة الدولة وسلطتها على كامل أراضيها.
وختمت النائب جعجع موجهةً تهنئةً أيضاً إلى عمال لبنان بمناسبة عيد العمال، وقالت: “علينا جميعاً أن ندرك أننا من دون دولة قادرة قويّة عادلة، تحمي حقوقنا ومكتسباتنا لا يمكن أن نعيش في هذا الوطن، والعمال يجب أن يكونوا في مقدّمة المطالبين بقيام الجمهوريّة القويّة باعتبار أنهم اختبروا أن من دونها لا يمكنهم الحفاظ على جنى عمرهم والإستفادة من عرق جبينهم اليومي”.
كلام النائب جعجع جاء خلال ترؤسها اجتماع الهيئة الإدارية لـ”مؤسسة جبل الأرز”، في معراب، في حضور النائب السابق جوزيف اسحق، نائب رئيسة المؤسسة د. ليلى جعجع، امين الصندوق المختار فادي الشدياق، امين السر المحامي ماريو صعب ، عضو الهيئة العامة المهندس نديم سلامة ، خبير المحاسبة المجاز الأستاذ فادي عيد ومعاون النائب جعجع رومانوس الشعار.
وقد تداول المجتمعون في الملفات كافة التي تهتم بها المؤسسة والمتعلقة بالمساعدات الاجتماعية والطبية والتعليمية.
المصدر: المركزية