الموفدان الفرنسي والأميركي لا يحملان حلولاً سوى ضمان أمن “إسرائيل” حزب الله لن يفك جبهة الجنوب عن غزّة ويسأل عن اليوم التالي؟
كتب: كمال ذيبان
ما زال الميدان العسكري يسابق الحل السياسي في الحرب الاسرائيلية التدميرية على غزة التي ستنهي شهرها السابع وهي مستمرة بفعل الدعم الاميركي السياسي والتسليحي والمالي ولو ارادت واشنطن وقفها لفعلت لكن الرئيس الاميركي جو بايدن لا يريد لها ان تتوقف لان بقاء الكيان الصهيوني مرتبط بنتائجها التي ما زالت لصالح حركة “حماس” وخصوصا المقاومة الفلسطينية عموما حيث واخر ما اقدمت الادارة الاميركية عليه هو موافقة الكونغرس على صرف مساعدة مالية بنحو اكثر من عشرين مليار دولار لاسرائيل التي سبق ذلك تزويدها بـ “25 طائرة من نوع اف -35” وهذا ما يثبت بأن الحرب لن تتوقف لان قرارات اشعالها كان اميركيا بامتياز ولو حصلت تباينات بين بايدن ورئيس حكومة العدو الاسرائيلي بنيامين نتانياهو.
لذلك تعثرت الحلول السياسية والديبلوماسية ومنعت اميركا تنفيذ القرارات الدولية التي تدعو لوقف الابادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني وهذا ما حرك الجامعات في الولايات المتحدة الاميركية في الشارع والاعتصام في الساحات وداخل الجامعات لوضع حد للمجزرة المستمرة ضد الفلسطينيين وغالبيتهم من الاطفال والنساء والمسنين حيث يتوقع لهذا التحرك بان يكون ضاغطا على ادارة بايدن الذي يواجه انتخابات رئاسية لا تعطيه الاحصاءات احتمالات الفوز بدورة ثانية في البيت الابيض.
وما لم تتوقف الحرب على غزة لن تصمت جبهة الجنوب في لبنان التي فتحها “حزب الله” في اليوم الثاني لعملية “طوفان الاقصى” في 7 تشرين الاول الماضي وبدء العدوان الاسرائيلي على غزة اذ اراد اشغال العدو في شمال فلسطين المحتلة اسنادا لغزة والذي يقع من ضمن وحدة ساحات المقاومة فدخلت اليمن المعركة البحرية باقفال باب المندب امام السفن الاسرائيلية او المتوجهة الى فلسطين المحتلة وشارك العراق بقصف صاروخي وانطلقت من سوريا القذائف من وقت الى اخر.
فالحرب وسعتها اسرائيل فقصفت القنصلية الايرانية في دمشق وحصلت ردود فعل ودفعت فصائل المقاومة الى التعاطي معها من خلال قواعد اشتباك بما يخص كل ساحة في محور المقاومة وقد حاولت اميركا مع بدء الحرب الاسرائيلية على غزة ان لا تشارك ساحات المقاومة بالرد عليها فاستقدمت بوارجها واساطيلها لردع كل من يتدخل مساندا غزة فكان الرد على القواعد العسكرية الاميركية البرية منها والبحرية باعتبار اميركا هي وراء الحرب وفق ما يؤكد مصدر حزبي في خط المقاومة الذي يكشف عن ان كل الموفدين الذين اتوا الى لبنان ويتحضرون للعودة اليه يعرفون جواب المقاومة فيه وهو ربط ما يجري في الجنوب بما يحصل في غزة من قتل وتدمير وتهجير ولن تهدأ الجبهة اللبنانية عسكريا اذا لم تتوقف الحرب على غزة.
من هنا فان مجيء وزير الخارجية الفرنسية ستيفان سيجورنييه الى لبنان لن يغير من معادلة ما يحصل في الجنوب وان ما يسمى بمبادرة او ورقة فرنسية تصب لصالح العدو الاسرائيلي ولو تحت شعار تطبيق القرار 1701 الذي لم يعد صالحا بعد التطورات العسكرية التي حصلت ما بعد 7 تشرين الاول وتداعيات حرب غزة التي ما قبلها ليس ما بعدها، فالمسألة الفلسطينية باتت الاولى على جدول اعمال المجتمع الدولي، وتقدمت على الحرب الروسية – الاوكرانية، وقفزت فوق كل التوترات العسكرية في عدد من الدول، لان الحرب على فلسطين وفيها هي حرب وجود، للطرفين اللذين يتصارعان على ارضها منذ 75 عاما، واسرائيل رسمت حدود دولتها من “الفرات الى النيل” مستندة الى التوراة والتلمود، والى مزاعم دينية تأثر بها الغرب عموماً واميركا خصوصا، فتنكر الدولة العبرية وجود فلسطين او سكنها شعب فلسطيني، فادّعت بانها “ارض بلا شعب لشعب بلا ارض”.
بيروت : تصفية الأثاث غير المباع 2023 (الأسعار قد تفاجئك)الأثاث غير المباع
فما يحمله الموفدون سواء منهم الفرنسي الوزير سيجورنييه او الاميركي اليرودي آموس هوكشتين، لن يكون لصالح لبنان، الذي يقف رسميا مع تطبيق القرار 1701 وصولا الى تطبيق اتفاقية الهدنة للعام 1949، لكن العدو الاسرائيلي هو من خرق القرارات، وكان يعتدي على لبنان، واغتصب سبع قرى منه حولها الى مستوطنات، ورسّم حدوداً مع لبنان بعد التحرير في العام 2002، تحفظ عليها الوفد العسكري اللبناني عند 13 نقطة، ودخل هوكشتين على خط الترسيم البري بعد الانتهاء من البحري، ليلغي وجود “حزب الله” المسلح جنوب الليطاني، لكن العدو الاسرائيليل لم يقبل باعادة اي شبر للبنان، الذي تربك مقاومته وجودها، بتحرير مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء الشمالي من الغجر.
فحضور الوزير الفرنسي الى لبنان الذي سبقه لقاء جمع رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي بالرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في باريس، لن يحقق اي تقدم باتجاه اقفال جبهة الجنوب، التي لا يوافق “حزب الله” البحث بذلك قبل وقف الحرب على غزة، لان المسألة اخلاقية ودينية ووطنية وانسانية، وعلى فرنسا ان تعمل لوقف الحرب على غزة، وبعد ذلك يتم البحث في الوضع العسكري في الجنوب، الذي لن يخليه “حزب الله” وفي الجهة المقابلة ثكنات عسكرية والوية للجيش ومستوطنات مسلحة، ويحق للبنان ان يكون عند حدوده، ولان اتفاقية الهدنة والقرارات الدولية لم تمنع العدو الاسرائيلي من غزو لبنان مرتين عام 1978 و1982، ولا اوقفت اعتداءاته ووحدها المقاومة التي تناغمت مع الجيش حررت الارض.
فالموفدان الفرنسي والاميركي يأتيان من اجل ضمان امن اسرائيل، وليس امن لبنان.