حجازي: الورقة الفرنسية خُطَّت بقلم فرنسي ومضمونها إسرائيلي
اعتبر الأمين العام ل”حزب البعث العربي الاشتراكي” علي يوسف حجازي أنه “لا يمكن لأحد ومهما علا الصراخ والأصوات ومهما علا الإستهداف لهذه المقاومة أن يصنع ظروفا مختلفة عما نحن فيه الآن، فهذه المقاومة جزء أساسي من تاريخ هذا البلد، وكل هذه الإستهدافات وهذا الحقد لن يؤدي إلى نتيجة لأن المقاومة خيار وهذا الخيار دفع لأجله دماء”.
جاء ذلك خلال احتفال تأبيني في بلدة الرام البقاعية لمناسبة مرور أربعين يوما على رحيل الشاب حسن حسين سليمان نون، بحضور النائب غازي زعيتر، رئيس قسم محافظة بعلبك الهرمل دريد الحلاني، وفاعليات سياسية ودينية وبلدية واختيارية واجتماعية.
وقال حجازي في مستهل كلمته: “يعز علي أن أقف على المنبر لأودع أخا محبا صديقا الراحل أبا حسنين، الذي كان حاضرا بصفاته الطيبة ، وبأخلاقه الكريمة ، وحاضرا في كل التزاماته مع عائلته، مع أقاربه ، مع محيطه، حتى مع قرى الجوار، لتجد أن الكل يجمع على أن هذا الرجل كان دائما وأبدا الحاضر بطيبة قلبه وأخلاقه الكريمة ، برجولته، بعنفوانه ، لا سيما أنه أيضا إبن رجل تشهد له هذه البلدة والمنطقة بصفات حميدة كثيرة، وأولها الثبات والرجولة والوفاء. لذا تعزيتنا لأبنائه، لعائلته الطيبة ، لأبناء عائلة آل نون ، لأبناء بلدة الرام والجوار . وهو خسارة ليس فقط لعائلته الضيقة بل هو خسارة لنا جميعا، لأننا في زمن كلما خسرنا رجلا طيبا وفيا مخلصا شجاعا يترك فراغا ليس سهلا أن يسد هذا الفراغ، فالرحمة له ولروحه، والعزاء لكل عائلته ومحبيه”.
وأضاف: “لا نستطيع أن نبدأ في زمن فلسطين إلا من فلسطين، لا نستطيع إلا أن نبدأ في قراءة المشهد الذي يصنع تاريخا مختلفا لأمتنا. فهذا التاريخ الذي كتب بالدماء، بالشهداء، بالتضحيات، بالقتال، وبالمقاومة هو الذي يرسم معالم مستقبل أمتنا، والأكيد أنه بالرغم من كل محاولات الضجيج، من كل ما يكتب من محاولات تهدف إلى تغيير حقيقة صنعتها المقاومة على مستوى كل الجبهات. وكانت المحطة الأساسية لها يوم 7 تشرين الأول، حينما اقتحم أبطال فلسطين تلك الحدود المصطنعة مع هذا الكيان الغاصب الزائل. هذه الحقيقة التي تثبت أنه يستحيل لهذا الكيان أن يبقى ويستحيل لهذا الكيان أن يستمر، وأن هذا الكيان لا بد أن يزول في تثبيت لمعادلة كنا حين نطلقها نتهم بأننا مجموعة من المجانين، في إسقاط لنظرية حاول أن يسوق لها جمع من المطبعين والمتخاذلين والمتآمرين، بأن المعركة مع هذا العدو مصيرها سيكون الهزيمة، ليأتي يوم 7 اوكتوبر وما سبقه من مسار تاريخي في الصراع العربي الصهيوني وما سيلحقه إلى يوم زوال هذا الكيان، لأؤكد أنه يستحيل لهذا الكيان أن يبقى، ويستحيل لهذا الكيان أن يستمر، وأن مصير هذا الكيان الزوال، وأن فلسطين لا تحمل أرضها هويتين، إنما هوية واحدة هي الهوية العربية الفلسطينية. وأن البقاء هو لأصحاب الأرض، وليس لجمع من القتلة والمجرمين والمتطرفين الذين أتوا بهم من كل أصقاع العالم إلى أرض فلسطين الحبيبة”.
وتابع: “طبعا هذه المقاومة في فلسطين التي ساندتها جبهات شرف وكرامة وعزة، وأنتجت معادلات أعادت حسابات كثيرين، من اليمن، اليمن العزيز الذي عانى ما عاناه، وها هو اليوم بدل أن يُحاصَر، هو اليوم يضع معادلات الحصار، وهو الذي يشارك في رسم الأفق المتعلق بمعركة رفح حينما يعلن بشكل واضح وصريح أنه في حال فكر هذا العدو أن يدخل إلى رفح سيكون هناك حصار يطال كل السفن المتجهة إلى فلسطين المحتلة. هذا ليس بأمر عادي أو بخبر عابر، هذا يصنع معادلة على مستوى الصراع في المنطقة والعالم..”
واكد أنه “لا بد من العبور إلى سوريا حينما نتحدث عن المقاومة، فسوريا نقطة الإرتكاز، سوريا العمود الفقري لهذا المشروع ، سوريا التي عبر الدكتور بشار الأسد البارحة في موقف واضح وصريح عن أنه لا يمكن أبدا أن تتخلى سوريا عن ثباتها ورسوخها في قلب مشروع المقاومة، وأن قضية فلسطين ستبقى لسوريا قضية مركزية، وأن دعمها للمقاومة بالنسبة لسوريا يتعزز الآن أكثر من أي وقت مضى بخلاف ما يحاول البعض للأسف أن يروج عن مقاربة مختلفة لسوريا بما يتعلق بموضوع المقاومة وبموضوع فلسطين وبموضوع الصراع العربي الصهيوني . لقد عبر الدكتور بشار الأسد البارحة وبشكل واضح أن سوريا دائما وأبدا في قلب مشروع المقاومة، وأن سوريا ستتمسك أكثر وأكثر بخيار المقاومة، واعتبر انه لولا هذا التمسك لمحيت هوية ودماء وقضية كل الذين آمنوا بمشروع المقاومة ، سوريا تواجه منذ عام 2011 نفس المشروع الذي تواجهه المقاومة في فلسطين والمقاومة في لبنان. لم تكن الحرب على سوريا إلا في إطار استهداف محور المقاومة ومشروع المقاومة وقلب المقاومة. وكان أيضا يمكن لسوريا أن تتخذ خيارات تشبه الخيارات التي عرضت على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وتذهب نحو إنهاء للحرب عليها، ونحو انفتاح عليها، ورفع الحصار عنها، ولكن بين خيار الكرامة وخيار المقاومة، وبين خيار الإنبطاح أمام المشروع الأميركي، ها هي سوريا بالرغم من كل الظروف السياسية والاقتصادية والمعيشية تعبر على لسان قائدها بأن خيارها هو خيار المقاومة وليس خيار التنازل أمام الضغوطات وغير الضغوطات”.
ورأى أن “لبنان بمقاومته العزيزة، لبنان بمقاومته البطلة، لبنان بمقاومته الشريفة، ولبنان بالقوى التي انضمت وتستعد لتنضم إلى جانب حزب الله، لأن واجبنا جميعا كقوى وطنية وعروبية وقومية وإسلامية أن نكون سندا إلى جانب حزب الله في تحمل المسؤوليات التي تحملها طوال عشرات السنوات الماضية، هذه المقاومة التي منعت سقوط لبنان في فخ لائحة العار، هذه المقاومة التي حينما سيذكر التاريخ ستحفظ لنا مكانة متقدمة في لائحة الشرفاء، في لائحة الذين لم يتخاذلوا ولم يتراجعوا ولم يضعفوا ولم يتآمروا ولم يطبعوا، هذه المقاومة التي قدمت حتى الساعة مئات الشهداء في المعركة الأخيرة في إطار تثبيت مفهوم أن فلسطين ليست قضية فلسطينية، وإنما هي قضية عربية محقة، وشرف لنا أن نساند الشعب الفلسطيني، لا أن نكون مجرد متابعين على شاشات التلفزة لنشهد القتل وسفك دماء الشعب الفلسطيني”.
وحول الورقة الفرنسية سأل حجازي: “هل هي ورقة فرنسية أم أنها خطت بقلم فرنسي لأن مضمونها يشبه كثيراً مضمون الطروحات الإسرائيلية الصهيونية، وهنا أذكّر بأنه بعد 7 أكتوبر كانت فرنسا بموقفها منحازة إلى آلة القتل الإسرائيلية وأن دور فرنسا في موضوع الوساطة بات دورا مشبوها حينما عبرت عن تأييد كامل للسردية الصهيونية، وانحازت بالكامل لنتنياهو ولحكومته وللمستوطنين الصهيانة بعد 7 أكتوبر، وعبر عن ذلك الرئيس الفرنسي الذي حضر متعاطفا شاجبا مدينا للجريمة بحسب زعمه بحق المستوطنين الصهاينة متناسيا كل الارتكابات التي قام بها هذا العدو، والتي لا يزال العدو حتى اليوم مستمرا بها. فهذه الورقة الفرنسية التي تحاولون تسويق مضامينها كأنها بديل عن القرار 1701، صحيح أننا دبلوماسيا مضطرون أن نتعاطى مع هذا الطرح، لكن وفق قاعدة أنها ليست بديلا عن القرار 1701 بالرغم من كل التحفظات على مضمون هذا القرار ..”