بعد تحويله واقعاً بتمويل من الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية ، مشروع تزويد إقليم الخروب بمياه آبار حوض بسري في خواتيمه

اقليم الخروب – أحمد منصور
سلك مشروع تأمين مصادر جديدة للمياه في منطقة اقليم الخروب ( قضاء الشوف)، طريقه الى التنفيذ على أرض الواقع، بعد معاناة مزمنة في شح المياه، وبات المشروع في مراحله النهائية، وكان يقضي بحفر 4 آبار إرتوازية في مجرى نهر بسري، وجرها الى الاقليم .
واقليم الخروب، الذي يتغذى عبر التاريخ بالمياه من نبع الرعيان في منطقة نبع الصفا (الشوف الأعلى)، لكن لا تسد حاجته الكميات التي تضخ في الشبكة، فبدلاً من حوالي 15 ألف مترمكعب، لا يصله أكثر من 5000 متر مكعب لا تكفيه لعدة عوامل، ومنها التزايد السكاني والعمراني من جهة والتي تفاقمت مع وجود عدد كبير من النازحين السوريين ، وتعرّض الشبكة الرئيسية للأعطال الدائمة، وإهتراء شبكات القرى القديمة العهد من جهة أخرى .
فإنطلقت فكرة التفتيش عن مصادر جديدة للمياه في اقليم الخروب بقوة، والذي بوشر العمل لتأمينه في العام 2015، وكان للكويت بصمات جلية في تحقيقه، بهبة مقدمة من الصندوق الكويتي للتنمية الإقتصادية العربية، بقيمة مليوني ونصف المليون دولار لحفر اربعة آبار في منطقة نهر بسري، حسبما أكد النائب السابق محمد الحجار، والذي يتابع أدق تفاصيله منذ بداياته الأولى وحتى الساعة، إذ يعرف بالأب الروحي للمشروع ..”
لكنه اشار الى “أن تنفيذ المشروع تأخر بفعل عدة عوامل إضافة إلى الأزمة الإقتصادية التي تعصف بلبنان منذ العام 2019، والتي انعكست سلبا عليه فتوقف العمل به بعد أن بدأ العمل في حفر الآبار ، ثم أعيد إحياءه، وأصبح في خواتيمه.”
الحجار شرح لـ “الأنباء” مجمل التفاصيل، فأكد “أنه كان أثار الموضوع في العام 2015 خلال نقاش في مجلس النواب لإتفاقية قرض بين لبنان والبنك الدولي للإنشاء والتعمير، لتنفيذ مشروع تعزيد إمدادات المياه، والمقصود به إنشاء سد بسري .”
وأضاف “بعد نقاش طويل وبضغط من كتلة المستقبل النيابية، تم اصدار توصية من مجلس النواب، بالطلب من مجلس الإنماء والإعمار ومن مؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان، اتخاذ التدابير اللازمة والآيلة الى تأمين مياه الشرب لقرى اقليم الخروب كافة، وبعدها تم تشكيل لجنة فرعية معنية بموضوع سد بسري، إنبثقت عن لجنة الأشغال العامة النيابية و كانت برئاستي .”
وقال:”بالفعل قامت مؤسسة المياه بوضع الدراسة اللازمة بحفر آبار إرتوازية في حوض نهر بسري، وكان مقدرا بحسب الدراسة ان يكون قدرة الضخ لهذه الآبار الأربعة بالحد الأدنى 15 ألف مترمكعب من المياه يوميا بما يكفي حاجة الاقليم بالمدى القريب والمتوسط.”
وأشار الحجار الى “انه وبدعم من رئيس الحكومة انذاك الرئيس سعد الحريري، تم في العام 2017 تأمين التمويل بهبة كريمة من الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية .”
وتابع الحجار”للاسف كان هناك تباطؤ في عمل المتعهد لجهة البدء بحفر الآبار، فلم يتم انجاز حفر الآبار الأربعة التي كان مقدر إتمامها في شهر ايلول 2019، والتي تزامنت مع الازمة الإقتصادية وإنهيار المصارف اللبنانية، فتوقف العمل تماما في المشروع، وحصلت مشاكل ما بين مجلس الإنماء والإعمار وبين المتعهد .
وفي العام 2021 إستكمل الحجار مع مجلس الإنماء والاعمار مجددا المشروع، حيث تم ادخال تعديلات على دفتر الشروط سنة 2022، ليقتصر على حفر وتجهيز بئرين بدل أربعة ، مع حفر بئر ثالث دون تجهيزه، وتم تمديد المهلة لتنفيذ المشروع لفترة 15 شهرا .”
وتابع: بالتوازي عملت مع مدير عام مؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان المهندس جان جبران مشكوراً على تأمين مصادر تمويل اضافية لتشييد خزان في بلدة بسابا(الشوف) تُضخ إليه مياه الآبار من بسري ومنه إلى كافة قرى وبلدات إقليم الخروب ، سعة 2000م٣ ، و مد خطوط جرّ المياه وهذا ما تأمن من خلال اليونيسيف ومن هبة ألمانية قدمت لوزارة الطاقة والمياه مصدرها البنك الالماني للتنمية “KFW” .
وأشار الى أنه ” وبمساعدة من المهندس جبران تمكنا من الحصول من المسؤولين في البنك الالماني على وعد بأن يصار الى تجهيز البئر الثالث، وحفر وتجهيز البئر الرابع، وربما حفر وتجهيز بئر خامس، اذا كان هناك من وفر في هذه الهبة وفي المشاريع التي ستمولها .”
وأكد الحجار “انه أنهت مؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان تشييد الخزان في بسابا ، وكذلك أتمت دراسة خطوط الجرّ وستطلق قريبا جدا مناقصة تلزيمها . كما أن من المنتظر ان يتم الإنتهاء من اعمال حفر وتجهيز البئرين وحفر البئر الثالث مع محطة الضخ اللازمة في حوض بسري، وخزان سعة 200 متر مكعب سيكون الى جانب هذين البئرين، بحدود شهر يوليو المقبل، بحيث سيكون للاقليم مصادر اضافية من المياه بحدود 6 إلى 7 آلاف متر مكعب بشكل يومي، سترتفع بإذن الله إلى 15 ألف مع ضخ من البئرين الثالث والرابع عندما يتم حفرهما وتجهيزهما من الهبة الالمانية .
وشكر الحجار الكويت على دعمها الدائم للبنان، وحرصها على تنفيذ المشاريع الحيوية التي تفيد اللبنانيين مباشرة، وتسهم في التخفيف من ازماتهم نتيجة الاوضاع .
وأعرب الحجار عن إرتياحه لكل مشروع فيه بصمات او نفس دول الخليج الشقيقة .
موصللي
من جهته أكد مدير المشروع لدى مجلس الإنماء والاعمار ايلي موصللي، “ان مشروع زيادة مصادر المياه في اقليم الخروب، بتمويل من الصندوق الكويتي للتنمية، يتضمن حفر 3 آبار إرتوازية وتجهيز 2 منها في المرحلة الأولى، بالإضافة الى بناء خزان تجميع للمياه لجهة بسري، بالإضافة الى خط ربط بين جهة بسري ومحطة الضخ من الجهة المقابلة، والتي وظيفتها ضخ المياه من الخزان الى الجزء الثاني من المشروع، والذي ستستكمله مؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان، والذي يضم ضخ المياه الى خزان في بلدة بسابا (الشوف)، التي تقع فوق مجرى نهر بسري، والذي من خلال هذا الخزان سيتم تزويد قرى الاقليم بالمياه، وأعتقد ان الخزان أنجز واليوم نحن بصدد تلزيم خط الدفع .”
واضاف “ان مؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان ستستكمل المشروع عبر تمويل آخر، من خلال حفر آبار إضافية، 3 أو 4 وتجهيزها . والمشروع يشكل أهمية وحاجة كبيرة لأبناء الاقليم، حيث يؤمن زيادة من 6000 الى 7000 مترمكعب بالحد الأدنى يومياً . فمعظم الأشغال المدنية نفذت بما فيها حفر 3 آبار، وتنفيذ خط الجر والأشغال المدنية لمحطة الضخ .”
وأشار الى “انه المتبقي اليوم والتي يعمل على تنفيذها، هي الأشغال الكترو ميكانيكية والكهرباء، يعني طلمبات وسكورة وتابلوهات الكهرباء والمولد .”
واكد “ان المشروع أخذ أمر المباشرة فيه العام 2018، ولكن توقف العمل فيه في العام 2019 بسبب ظروف مشروع سد بسري . حاليا المتوقع انجاز جميع الأشغال في أواخر تموز من العام 2025 .”