جهاد بقرادوني والقوات: “دق الخطر ع البواب”
كتبت رلى ابراهيم في” الاخبار”: كان لافتاً اختراق النائب جهاد كريم بقرادوني، نجل الرئيس السابق لحزب الكتائب، مشهد الأشرفية عبر جمعية Be Beirut التي أسّسها بعد انفجار المرفأ، وشكّلت بطاقة عبوره إلى لائحة القوات اللبنانية في الدائرة رغم حيازته بطاقة حزبية كتائبية، ورغم استهدافه جرّاء اسمه الثلاثي والخطّ السياسي الذي انتهجه والده.
استطاع بقرادوني أن يفرض نفسه في المنطقة عبر المال والخدمات، حتى بات يشكّل خطراً على زميله على اللائحة نفسها غسان حاصباني…
بدأ بقرادوني مشواره السياسي أواخر عام 2020 متحصّناً بالخدمات التي قدمتها جمعيته للمتضررين من الانفجار، وانتقل بعدها إلى منافسة أنطون الصحناوي على التقديمات المالية عبر ابتكار بطاقة ائتمان تحتوي على مبلغ من المال يجدد شهرياً يمكن صرفه في دكاكين معيّنة في الأشرفية. ويقول بقرادوني لـ«الأخبار» إن عدد العائلات التي يساعدها «يصل إلى نحو 1500، غالبيتها تسكن الأشرفية، و20% منها لا تنتخب في دائرة بيروت الأولى». وفي الوقت نفسه، يعمل على خط الخدمات الاستشفائية والمدرسية، ويستنسخ تجربة مسعود الأشقر بزيارة الأهالي في منازلهم والتجوّل بينهم ومشاركتهم لعب الطاولة في ساسين.
عمّا إذا كان نشاطه هذا يثير استياء حاصباني وقد يزيد من أصواته الانتخابية على حساب الأخير، يجيب بقرادوني: «بالعكس ما دام أنّ في ذلك إفادةً للمنطقة والأهالي، فضلاً عن أنّ الشرط الأول خلال التفاوض مع القوات قبل ترشّحي كان ألّا أسعى إلى اجتذاب أي صوت قواتي، وقد التزمت بذلك.
وفي الانتخابات المقبلة، ستصوّت القوات اللبنانية لحاصباني، لأنّ الحزبيين يلتزمون بقرار الحزب». وعن سبب عدم استحصاله على بطاقة قواتية؟ يقول: «أنا منيح متل ما أنا وهني مبسوطين فيي هيك، علماً أني ملتزم نهائياً مع القوات ولو من دون بطاقة».
وقد تكون تجربة بقرادوني الحزبية وراء جعله يفكر ملياً قبل الانخراط مجدداً في أي حزب، فهو الكتائبي، ابن رئيس حزب الكتائب السابق، وأحد عرّابي المصالحة الكتائبية. انكفأ عن النشاط الحزبي مع استشهاد الوزير السابق بيار الجميل إلى أن «رماه» الانفجار في شوارع الأشرفية. هناك تعرّف إلى منسق القوات السابق سعيد حديفة الذي كان أحد من توسّطوا لترشيحه على لائحة القوات، فطُرد من الكتائب من دون تبليغه بالقرار
ورغم كل «التطمينات» التي يقدّمها بقرادوني لدى سؤاله عن تأثير نشاطه على حزب القوات، ثمة مشكلتان سيواجههما لاحقاً حاصباني أو أيّ مرشح قواتي. الأولى، دخول بقرادوني إلى قلب القاعدة القواتية عبر ترؤّسه مجلس أمناء نادي الحكمة ودعم الفريق مادياً، ما أسهم في بقائه على قيد الحياة، مع ما يعنيه هذا النادي للأشرفية ولجمهور القوات. والثانية، قدرته على جذب القاعدة القواتية وتلك التي تدور في فلك 14 آذار بالخدمات والمال، مقابل «صفر خدمات» للحزب ونائبه.