محليات

جنبلاط الذي وضع حجر أساس مستشفى سبلين الحكومي على هديرالطائرات

جنبلاط الذي وضع حجر أساس مستشفى سبلين الحكومي على هديرالطائرات
الإسرائيلية أضحى اليوم رقما صعبا على الخارطة الصحية وخدماته تطال كل الوطن

خاص – “موقع الاقليم والشوف الأعلى”
حقق مستشفى سبلين الحكومي، النجاح تلو النجاح، منذ تأسيسه وانطلاق مسيرته الأولى، حيث بات يشهد إقبالاً كثيفاً للمرضى، اذ تخطت خدماته الطبيّة والإستشفائيّة حدود منطقة الشوف، لتصل الى جميع المناطق اللبنانية، وهذا ما بدا واضحاً من خلال حركة توافد المرضى الذين يقصدونه، والتي غالباً ما تكون من بيروت والجنوب والجبل ومناطق اخرى، بعدما ذاع صيته في الوطن على المستوى الطبّي، جراء الإهتمام والرعاية الجيدة للخدمات الطبية، والذي تحرص عليه ادارة المستشفى، تحت شعار تقديم أفضل ما يمكن للمريض.
يقع المستشفى على العقار الرقم 633 ومساحته 6458 مترا مربعاً، على تلة تشرف على ساحل الشوف ومدينة صيدا. بدأت فكرة إنشائه في الثمانينيات، وساعد النائب وليد جنبلاط آنذاك في وضع المشروع قيد التنفيذ، حين قدم العقار ومساعدات عينية ومادية، وقامت شركة “خطيب وعلمي” بإعداد الدراسات والاشراف على التنفيذ. وتم إنجاز المشروع كاملاً بهبة من الصندوق السعودي للتنمية والبنك الاسلامي للتنمية في العام 1998، بعد ان تم تقديم العقار والإنشاءات هبة لوزارة الصحة العامة لتكملة المشروع. وفي العام 2003 تم إنشاء المؤسسة العامة لإدارة مستشفى سبلين الحكومي وتعيين مجلس إدارة ومفوض الحكومة، إلى أن بوشر العمل في 8/8/2006 .
بدأ العمل في المستشفى من خلال 20 سريرا، في العام 2006، لكن مع ارتفاع حركة اقبال المرضى بشكل تصاعدي، والتي فاقت قدرته الإستعابية، الأمر الذي دفع إدارة المستشفى الى توسعته وزيادة عدد الأسرة ليصل الى 70 سريرا. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، لا بل ان الضغط الكبير والطلب على المستشفى دفع مجددا الإدارة أنذالك الى وضع خطة ومشروع توسيع جديد يجري، شمل 50 سريرا جديدا، اذ بات المستشفى يعمل وفق 120 سريرا .

وتعود فكرة بناء هذا الصرح الإستشفائي المهم الى المعلم الشهيد كمال جنبلاط، الذي كان لديه رغبة كبيرة بتحقيقه على أرض الواقع، من خلال بناء مستشفى لإقليم الخروب على موقع تلة يملكها في منطقة سبلين، لتوفر على ابناء الاقليم المشقات والمعاناة كما نقلها عن المعلم الشهيد رفاق دربه، لكن يد الغدر كانت اقوى، فحرمته من تحقيق مشروعه وهو على قيد الحياة، الى ان اخذ النائب وليد جنبلاط على عاتقه المبادرة والمشروع فحقق حلم والده، ومشى بالمشروع وكان على رأس الداعمين له لترجمته على ارض الواقع مع جميع الخيرين في الوطن، وعبر صناديق الأشقاء العرب الإقتصادية.

وكان وضع حجر الأساس له النائب السابق وليد جنبلاط في العام 1982، على وقع هدير الطائرات الحربية الإسرائيلية التي كانت تجوب سماء المنطقة، على قطعة أرض كان قدمها والده «المعلم» كمال جنبلاط في بداية السبعينيات لبناء مستشفى في اقليم الخروب. وفي التسعينيات أعيد وضع حجر الأساس مجددا، بحضور الرئيس رفيق الحريري، في عهد حكومته وقتذاك، ليستكمل المشروع ويوضع على سكة التنفيذ.

يلعب مستشفى سبلين دورا مهما وأساسيا على صعيد الخارطة الصحية في المنطقة، فبات مقصدا لأبناء الوطن من مختلف المناطق، بعد أن ذاع صيته في تقديم أفضل الخدمات الطبية والاستشفائية في منطقة كانت تفتقر إلى المستشفيات والمؤسسات الصحية.

يوفر المستشفى على أبناء المنطقة الكثير من العذابات، بعد تحوله إلى عامل «منقذ وأمل بالحياة لأهالي الإقليم والجوار»، الذين كانوا يعانون من وفاة مرضاهم وجرحى الحوادث، على الطريق وفي سيارات الاسعاف، قبل وصولهم إلى مستشفيات صيدا وبيروت التي كانوا يقصدونها.

المستشفى اليوم يصارع كل الظروف الصعبة، في معركة البقاء والحفاظ على الوجود، وسط رعاية واحتضان فاعليات المنطقة، بعدما تحول ملجأ اللبنانيين بمختلف توجهاتهم، والمقيمين بتنوع جنسياتهم، ما رسم إطارا جامعا للإنسان على أرض الوطن.

سيف الدين
مدير المستشفى د.ربيع سيف الدين أعرب عن ارتياحه «لهذا الإنجاز الذي حققه المستشفى على صعيد الخارطة الصحية والاستشفائية خلال فترة وجيزة من انطلاقه»، وأكد «ان خدمات المستشفى لا تقتصر على أبناء إقليم الخروب، بل تخطت حدود الشوف لتطال الوطن كله، من الجنوب إلى البقاع والشمال وبيروت».

ولفت إلى «ان هذا الحضور المناطقي في المستشفى، عكس صيتا إيجابيا عنها ».

وأكد سيف الدين «ان المستشفى يضم اليوم 120 سريرا، 12 منها في قسم غسيل الكلى، الذي أنشأه رجل الخير الحاج جميل جميل بيرم، بالإضافة إلى أقسام الجراحة العامة وطب الأطفال والنساء وغيرها من أقسام الطوارئ والأشعة والعناية الفائقة والمختبر.».

وأعلن عن خطة عمل لتطوير المستشفى بما يتناسب مع الحاجات المطلوبة، حيث سيتم افتتاح قسم العلاج الكيميائي في غضون الأيام المقبلة».

وأشار سيف الدين إلى «ان الجهود مستمرة لوضع المستشفى على الخارطة الصحية»، مؤكدا «أن الاحتضان الكبير الذي يحظى به المستشفى من جميع فاعليات وأهالي المنطقة، من وزراء ونواب وأحزاب وفاعليات، يعطيه دفعا كبيرا في متابعة رسالته ومسيرته»، مشيدا بجهود «الطواقم الطبية والتمريضية (الجيش الأبيض) الذين كان لهم الدور الكبير في تقدم المستشفى وتحقيق الإنجازات، انطلاقا من حرصهم على أداء الرسالة الإنسانية».

وشكر سيف الدين كل من وقف الى جانب المستشفى، وساهم في تطويره، بدء من أبناء المنطقة المقيمين والمغتربين مرورا بالفعاليات والنواب والوزراء الذين تعاقبوا، وخصّ بالشكر الرئيس السابق للحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط ورئيس اللقاء الديموقراطي النائب تيمور جنبلاط والوزير والنائب السابق علاء الدين ترو والنائب بلال عبد الله والنائب السابق نعمه طعمه والحاج جميل بيرم والمهندس سمير الخطيب ووزراء الصحة الذين تعاقبوا على الوزارة ونواب الشوف، كما شكر المملكة العربية السعودية والكويت دعمهما في انطلاقة المستشفى واستمرار رسالته «على الرغم من كل الصعوبات والتحديات».

وقال ان «الأيادي البيضاء للكويت وبصماتها راسخة، وهي متواصلة في دعم المستشفى، والتي كان آخرها، تلقيها مساعدات عبر مؤسسة عبد الوهاب المطوع الكويتية»، شاكرا دولة الكويت وقيادتها وشعبها على حرصها على دعم لبنان وشعبه.

وأشار سيف الدين إلى ان المستشفى لعب دورا كبيرا في مواجهة «كورونا» «حيث تم افتتاح قسم خاص لهذه الجائحة، وخطا خطوات متقدمة في معالجة مرضى هذه الجائحة وتداعياتها، وبدعم من رئيس اللقاء الديموقراطي النائب تيمور جنبلاط”، كما شكر الجهات الدولية من سفراء وقناصل في تقديم المساعدات للمستشفى .

وأثنى «على الدعم المتواصل لوزارة الصحة العامة لهذا الصرح الحيوي، على الرغم من الأوضاع الصعبة».

كما شكر الجهات الراعية والداعمة لاستمرار رسالة المستشفى «لاسيما قسم غسيل الكلى بدعم من الحاج جميل بيرم والقسم الكيميائي بدعم من عائلة الراحل م. سمير الخطيب».

يونس
وحول هذا الصرح وأهميته في المنطقة إلتقينا عددا من رؤساء البلديات ، حيث شدد رئيس بلدية سبلين محمد يونس شدد على «أهمية ومحورية هذا الصرح ومركزيته في الشوف والجبل والجوار، لما يقدمه من خدمات طبية واستشفائية».

ولفت إلى «ان الأوضاع الاقتصادية الصعبة عكست اهتماما بهذا الصرح، الذي تحول إلى ملجأ لأبناء الوطن».

ودعا يونس وزارة الصحة إلى «الحفاظ على مكانة ودور وموقع المستشفيات الحكومية في لبنان، التي تعتبر من ركائز الوطن ودعائمه في مواجهة التحديات».

وأكد «ان مستشفى سبلين أثبت حضورا كبيرا على الخارطة الصحية في لبنان، وبات يحسب له ألف حساب»، مثنيا على «جهود ودور الجهات الداعمة والمساعدة للمستشفى في لبنان والوطن العربي».

وشكر المملكة العربية السعودية والكويت على وقوفهما الدائم إلى جانب لبنان وشعبه ومؤسساته، مؤكدا «ان الدعم العربي هو الأوكسجين الذي يتنفس من خلاله للبنان».

القزي
بدوره، شدد رئيس بلدية جدرا المونسينيور جوزف القزي على «أهمية هذا الصرح، الذي يخدم أبناء إقليم الخروب بشكل خاص، واللبنانيين بشكل عام»، مشيدا بالدور الذي لعبه المستشفى خلال أزمة كورونا «حيث كان على مستوى عال من الجهوزية التامة، على صعيد الموظفين والأطباء والممرضين والممرضات، إلى جانب التفاف كبير من أبناء المنطقة ونوابها وفعالياتها الحزبية والسياسية والاجتماعية للمحافظة على هذا المستشفى الحكومي، وعلى استمرار العمل فيه».

وأشاد القزي «بكل من يساهم في ابقاء هذا الصرح صامدا بوجه التحديات»، مؤكدا على «أهمية توفير مثل هذه الصروح في الوطن».

واشار إلى ان «ما قام به هذا الصرح في مواجهة جائحة «كورونا» وخلال مسيرته منذ العام 2006، لم يكن عملا عاديا بل مميزا واستثنائيا وأنقذ العديد من أرواح أهلنا، وكان محور اهتمام أهلنا في الوطن وفي بلاد الاغتراب، ومنهم آل القزي المغتربون».

وطالب القزي وزارة الصحة، «بألا تغفل هذا الصرح، وتعمل على دعم هذا المستشفى وتزويده بكل المستلزمات الطبية ليبقى دائما على مستوى التقدم في خدمة أبنائنا وأهلنا في الإقليم والوطن».

بيرم
وأكد في هذا المجال رئيس بلدية الوردانية علي بيرم «ان مستشفى سبلين يعتبر صرحا طبيا رائدا ومهما في منطقتنا، حيث يغطي الحاجة الاستشفائية لشريحة واسعة من أبناء إقليم الخروب والشوف، لا بل على مستوى الوطن ككل».

وأشار إلى «ان المستشفى كان في الخطوط الأمامية بمواجهة «كورونا» وقدمت الكثير لأبناء المنطقة، والأهم من ذلك من اللحم الحي».

وشكر جهود جميع العاملين في المستشفى من أطباء وممرضين وموظفين «على هذا التعاون المشترك في رفع شأن هذا الصرح الذي يهم ويعنى بعامة الشعب اللبناني».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى