اهتزازات لـ”هدنة الجنوب” وترقّب “جديد” لودريان
كتبت صحيفة النهار تقول: مع أن تمدّد المفاعيل العسكرية لهدنة غزة الى جبهة الجنوب اللبناني لم يكن “رسمياً” ولم تعترف به إسرائيل ولا “حزب الله” علناً، فإن التهدئة التي سادت هذه الجبهة في اليوم الأول من الهدنة شهدت انتهاكات ولو محدودة في اليوم الثاني أبقت حال الحذر مستمرة. ولذا يطبع واقع الترقب لمجريات الأيام القليلة المقبلة الوضع الميداني في الجنوب فيما يطل الأسبوع المقبل على محطات بارزة “غير ميدانية” تتصل باستحقاقات الأزمات الداخلية العالقة والمجمدة وفي مقدمها الأزمة الرئاسية كما أزمة ملف قيادة الجيش تحسباً للشغور فيها. وإذ بات معلوماً أن الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان سيعود الأربعاء المقبل الى بيروت في فصل رابع حتى الآن من مهمته المتعلقة بأزمة الفراغ الرئاسي بدا لافتاً أن أياً من المراجع الرسمية والقوى السياسية لا تملك معطيات محددة عما إذا كان لودريان سيحمل هذه المرة أفكاراً أو مقترحات جديدة غير تلك التي كان طرحها سابقاً وتالياً بدا كل ما يساق مسبقاً عن زيارته المقبلة أشبه بتكهنات غير مسندة الى معلومات دقيقة ذي صدقية.
إذا استمرّ الهدوء الذي استعادته جبهة الجنوب أمس الى حدود بعيدة ولكن انتهاكات شابته كان أبرزها ما أعلنه الناطق الرسمي باسم “اليونيفيل” أندريا تيننتي من أنّه “حوالي الساعة الثانية عشرة من ظهر أمس تعرضت دورية تابعة لليونيفيل لنيران قوات الجيش الاسرائيلي في محيط عيترون، في جنوب لبنان”. ولفت إلى أنّه “لم يصب أي من حفظة السلام، ولكن سيارتهم تضررت. ووقع هذا الحادث خلال فترة من الهدوء النسبي على طول الخط الأزرق”. وأوضح الناطق أنّ “بالأمس فقط، حثّ رئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام الجنرال أرولدو لازارو، أولئك الذين يتبادلون إطلاق النار على طول الخط الأزرق على وقف دائرة العنف هذه، مذكّراً الجميع بشكل صارم بأن أي تصعيد إضافي قد يكون له عواقب مدمّرة”. وشدّد على أنّ “هذا الهجوم على قوات حفظ السلام، التي تعمل بجهد للحد من التوترات واستعادة الاستقرار في جنوب لبنان، أمر مثير للقلق العميق. ونحن إذ ندين هذا العمل، نؤكد على مسؤولية الأطراف في حماية قوات حفظ السلام، ومنع المخاطر غير الضرورية عن أولئك الذين يسعون إلى تحقيق الاستقرار”. وذكّر الجهات “بقوة بالتزاماتها بحماية حفظة السلام وتجنب تعريض الرجال والنساء الذين يعملون على استعادة الاستقرار للخطر”.
وسجلت أيضاً اختراقات أخرى، إذ أطلقت القوات الاسرائيلية النار على سيارة رابيد في منطقة الوزاني تعود لمواطن من بلدة كفركلا حيث إصابتها بخمس طلقات من دون إصابته، ونجا المواطن بأعجوبة. وأطلق الجيش الإسرائيلي أيضاً النار في الهواء، لإخافة المزارعين الذين يعملون في أرضهم في وادي هونين. وأطلق النار في الهواء أيضاً ترهيباً، باتجاه فريق صحافي على طريق الخيام مقابل مستعمرة المطلة. وأعلن الجيش الإسرائيلي أن الدفاعات الجوية اعترضت هدفاً جوياً مشبوهاً تسلّل من لبنان كما أعلن “إسقاط صاروخ أرض جو أطلق من لبنان باتجاه مسيّرة إسرائيلية”. وذكر أن “مقاتلاته ردت بقصف بنية تحتية لحزب الله”، مشيراً إلى أن “طائرته المسيرة لم تتضرر، وأنه لم يتم تفعيل أي إنذار”. كما انفجر صاروخ اعتراضي في اجواء بلدتي ميس الجبل وبليدا قضاء مرجعيون، عند الساعة الثانية والنصف بعد منتصف الليل، سمع صداه في كل أرجاء الجنوب.
أما في التحركات الديبلوماسية والسياسية فإستقبل الرئيس التركي رجب طيب إردوغان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي عصر أمس في مكتب رئاسة الجمهورية بقصر دولمه بهجه في إسطنبول. وتناول البحث الوضع في المنطقة والعلاقات الثنائية بين لبنان وتركيا.
وخلال الاجتماع أكد الرئيس اردوغان “ضرورة العمل على تحقيق هدنة مستدامة في غزة ووقف العمليات العسكرية تمهيدا للانتقال الى العمل لتحقيق السلام المستدام”.
وقال”إن أكثر الدول تأثراً بحرب غزة هو لبنان، ونتمنى استمرار الهدنة لكي يبقى لبنان آمناً وهادئاً”.
بدوره قال الرئيس ميقاتي” إننا نعوّل على مساعي الدول الصديقة لاحداث خرق في جدار الازمة القائمة والعمل على احلال السلام، وعودة الهدوء الى جنوب لبنان”.
وعلى غرار الموقف الذي أعلنته السفارة الأميركية الجمعة أعلنت أمس السفارة البريطانية في لبنان في منشور ” تكرّر المملكة المتحدة دعوة اليونيفيل إلى وقف الأعمال العدائية عبر الخط الأزرق وتجديد الالتزام بتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي 1701. إن الهدوء الذي ساد يوم أمس الجمعة على الخط الأزرق يوفّر فرصة لإعادة التركيز على صياغة حل طويل الأمد للسلام”.
وفي المواقف السياسية الداخلية، لفت رئيس الهيئة الشرعية في “حزب الله”، الشيخ محمد يزبك إلى أن “على الجميع ان يتعاونوا من أجل الخروج من الفراغ في رئاسة الجمهورية وأيضاً من استحقاقات أخرى سواء في قيادة الجيش أو غيرها، فعندما ينتظم الرأس وبانتخاب رئيس للجمهورية سوف تنتظم كل المؤسسات وليس على اللبنانيين إلا أن يلتقوا ويجتمعوا ويتفاهموا من أجل انتخاب رئيس للجمهورية لكل اللبنانيين ينطلق من مصلحة لبنان ولخير اللبنانيين”.
في المقابل دان عضو كتلة الكتائب النائب سليم الصايغ “الحركية السياسية لرئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل الذي يحاول المقايضة بين السلطة والجوهر”. ورأى ان “كارثة كانت حلت لو كان مرشح حزب الله رئيسا اليوم، في ظل الحرب”، وقال “نحن حمينا لبنان بعدم السماح لمرشح يأتمر بأوامر حزب الله ان يكون في سدة الرئاسة وفي الاوساط الشيعية يعرفون ان شبكة الامان الحقيقية ان يكون اللبنانيون متفقين بعضهم مع بعض وبالتالي سنذهب الى الفوضى في حال أراد الحزب الاستمرار بالذهاب الى الحرب”. واشار الى ان زيارة لودريان لن تكون زيارة علاقات عامة والفرنسيون يعتبرون انه قد يكون هناك نافذة للخروج من فوق أي “exit strategy” فلنأت برئيس ولنحضر انفسنا لترتيب وضع المنطقة والا سيكون الحل على حساب لبنان”. وجزم انه “يجب عدم المساس بقيادة الجيش وضرب صورتها وهزّها بأي شكل والدعم المنقطع النظير للجيش هو دعم شخصي دولي ومحلي لاداء قائد الجيش وهذه شهادة له انه لا يأتمر لأحد، والا لما كان وضع حدودا لباسيل في عهد الرئيس عون وشرفه العسكري منعه من الدخول في البازار السياسي”. اردف “موقفنا وموقف البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي يصيب عمق الميثاقية في لبنان وليفهم الوزير باسيل أنه لا يستطيع المجاهرة بحقوق المسيحيين ساعة يشاء . نحن في حوار كمعارضة مع التيار ونقول لهم لا تستطيعون أن تكونوا “أجر بالبور واجر بالفلاحة”.
المصدر : النهار