كلمة النائب محمد خواجه في المنتدى البرلماني على هامش مهرجان الشباب العالمي في سوتشي بروسيا الاتحادية
في بداية الكلمة توجه النائب خواجه باسم دولة رئيس المجلس النيابي في لبنان الاستاذ نبيه بري واعضاء المجلس بالتحية إلى المجلس النيابي الاتحادي في روسيا الاتحادية والشعب الروسي الصديق.
رأى النائب محمد خواجه أنه يعود تاريخ العلاقات بين روسيا ولبنان إلى العام ١٨٣٩، مع افتتاح قنصلية روسية في بيروت، ترأسها المستشرق قسطنطين بازيلي وهو دبلوماسي بارع، ومطل على تاريخ لبنان وبلاد الشام. وفي زمن الاتحاد السوفيتي كانت بلادكم من أوائل الدول التي اعترفت باستقلال بلادي العام ١٩٤٣. وبعد ثلاث سنوات استخدمت موسكو حق الفيتو لأول مرة في تاريخ الأمم المتحدة، دفاعاً عن أحقية استقلال لبنان وسوريا، مطالبة بانسحاب الجيوش الأجنبية من أراضي هاتين الدولتين.وتوثقت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في العام ١٩٥٦، عندما افتتحت السفارة السوفيتية في بيروت.
وأشار إلى أنه منذ ذاك الحين، تبنى الاتحاد السوفيتي ووريثته روسيا الاتحادية فيما بعد، موقفاً ثابتاً إلى جانب وحدة لبنان واستقلاله، وحقه في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي وتحرير أرضه. ولا ننسى مساندتكم للقضايا العربية العادلة، لاسيما قضية الشعب الفلسطيني الذي يتعرض اليوم لحرب إبادة جماعية على أيدي النازيين الجدد في تل أبيب. وذلك بتغطية بل بمشاركة أميركية كاملة لتصفية القضية الفلسطينية، عبر تهجير سكان قطاع غزة والضفة الغربية والجليل والنقب من أرض أجدادهم إلى دول الجوار. عندها يصبح بإمكان غُلاة الصهاينة إقامة دولة يهودية عنصرية على أرض فلسطين المحتلة.
وتابع “أما على الجبهة الجنوبية، فإن العدوان الإسرائيلي المستمر منذ خمسة أشهر على البلدات والقرى الآمنة، تسبب بسقوط عدد كبير من الشهداء والجرحى، فضلاً عن التدمير الممنهج للقرى وإحراق الأحراش والبساتين بقنابل الفوسفور المحرمة دولياً. وفي الأسابيع الأخيرة عمد الإسرائيلي إلى استهداف مناطق في عمق الجغرافية اللبنانية، بقصد توسعة نطاق الحرب الدائرة، مستنداً إلى الدعم الأميريكي غير المحدود على الصعد كافة”.
وطالب الأصدقاء الروس وكل الأحرار في هذا العالم الوقوف إلى جانب لبنان وفلسطين، بمواجهة الحرب الأميركية الإسرائيلية، بخاصة أن العدو الذي تواجهه بلادكم في أوكرانيا والساعي لاستنزافها وإضعافها وحتى تفكيك وحدة أراضيها، هو ذاته الشريك والداعم للعدو الإسرائيلي.
وأكد أنه لا نستطيع التحدث عن وحدة الجبهات المشتعلة من أوكرانيا إلى غزة ولبنان واليمن ، لكن يمكننا الجزم أن هناك تأثيرات متبادلة بينها، فما يجري في جبهات منطقة الشرق الأوسط شتت الجهود الأميركية والغربية التي كانت منصبة على الميدان الأوكراني دون غيره قبل السابع من أكتوبر.
وأردف “نحن من موقعنا المقاوم للهيمنة الأميركية والعدوانية الإسرائيلية، ندرك أن من ينتصر في أوكرانيا ستكون له اليد العليا برسم معالم النظام العالمي الجديد. وكلنا أمل أن روسيا ستخرج من هذه الحرب التي فُرضت عليها منتصرة” ، وهذا حكماً سيضعف موقع الولايات المتحدة والحلف الغربي شركاء إسرائيل في جرائمها”.
وختم قائلا: “نحن في لبنان سنسعى إلى تعزيز العلاقات الثنائية والروابط التاريخية مع روسيا الاتحادية، لما فيه مصلحة شعبي البلدين والشعوب الحرة”.