ثقافة وفن

الشيخ الخطيب رعى توقع كتاب د. غازي قانصوه في الجامعة الإسلامية الى “الشباب” :”ما حصل للأسف من تعدٍ على القُصّر ليس الا نتيجة لدعاة الشذوذ الجنسي وإشاعة الفحشاء في المجتمع ..”

برعاية نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى سماحة العلامة الشيخ علي الخطيب اقيم في مقر الجامعة الاسلامية في لبنان، حفل توقيع كتاب ” الى الشباب”، لمؤلفه عميد كلية الدراسات الاسلامية في الجامعة أ.د. غازي منير قانصو، بحضور رئيس الجامعة أ.د. حسن اللقيس وفعاليات وشخصيات فكرية وتربوية وقضائية واعلامية وعلماء دين وعمداء واساتذة وطلاب الجامعة ومهتمون.

حمدان
بعد تلاوة اي من الذكر الحكيم، والنشيد الوطني، القى كلمة البروفيسور اللقيس مدير مكتبه المحامي مصطفى حمدان التي قال فيها: بسم الله الذي علّم بالقلم، علّم الإنسان ما لم يعلم، والصلاة والسلام على مدينة العلم وعلى بابها، صباحُ الخير للأعمار المتشابكة مع الضوء، المسرعة نحو المدى لتكوين الشمس ..صباحُ الخير للأيادي الخارجة من جُب القلق، الممتدة إلى الغد، الساعية بكُل كدها و جدّها و ورد أناملها، لترسم يوسُفاً في جبين القادم من الأيام ..الصّباحُ على الشباب، كُل الخير والزاد وكُل المرتجى والرهان، إلى الشباب دُر .. همّةً و وعياً و سعياً، لا عُمراً يُحتسب ولا أرقاماً تُضاف إلى رزنامة الحياة، ” فرُبَّ هِمّة أحيت أمّة ” كما عبّر الإمام الصدر، و نقول ” رُبَّ حرفٍ صاغَ مساراً للحياة ” دكتور قانصوه، لعلها من محاسن الصدف ان تتزامن لحظة ولادة إنتاجكم الأكاديمي المقدّر، مع غمرة أحداث مصيرية تحيط بشبابنا ومستقبلهم وآفاق ومسارات هذا المستقبل في مرحلةٍ استثنائية تخيّم على واقع المنطقة، لا بل المجتمع الدولي بأسره، مآلاتُ تحوّلٍ كبرى في تشكّل وعي الشباب العربي والغربي على حد سواء، هي بلا شك معركةُ المصير الممهور بإرادة وعزم الشباب الذي يرسم ملامحَ هويته وانتمائه وخياراته، ولعل مؤلف الدكتور قانصوه قد أصاب هواجسَنا وقلقَنا بسهام التوعية والإرشاد والتيقّظ، فأنعش فينا علمياً وأكاديميًاٍ الأملَ والإرادة لتثبيت فئة الشباب في مرمى مجهوداتنا، باعتبارهم عمادَ مؤسسات الغد، وما تصدّيهم لجوهر تحدّياتهم ومكامن التهديدات، الا دليل إضافي على إدراكهم لبديهية المواجهة أكاديمياً وفكرياً وثقافياً، ممتشقين سلاح وعيهم،ولمسار اليوم ومآلات الغد ماضٍ مشرّف، فكرٌ نيّر استشرف الدروب المظلمة للمشاريع المحاكة ضد مجتمعنا نظّر للأخطار المحدقة ورصّ صفوف المواجهة وأطلق العنان للشباب ليكونوا شعلة النور وقبلة التحرر.
واضاف… وما الجامعة الاسلامية في لبنان إلا واحدة من باقة الإنجازات المؤسسية للإمام المغيب السيد موسى الصدر واحة تتخطى بدورها التوعوي والتوجيهي أهدافها الأكاديمية، ولمّا تزل عثرات ومطبّات وصعوبات تمّ تجاوزها بثبات وعزم برؤية حملت مشروعنا الشبابي الوطني الى خارج حدود الظرف الممكن والهامش المتاح ، وكان لسماحة الشيخ علي الخطيب الأثر الواضح في تثبيت البوصلة نحو قبلة مستقبل الشباب لتسهيل المسارات أمامهم والاستثمار بطاقاتهم وعنفوانهم. اليوم تشكّل الجامعة الإسلامية في لبنان جسر عبور نحو تمكين الشباب الجامعي وتوسيع الآفاق أمامهم لعدم حصرهم ضمن هوامش ضيّقة، بل إتاحة مساحات واسعة تمكّنهم من تثبيت حضورهم عنصراً فاعلاً مؤثراً كأحد مداميك مجتمعنا، وعلى قدر أهل العزم تأتي عزائم كوادرنا التعليمية والإدارية، ومعها تتقدّم الجامعة على رقعة الصروح التعليمية العالية ليس فقط على المستوى المحلي إنما الإقليمي والدولي..”

وختم…وبالعودة الى المؤلف الدكتور غازي قانصو نرى وبأنه وبكل ثقة يغرُف من نهر أفكاره وأدبه، وبجرأةٍ يخُط مساراً ويعُلنها ” إلى الشباب “، في ظرفٍ قلَّ فيه الأدباء و قلّ فيه القرّاء و طلاب الوعي، وإننا نبارك له سحر قلمه و نشُد على حرفه ليزهر على ضفاف العمر شباباً لا رجعة فيه .إن كل ما تقدّم من هذه الكلمة، ما هو إلا تحيّة رئيس الجامعة الإسلامية في لبنان الدكتور حسن اللقيس إليكم .
الخطيب
والقى العلامة الخطيب كلمة قال فيها :”يسعدني أيّها الأخوة أن أتحدث إليكم بمناسبة توقيع أ.د.غازي قانصو كتابه الموَجَّه لجيل الشباب، ويسعدني أن أتحدث إليكم عن الأهمية التي يُشكّلها هذا الجيل وعن دوره والتحديات التي تواجهه وحقوقه على المجتمع والدولة والمؤسسات التعليمية والتربوية، وما تتحمّله من دور في التأهيل والتوجيه والإعداد وتأمين سوق العمل لخدمة المجتمع بما يتناسب والاختصاصات التي حصلوا عليها بجهدهم وكدّهم بملاحظة التحديات التي تواجههم، ثقافية وأخلاقية وتربوية وتعليمية ومعيشية ليستطيعوا معها القيام برسالتهم في بناء المستقبل المرهون بهم. ”
وأكد ان مستقبل البلاد يتوقف على هذه الاجيال الشابة المتوثّبة بالحماس والمدفوعة بالآمال التي يجب الاستفادة منها، لأنها هي رأس مال أي أمة من الأمم، فلا يجوز تركها لمصيرها أو التخلي عنها أو النظر اليها بميزان التاجر أو المقامر، فهي قيمة أنسانية وثقافية وأخلاقية ومعنوية تستحق الاهتمام والاحترام والعناية وأن يُبذل من أجلها ما تستحق ولا يجوز إخضاعها لأي اعتبار مادي آخر. ”
وأضاف “نظرا لأهمية الموقع الذي تحتله هذه الفئة كانت الاكثر تركيزاً في اهتمامات العدو الذي عمل وبخبث على سلخها عن تاريخها وثقافتها واستبدالها بثقافة هجينة أخرى تغاير ثقافته الأصيلة التي عمل على تشويهها وتصويرها باعتبارها ثقافة مُتخلّفة حُمِّلت وزر التخلّف الذي يعاني منه، ووعد بأن خروجه من هذا الواقع مرهون بالتخلي عنها والسير وفقاً لما تُمليه عليه الدوائر المختصة في البلدان الاستعمارية المولجة وضع الخطط التربوية والثقافية وفقاً للأهداف التي رسمتها والكفيلة بإخضاع بلادنا لإرادتها وجعلها دول تابعة لها تُنفّذ سياساتها مسلوبة الارادة والاختيار.”
وتابع “لقد برهنت الاحداث الخطيرة التي جَرَت على بلداننا في العقد الحالي وخصوصاً ما تعرّض له الشعب الفلسطيني على مدى تاريخ النكبة كم هو فاقد للشعور الإنساني هذا الغرب، وكم هو محكوم بهاجس السيطرة ولو أدى ذلك إلى هذا الكمّ الهائل من الضحايا المدنيين الذين يتعرّضون للإبادة بأسلحته التي يُزوّد بها العدو الصهيوني محمياً سياسياً ومادياً من قبله من العقاب، أليس هذا بكافٍ لشعوبنا أن تستفيق من غفوتها وسباتها؟؟ وكم تحتاج من النكبات لتعود إلى رشدها وتحكم عقولها لتخرج على واقعها المزري؟؟. وإنني أُكرّر ما أردّده دائماً أن المطلوب هو استخدام المذاهب بوجهها الايجابي من التوجيه في استخدام قدراتها وإمكانيات في خدمة الأمة على أساس التسابق نحو خدمة الأمة لا على أساس الخصومة والغَلَبة وتفريق الأمة والدفع بها نحو العداوة والبغضاء على قاعدة: {وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ} وعلى أساس: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى}.
وختم “من هنا أباركُ للأستاذ الدكتور غازي قانصو هذا الجهد الذي يُعَدُّ إسهاماً في هذا الاتجاه ويخدم أقدس قضايانا الذي يُمثّله هؤلاء الأبناء من الشباب رأس مالنا الحقيقي وأهم ثروات اوطاننا وليس الذين يهدرون هذه الطاقات ويسيؤن لها بالتخلّي عن مسؤولياتهم الإنسانية.”

قانصو
وفي الختام، القى ا.د. قانصو كلمة قال فيها :”بعد مسيرة طويلة من العمل مع الشباب في التعليم والتربية والادارة والاجتماع المدني، لا سيما في المعهد الفني الاسلامي، ثم خلال التعليم الجامعي، فضلا عن انشطة شبابية تربوية واجتماعية، وفي غمرة من التفكر والتأمل، أنجَبَت هذه المعارفُ والخبراتُ على تنوعهما كتابًا جديدًا، يحمل في طياته تحية خاصة الى الشباب، ودعوة صادقة لاستكشاف عوالمهم، فتوجهت اليهم في اطار الفكر والأدب والعلم والثقافة مستفيدا من التجربة الانسانية على اكثر من صعيد في مجالات الحياة الشخصية وما يرتبط بها في عوالم الاجتماع والمعرفة والعمل والادارة والانتاج والمسؤولية والحرية والوجدان والمشاعر والحياة والموت والألم والقوة والتغيير والموقف والمال والأحاسيس المختلفة في حقلي المادة والنفس في حالتيهما المتنوعة.”
“واضاف…إلى الشباب”… هو عنوان يحمل الكثير من المعاني والرموز، فهو ليس مجرد كلمات تحملها صفحات الورق، بل هو دعوة للانطلاق نحو آفاق جديدة، واستكشاف أفق الذات والمجتمع بعيون الشباب، هم القادة المستقبليون، الذين يحملون شعلة التغيير والتحدي، ويصنعون فجر الأمل بأفكارهم وأحلامهم الجامحة. فسلام لكم وعليكم أيها الشباب، وسلام على المقاومين الحافظين لثغور الوطن والأمة، في كل مكان، وسلام على الشهداء النبلاء الاصفياء الأوفياء بدمائهم وأرواحهم، لهم السلام والرحمة والرضوان من الرب العظيم، رب السلام، وخالقِ الأكوان.”

وختم…لكم مني جميعا يا حضرات السادة المحترمين، ويا اخواني العمداء والاساتذة المتفضلين ، ويا ابنائي الطلاب والطالبات طيب التحايا حفظكم الله تعالى بجميل السجايا، لكم الشكر الجزيل لتفضلكم بالحضور والمشاركة، على أمل أن أكون عند حسن ظنكم. وأسأل الله أن يوفقنا ويسدد خطانا جميعا لخدمة عياله اجمعين. واسمحوا لي الان بتوقيع هذا الكتاب، وتفضلوا بقبوله، آملًا الاستفادة من رسائله وموضوعاته، الموجهة نحو شباب الوطن والأمة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى