متفرقات

“تل أبيب” ستتحوّل الى غزة إذا شن العدو الإسرائيلي حرباً واسعة باتجاه بيروت


لبنان يملك ورقة قوة المقاومة بتحرير أرضه المحتلة وليس القرار 1701

كتب كمال ذبيان في الديار

تتصاعد المواجهة العسكرية بين حزب الله والعدو الاسرائيلي عند الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة، دون ان تتوسع خارج المساحة الجغرافية بعمق يصل الى حدود 10 كلم في كلا الجانبين، مع خروقات محدودة قام بها العدو الاسرائيلي وصلت الى مسافة 40 كلم، بالرغم من تهديدات قادة العدو الصهيوني بتوسيع الحرب الى بيروت وتحويلها الى غزة، اذا لم يقم حزب الله بتطبيق القرار 1701 او فرضه عليه، والابتعاد من جنوب الليطاني مع مقاتليه وسلاحهم، وهذا ما يرفضه حزب الله لان وجوده هو على ارض لبنانية، وبقاء سلاحه مرتبط بتحرير ما تبقى من ارض محتلة في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء الشمالي من بلدة الغجر، اضافة الى نقطة (B1) للحدود البحرية الاقليمية مع الكيان الصهيوني الغاصب.

فالجبهة المساندة التي فتحها حزب الله في الجنوب واستهدف العدو الاسرائيلي في مزارع شبعا المحتلة، فهو هدفَ ليس الى دعم المقاومة في غزة في 8 تشرين الاول، بعد عملية طوفان الاقصى لكتائب القسّام الجناح العسكري لحركة حماس، لكنه اراد ايضاً من مشاركته العسكرية الوصول الى هدف آخر، هو تحرير الاراضي اللبنانية المحتلة، وهو سبب وجوده المسلح الذي لولاه لما كان الاحتلال الاسرائيلي اندحر من لبنان في 25 ايار 2000، وبعد 22 عاماً لاجتياحه لبنان على مرحلتين الاولى في العام 1978 والثاني عام 1982، وكان هدفه اقامة مناطق آمنة منزوعة السلاح، فانشأ “الشريط الحدودي” المحتل، وابعد مقاتلي “القوات المشتركة” للحركة الوطنية والمقاومة الفلسطينية، لكنه لم يمنع من سقوط صواريخ “الكاتيوشا” على الجليل الاعلى في فلسطين المحتلة، فقرر توسيع الحرب لنحو 45 كلم عند حدود الاولي قرب صيدا، فمدها في صيف 1982 الى بيروت ليقيم سلطة متعاملة معه تؤمن الامن له.

لكن المقاومة الوطنية اوقعت هزيمة بالمخطط الصهيوني، فاخرجت الاحتلال من بيروت، واغتالت رأس المشروع في لبنان بشير الجميل، ولم تمكن شقيقه امين من الحكم، وفق ما يسترجع مصدر حزبي مخضرم في العمل الوطني، ليخلص ان ما لم تحققه “اسرائيل” في اجتياحين لها للبنان، واعتداءات “اسرائيلية” منذ عام 1993 و1996 و2006، لن تصل اليه في عدوانها عند الحدود مع لبنان.
ودعوة قادة العدو الى حل ديبلوماسي قبل العسكري، بتنفيذ القرار  1701، والذي تطالب به اميركا ودول اخرى كما حكومة تصريف الاعمال، لكن ليس بشروط الاحتلال الاسرائيلي، بل بمطالب لبنان الذي ليس ضعيفاً، وهذا ما اكد عليه الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، حيث دعا الحكومة الى الاستفادة من المواجهة مع العدو الاسرائيلي في الجبهة العسكرية عند الحدود في الجنوب، وما تحققه المقاومة من اهداف ضد العدو الاسرائيلي في منعه من توسيع الحرب، الى اقامة توازن ردع معه في الرد الذي تلجأ اليه المقاومة، سواء على المواقع العسكرية او على المستوطنات التي خلت من سكانها، فنزح عنها نحو اكثر من مئة الف مستوطن، وهذا لم يحصل في كل الحروب مع العدو الاسرائيلي.

فورقة القوة التي يمتلكها لبنان في الانجازات التي حققتها المقاومة بمواجهة الكيان الصهيوني، ولو ترتب عن ذلك سقوط شهداء غالبيتهم من المقاومين ونزوح سكان، الا ان لبنان بات قوياً ولم يعد شعار “قوة لبنان في ضعفه” ساري المفعول، بل سقط هذا الشعار منذ عقود بفعل المقاومة، كما لم تعد ديبلوماسية لبنان في تحرير ارضه، ولا جاءته القوات الدولية لمساعدته، على استعادة سيادته وانتشار جيشه، لا بل ان هذه القوات كانت شريكة للعدو في اجتياحه للبنان والاعتداء عليه، يقول المصدر ، الذي يكشف عن ان اصحاب الدعوات سواء في لبنان او خارجه، الذين يطالبون باستخدام القرار 1701 لتجريد المقاومة من سلاحها، يخطئون القراءة ولا يستفيدون من التجارب، وان التهويل بتحويل بيروت الى غزة، لن يكون من جانب واحد، وان العدو يعرف وسيكتشف اذا ذهب الى الحرب الواسعة، بان “تل ابيب” ستصبح مثل غزة، كما ان العدو الاسرائيلي قادر بطيرانه على التدمير، لكن صوايخ المقاومة ستكون اسرع في الرد، وسيكون الكيان الصهيوني كله بنك اهداف للمقاومة من النقب الى حيفا، ومن مركز “ديمونا” النووي الى مصانع “البتروكيميائيات” في حيفا، وما بينهما وسط “اسرائيل” وشمالها وجنوبها، ولن تتأخر المقاومة في الدخول الى الجليل الاعلى، كما اعلن السيد حسن نصرالله في اكثر من مناسبة.

فالحرب على لبنان، التي يهدد بتوسيعها رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو، ويواكبه وزير الحرب يواف غالانت وغيرهما، فانها لن تكون نزهة لجيش العدو، الذي وان حقق بعض اصابات قاتلة باستهداف قادة في المقاومة سواء اللبنانية او الفلسطينية، وكان آخرهم وسام الطويل الذي نعاه حزب الله كقائد ميداني وله انجازات كثيرة، او اغتيال الشيخ صالح العاروري في الضاحية الجنوبية وهو نائب رئيس حركة حماس، فان الرد لم يتأخر وحصل في ثكنة “ميرون”، وسيكون في مواقع اخرى، في حرب لن يربح فيها العدو، وباتت اشهرا والذي كان يخوضها باقل من اسبوع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى