المقاومة تثبّت قصف ضواحي تل أبيب مقابل قصف الضاحية
كتبت صحيفة “الأخبار” تقول:
واصلت المقاومة رفع وتيرة ونوعية قصفها بالصواريخ والمُسيّرات أهدافاً عسكرية واستراتيجية في عمق الأراضي المحتلة، خصوصاً في ضواحي تل أبيب. وبالتصعيد التدريجي، يوماً بعد آخر، يبدو أن العدو بدأ يرضخ للمعادلات التي يفرضها الميدان وتطوّراته. فبعدما كان العدو قد حاول تثبيت قصف حيفا مقابل استهداف الضاحية الجنوبية، بات يلجأ إلى استهداف الضاحية رداً على استهداف المقاومة ضواحي تل أبيب والأهداف العسكرية والأمنية داخل المدينة. وبعدما استهدفت المقاومة أمس قاعدة تل نوف الجوية جنوب تل أبيب، بصليةٍ من الصواريخ النوعية، شنّ العدو ليلاً أكثر من 14 غارة على مبانٍ سكنية في حارة حريك والحدت وبرج البراجنة والشيّاح، فيما واصل اعتداءاته المكثّفة على قرى وبلدات الجنوب والبقاع، واستهدف أمس بشكل خاص، 3 مبانٍ في مدينة صور، ما أدى إلى وقوع العشرات بين شهيد وجريح، إضافة إلى استهداف شقة سكنية.
وفي سياق استكمال استهداف العمق الإسرائيلي، وفي إطار سلسلة «عمليات خيبر»، قصفت المقاومة قاعدة «ستيلا ماريس» البحريّة شمال غرب حيفا بصليةٍ صاروخيّة نوعية. وهذه المرة الثانية التي تتعرض فيها القاعدة للاستهداف خلال 24 ساعة. كما قصفت قاعدة ومطار رامات ديفيد جنوب شرق حيفا بصليةٍ صاروخيّة نوعية. واستهدف المقاومون قاعدة تدريب للواء المظليين في مستوطنة كرمئيل بصليةٍ صاروخية كبيرة.
وعند الحدود، ولدى محاولة جرافة عسكرية ترافقها قوة مشاة التقدّم باتجاه مرتفع ساري شمال غربي بلدة كفركلا، استهدفتها المقاومة بالصواريخ الموجّهة، ما أدّى إلى تدميرها وقتل وجرح طاقمها، وتحقيق إصابات مؤكّدة في صفوف القوة المرافقة. كما استهدف المقاومون ناقلة جند عند المرتفع نفسه بصاروخ موجّه، ما أدّى إلى تدميرها ومقتل وجرح من فيها. وشنّت المقاومة هجوماً جوّياً بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على تجمعٍ لقوّات جيش العدو شرق بلدة مارون الرأس، أصابت أهدافها بدقّة. وواصلت المقاومة استهداف تجمّعات وتحشّدات قوات العدو في أطراف القرى الحدودية وداخل المستوطنات، كما واصلت قصف المستوطنات التي دعت سكانها سابقاً إلى إخلائها، بصليات صاروخية متنوّعة.
في غضون ذلك، كشفت إذاعة جيش العدو الإسرائيلي تفاصيل المعركة التي قُتل فيها 6 جنود إسرائيليين وأصيب فيها آخرون بجروح في 26 تشرين الأول الماضي. وأوضحت أن المعركة وقعت في قرية عيترون الحدودية حيث واجهت القوة الإسرائيلية 3 عناصر من حزب الله داخل منزل، ودار اشتباك استمرّ لساعات. وكشفت أن «النيران اشتعلت في المبنى وانهار جزئياً، ودارت معركة طوال الليل لسحب القتلى والمصابين الإسرائيليين من المكان».
وتعليقاً على تصريحات رئيس هيئة الأركان في الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، خلال لقائه رؤساء المجالس المحلية في الشمال أولَ أمس، ودعا فيها إلى التحضير لعودة سكان المستوطنات الشمالية مع نهاية هذا العام، قال رئيس بلدية مستوطنة كريات شمونة، أفيحاي شتيرن، إن «الطريق لا تزال طويلة بخصوص العودة». فيما قالت «القناة 12» العبرية إنه «يجب التذكير أنه حتى بعد انتهاء هذه المعركة وعودة سكان الشمال، فإن المؤسسة الأمنية والعسكرية لا تستطيع ضمان عدم إطلاق صواريخ من لبنان». وكشفت عن «غضب شديد في أوساط سكان الشمال بخصوص ما يقوله قادة الجيش من أنه يمكنهم العودة، في ظل الرشقات الصاروخية المستمرة من لبنان». وأضافت أن «حزب الله أطلق منذ الصباح (أمس) رشقات صاروخية على منطقة حيفا ومحيطها وصولاً إلى الوسط، والنيران من لبنان لا تتوقف بل تزيد من ناحية العدد والمدى»، مشيرة إلى أن الحزب «يحافظ على قدراته الصاروخية، وستبقى هذه القدرات بعد نهاية المعركة الحالية».
من جهته، رأى البروفيسور الإسرائيلي آفي برئيلي، في مقال نشرته صحيفة «يسرائيل هيوم»، أن «إسرائيل تدير المعركتين البريّتين، من مبدأ واحد مشترك أعلنته الحكومة: إسرائيل لن تتحمّل، بأي شكل من الأشكال، وجود جيوش إرهاب على حدودها»، لكن «هذا المبدأ لم يتحقّق على الجبهتين، وإسرائيل ليست على الطريق لتحقيقه أيضاً (…) صحيح أن الجيش يوجّه ضربات كبيرة إلى الجيشين، لكنه لم يقضِ عليهما». وأضاف: «من غير الواضح ما إذا كان الفشل في القضاء على حماس وحزب الله كان بسبب قرارات الجيش والحكومة، أم بسبب الإدارة الأميركية. فحماس لا تزال تسيطر على السكان في قطاع غزة، ولديها قدرة على إدارة حرب عصابات. أمّا في لبنان، فلا يزال حزب الله يتمتّع بتأثير كبير جداً في الحكومة اللبنانية».