متفرقات

استفزازت «اسرائيل» في الجنوب هدفها مدة اطول من 60 يوماً

كتبت صحيفة “الديار” تقول:

ستون يوما وهي من الايام الاكثر دقة التي سيشهدها لبنان خاصة في الايام الاولى من تنفيذ اتفاق وقف اطلاق النار بعد ان انكشفت نوايا جيش العدو بانه يريد احداث فوضى في الجنوب عبر استغلاله الحوادث التي تحصل مع الاهالي الذين يريدون العودة الى قراهم ليأخذها ذريعة للمطالبة بتمديد الفترة من ستين يوما الى مدة اطول نظرا للضغوطات الداخلية التي يشهدها الكيان الصهيوني من جانب المستوطنين الغير قادرين على العودة الى الشمال. ذلك ان القناة «12 الاسرائيلية» افادت بأن هناك ازمة ثقة بين المستوطنين وبين جيشهم اذ تطلب الحكومة من المستوطنين العودة الى الشمال في حين ليس هناك مكان للعودة اليه.

بموازاة ذلك، الجميع يعي ان اتفاق وقف اطلاق النار لا يزال في طوره الاول وعودة النازحين الى ارضهم ستتحقق شيئا فشيئا خلال المدة المتفق عليها وهي ستون يوما وليس بين ليلة وضحاها.

انما وفي الوقت ذاته، يترتب على اللجنة الدولية المولجة بوضع الامور في نصابها اتخاذ التدابير في عدم تصادم اهالي الجنوب مع العدو الاسرائيلي كما يتوجب على الحكومة اللبنانية الحالية التي تتمتع بالقرار السياسي والممثلة في اللجنة الدولية ان تتحمل مسؤوليتها عبر تنظيم عودة النازحين الى قراهم الجنوبية ورعاية ذلك تزامنا مع انتشار الجيش اللبناني وتمركزه تدريجيا في جنوب الليطاني فينسحب عندها جيش الاحتلال من الاراضي اللبنانية الموجود فيها الان.

 

حزب الله لن يسلم سلاحه

في سياق متصل، رأت مصادر عسكرية مخضرمة ان حزب الله لن يسلم سلاحه خاصة انه لم يهزم في الحرب ضد «اسرائيل» حيث انه تلقى ضربات قاسية لكنه استجمع قواه وواصل القتال ولم يتمكن الجيش «الاسرائيلي» من كسره في الحرب البرية في الجنوب. وخير دليل على ذلك، ان الاعلام العبري تحدث ان حزب الله لم يكن قريبا من الهزيمة وقد جاء ذلك في صحيفة «يديعوت احرونوت» العبرية ان المحبطين في «اسرائيل» من قبول حكومتهم باتفاق وقف اطلاق النار تجاهلوا وقائع اساسية، اولها ان حزب الله لم يهزم وكان قادرا على مواصلة القتال ضد الجيش «الاسرائيلي».

ومن جهتها، قالت اوساط مطلعة ان قسما من سلاح حزب الله دمرته «اسرائيل» في الحرب الاخيرة وقسما اخر استخدم في تحقيق الضربات التي دمرت مستوطنات الشمال «الاسرائيلي»- فلسطين المحتلة وايضا في مناطق في الجولان المحتل وبقي قسم من سلاح الحزب الذي لن يتخلى عنه.

اضف على ذلك، ان تحالف الثنائي الشيعي لا يزال قائما وصلبا الى جانب وجود حلفاء لهم في الصف الاخر. وهنا لفتت هذه الاوساط ان انتخاب رئيس جمهورية جديد لن يكون بالضرورة موجها ضد المقاومة وسلاحها. وتابعت هذه الاوساط المطلعة ان حزب الله يراهن على عامل الوقت فهناك ستون يوما تجربة وهناك خروقات اسرائيلية كثيرة غير ان الحزب لا يريد الرد عليها. هذه المدة ستكون لصالح الحزب الذي يعكف الان على ورشة عمل داخلية وايضا لبلورة تحالفاته. وبالتالي الوضع اللبناني لا يزال مفتوحا على كل الاحتمالات وفقا لهذه الاوساط التي تعتبر ان الجانب الاميركي لن يتدخل مباشرة وقد حققت هدفها الذي كان بوقف الحرب في لبنان.

 

اللبنانيون لم يقعوا في كمين «الاسرائيلي»

الى ذلك، اظهر الشعب اللبناني وعيا ونضوجا في التعامل مع الحرب ونزوح كبير لاهالي الجنوب دون ان يقع في كمائن «اسرائيل» التي كانت تريد اشعال فتيل الفتنة بين اللبنانيين.

حصلت بعض الاستفزازت ولكن كل الاطراف اللبنانية لم تقع في المطب الاسرائيلي وهذه تسجل للبنانيين ولكل الاحزاب الرئيسية اللبنانية.

 

مصادر ديبلوماسية فرنسية: خروقات نتنياهو بالجنوب تحت مجهر الفرنسي والاميركي

من جهتها، تحدثت مصادر ديبلوماسية فرنسية عن اتصالات يومية تجري بين باريس وواشنطن من أجل ضمان عدم حصول أي خرق لاتفاق وقف القتال بين لبنان واسرائيل، خصوصاً وأن رئيس الحكومة «الاسرائيلية» بنيامين نتنياهو الذي أرغمه موقف مشترك للرئيس الاميركي جو بايدن والرئيس المنتخب، يحاول الآن الخروج، بأقل خسائر سياسية ممكنة، من عنق الزجاجة، في ظل معلومات تشير الى أن قوى سياسية وعسكرية، وأمنية اسرائيلية في طريق انشاء تكتل يرمي الى دفعه الى خارج المسرح السياسي. وعليه، يبدو نتنياهو انه يدور في حلقة مغلقة بما ان لا عودة عن اتفاق وقف القتال في لبنان.

وأكدت المصادر أن واشنطن تعتبر أن هدوءاً على الحدود بين لبنان و”اسرائيل» يشكل جانباً بالغ الحيوية بالنسبة الى الاستراتيجية الأميركية في الشرق الاوسط .

الى ذلك، اوضحت جهات اوروبية أن المحادثات التي جرت، أخيراً، بين ايران وكل من فرنسا، وبريطانيا، والمانيا، شكلت مدخلاً باتجاه بلورة أرضية مناسبة للبحث في اعادة ابرام اتفاق نووي، ينطلق من المبادئ العامة لاتفاق فيينا، عام 2015، حتى اذا ما بدأ الرئيس دونالد ترامب ولايته الثانية في 20 كانون الثاني المقبل، تكون المناخات أقل توتراً بين واشنطن وطهران، ربما في اتجاه تطبيع العلاقات، تدريجياً، بين الجانبين..

وفي نظر الجهات الاوروبية اياها فان خطوة من هذا القبيل يمكن أن تؤسس لوضع سياسي، واستراتيجي، جديد في المنطقة..

 

جهات عدة تسعى لتحريك الساحات في دول عربية: هل تكون سوريا الهدف الاول؟

في غضون ذلك، وبعد حصول احداث عنفية مستجدة في سوريا عبر تحرك جبهة النصرة في حلب وادلب من جهة ومواجهة الجيش السوري لهذه العصابات الارهابية من جهة اخرى، اعتبرت اوساط سياسية رفيعة المستوى في حديثها للديار ان الدول التي لديها نفوذ ايراني في ارضها، ستكون على الارجح معرضة الى مواجهات داخلية وتحريك ساحات من قبل العدو الاسرائيلي من بينها سوريا والعراق وربما ايران مباشرة. فهل وصل دور سوريا لتشهد تغييرا سياسيا داخليا؟ وعليه، ما يحصل في سوريا اليوم هو جزء من هذا التحريك بهدف احداث تغيير في المعطى السوري القائم علما ان روسيا والجيش السوري واجهوا الامور منذ بدايتها وسيسعون الى دفن شغب جبهة النصرة وتوابعها في مهدها. واولى نتائج المعارك بين الجيش السوري والعصابات الارهابية اتت لمصلحة الدولة السورية حيث تمكن الجيش السوري من استعادة السيطرة على بعض النقاط التي شهدت خرقا من التنظيمات الارهابية.

وكشفت الاوساط السياسية الرفيعة المستوى للديار ان الضغط على سوريا في حلب هو ضغط مزدوج تتداخل فيه عناصر اخرى غير «اسرائيل». ولفتت الى ان تركيا لطالما كان لها اطماع في حلب اضافة الى ان الرئيس السوري بشار الاسد بدعم روسي رفض مصالحة الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الى جانب احتمال ضلوع دولة قطر في ما يحصل في حلب وادلب عبر تمويلها لجبهة النصرة لمواجهة النظام السوري.

ومن جهة الدولة العراقية، فقد اشتكت لدى الامم المتحدة عن كلام «اسرائيلي» حول استهداف مرتقب للجماعات المسلحة العراقية التابعة لايران رغم ان العراق حيد نفسه من الانخراط في دعم عملية طوفان الاقصى.

 

القوات اللبنانية: على حزب الله الالتزام بتطبيق القرار 1701 بعد ان وقعت حكومته عليه

الى ذلك، قالت مصادر القوات اللبنانية للديار بان رئيس الحزب سمير جعجع في بداية اجتماعه وقف دقيقة صمت عن ارواح جميع اللبنانيين الذين سقطوا في هذه الحرب دون استثناء، كما اعلن تضامنه مع كل لبناني فقد احدا من عائلته او اقاربه او اصدقائه. وتابعت ان جعجع شدد على تطبيق القرار 1701 بكل حذافيره رافضا ان يتم تحريفه على غرار ما حصل في اتفاق الطائف. ولفتت المصادر الى ان حزب الله اليوم لا يمكن ان يقول انه تم غدره من حكومة تابعة لـ14 اذار بما ان الحزب يتمتع بنفوذ واسع في الحكومة الحالية التي وقّعت على اتفاق وقف اطلاق النار والبنود فيه واضحة. وبمعنى اخر، ان هذه الحكومة وقّعت على وجود سلاح واحد في لبنان وهو سلاح الجيش اللبناني وايضا وقّعت على عدم وجود اي اعمال عسكرية في جنوب الليطاني فضلا انها وافقت على ضبط المعابر الدولية ومنع توريد السلاح من خلالها.

ولذلك على حزب الله ان يلتزم بما وقعت عليه حكومة 8 اذار مؤخرا حول القرار 1701.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى