أخبار الإقليم والشوف

مفتي جبل لبنان رعى حفل تكريم طلاب الدورة الصيفية القرآنية في كترمايا

الشيخ الجوزو:” هناك من يعتدي على أوقاف المسلمين وهويتهم في لبنان..!!”

رعى مفتي جبل لبنان الشيخ الدكتور محمد علي الجوزو، ممثلا بقاضي الشرع الشيخ محمد هاني الجوزو، في خلية مسجد كترمايا، حفل تكريم طلاب الدورة الصيفية (19)، بدعوة من مركز “ضياء” لتعليم القرآن الكريم والعلوم الشرعية، بالتعاون مع جمعية “ركاز” للتنمية والتعليم، وحضره رئيس جمعية “ركاز” الشيخ الدكتور وسام طافش، إمام مسجد كترمايا الكبير الشيخ أحمد علاء الدين، وعدد من المشايخ، رئيس بلدية كترمايا السابق محمد نجيب حسن، رئيس نادي كترمايا الثقافي الإجتماعي محمود يونس، مختار كترمايا وليد سعد ومهتمون وأهالي والطلاب .

الشحيمي
وكان إستهل الحفل بآيات من القرآن الكريم، وترحيب وتقديم من إسراء السيد، ثم عرض شريط مصور تضمن رسالة من أهلنا في غزة الى مركز “ضياء” تضمن تمسك اهالي غزة بكتاب الله رغم كل معاناتهم .
وكانت كلمة لمديرة الدورة الصيفية المربية نهى الشحيمي، التي قالت:” نجتمع اليوم في هذا الصرح العظيم، لنحتفي بأبنائنا وبناتنا وفلذات أكبادنا، الذين إصطفاهم المولى ليمضوا في رحاب القرآن، علّهم يكونون ممن قال الله فيهم:”ثم أورثنا الكتاب الذين إصطفينا من عبادنا..”.
وأثنت الشحيمي على “ثقة الأهل الذين غرسوا حب العلم والإيمان في قلوب أبنائهم”، وأكدت “انهم الشركاء الحقيقيون في هذا النجاح”، مشددة على “ان التربية مسؤولية مشتركة.”
وأضافت ” لقد وصلنا الى وقت كثرت فيه الفتن والمغريات، التي تستهدف أبناءنا، وتحاول النيل منهم، فلا سلاح يمكن أن يصوب في وجه هذه التحديات ليكون حصنا منيعا يحمي أبناءنا، كالتمسك بالقرآن الكريم وتعاليمه ..”
وشكرت “مركز ضياء وكل الذين ساهموا في انجاح هذه الدورةط، معربة عن إرتياحها “ان مراكز تحفيظ القرآن الكريم والعلوم الشرعية أصبحت متوفرة، وتفتح أبوابها أمام الجميع …”

الجوزو
ثم ألقى الشيخ محمد هاني الجوزو كلمة راعي الحفل المفتي الشيخ محمد علي الجوزو، فأعرب عن سروره “لهذا الحفل القرآني الكبير في بلدة كترمايا، لتكريم من أتمّوا الدورات القرآنية الصيفية”، وقال :”هذا المشهد الذي نراه اليوم، يدل على أن هذه الأمة فيها الخير الكثير، وأن هناك أمل كبير في أبنائنا، وفي هذه الأجيال التي جاءت انطلاقا من حبها للقرآن الكريم، وإنتسبت الى الدورات القرآنية، وحفظت منه ما حفظت، وتربت على أيدي مشايخنا . وهؤلاء الأهالي الكرام الذين يثقون ويرسلون أولادهم الى مربين في هذه الدورات يسعون، لتربية نشئ صالح يقوم في خدمة هذا الدين .”
وأضاف ” هذا الطريق الذي نحن فيه، هو طريق الهداية، والطريق المستقيم، فالله تعالى قال في كتابه:” الر ۚ كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَىٰ صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ .”، حتى نخرج من الظلمة والتيه، معتبرا “ان الأمة اليوم في حالة التيه، لأنها لم تتمسك كما يجب بأوامر ربها، فتاهت..”

ورأى “ان الأمة تعود اليوم الى طريق ربها، والى منهج نبيها، فأهل القرآن هم أهل الله وخاصته، لذلك عندما يتربّى أبناؤنا على موائد القرآن، فهم ينتسبون أولا وآخرا الى القرآن، والى الله، وواجبنا اليوم أكثر من أي وقت مضى، أن نوّثق العلاقة ما بين الأبناء وبين كتاب الله، فهو الدستور والمنهج والطريق الواضح والمبين .. ”
ودعا الجوزو الأهالي الى “الترسيخ في أولادهم هويتهم، وقال:” نحن بحاجة الى أن ننتمي الى هويتنا الحقيقية، فهويتنا تبدأ بالقرآن، ولكن لا تنتهي سلوكا وأداء عند القرآن، ولكن تنطلق في كل نواحي حياة أبنائنا، في سلوكهم ولباسهم، فرسخوا قوتهم وهويتهم…” مشددا على “اننا نحن من يرسم المستقبل لأبنائنا”، معتبرا “ان مشهد اليوم، هو صورة المستقبل القرآني البرّاق العارم، الذي نفتخر جميعا به”، محذرا من تشويه هذه الصورة بأي سلوك آخر .”

وتابع ” غزة التي نعتز ونفتخر بها، لأنها ضياء ونور في زمن الظلمة والضياع، جاءت ترسخ الهوية وتقول:” ان الذي بدأ بالقرآن إنتهى عزة وفخر الأمة، ودرسا للأمة على انه مازال هناك نبض للحياة وللعز والكرامة، فاذا اردنا كرامة هذه الأمة وعودتها، فلابد من ان تكون مجالس القرآن أكثر وأكثر فاعلية في حياتنا، ولابد من ان يكون لنا في كل بيت، انسان قرآني، ليس فقط بالحفظ، بل أداء وسلوكا وتربية وحبا وعشقا، فإذا احبّ أبناؤنا القرآن كانوا قرآنيين، واذا احبوا الله كانوا ربانيينن واذا احبوا غير ذلك فهنا الطامة الكبرى والضياع الكبير.”
واك “ان هذه الاعمال المباركة ستبقى بإذن الله طالما ان هناك أمة ترفع كتاب الله وراية القرآن الكريم .. شاكرا أهالي كترمايا ومركز ضياء والقيمين عليه والطلاب هذه البذور النقية الراقية .
وختم الجوزو بالقول : “الحرب ليست بيننا وبين الصهاينة فقط، والمشاكل والنزاع على هذه الأمة ليس بيننا وبين الصهاينة فقط، فهناك من يدمّر الأمة من الداخل، وفي لبنان هناك من يعتدي على أوقاف المسلمين وعلى هويتهم وكرامتهم، فما علينا الا أن نتوحد بوجههم ونقول لهم مهما إعتديتم ومهما تطاولتم فالأيام قادمة، فلا تتستروا بقضايا معينة، أو بمشروع معين، أو انكم تحملون لواء الدفاع والمقاومة، لأننا رغم كل تقديرنا لكل مقاوم لا نرضى لأحد أن يستغل هذا الشعار حتى يعتدي على أوقاف المسلمين وكرامتهم، فنقول لكم : نحن نسكت حتى اليوم، ولكننا لن نطيل السكوت، فمن كترمايا، بلدة الرجال اصحاب الشهامة والنخوة، نقول للجميع لن نقبل اي اعتداء على اوقاف المسلمين .”
تكريم وتوزيع الجوئز
بعدها جرى تكريم المربية الشحيمي، التي حازت على شهادة في الشريعة الإسلامية، وقد سلمها الشيخ الجوزو شهادة عربون وفاء وتقدير .
ثم جرى توزيع الجوائز على الطلاب المشاركين في الدورة الصيفية .
وتخلل الحفل أناشيد إسلامية للطلاب من وحي المناسبة .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى