هل التحذيرات من حربٍ أهليّة واقعيّة؟
كتبت رينه أبي نادر في موقع mtv:
تشهد مناطق عدّة إشكالات متنقّلة، لأسبابٍ مُختلفة. فاللّبنانيّون يواجهون ضغوطاتٍ كثيرة، تبدأ بالحرب التي يشنّها العدو الإسرائيليّ وتأثيراتها على الوضعَين الأمنيّ والاقتصاديّ، والنّزوح الكثيف الذي شهده الجنوب والبقاع والضّاحية الجنوبيّة، لتنتهيَ بالمشاكل اليوميّة التي يمرّ بها الفرد أصلاً. وإلى جانب تحذير وزير الجيوش الفرنسيّ سيباستيان لوكورنو من حربٍ أهليّة وشيكة في لبنان، وتحذير عدد من السّياسيّين اللّبنانيّين ممّا يُحاك، يتخوّف كثرٌ من المخطّط الإسرائيليّ السّاعي إلى خلق فتنة داخليّة.
في هذا السّياق، يؤكّد الصّحافيّ والمحلّل السّياسيّ جوني منيّر أنّ “الفتنة الدّاخليّة أو الحرب الأهليّة مُستبعَدتان”.
ويُضيف، في حديث لموقع mtv: “قد تحصل بعض الاضطرابات الأمنيّة المتنقّلة بسبب الوضع والتّشنّج السّياسيّ، والاحتقان على وسائل الإعلام، وبسبب النّازحين والأوضاع الصّعبة التي يواجهونها، ما يُشكّل وضعاً صعباً”.
ويقول منيّر: “البعض يملك سلاحاً فرديّاً، قد يؤدّي إلى حالات تصادم، وهو ما حصل في بعض المناطق مثل زحلة والجبل وبيروت”، مشيراً إلى أنّ “الجيش اللّبنانيّ يستطيع ضبط هذه الاضطرابات التي يُمكِن أن تؤدّي إلى أمر سيّء بالتّأكيد”.
من جهة أخرى، يترقّب لبنان زيارة مُحتمَلة للموفد الأميركيّ آموس هوكستين، بعد زيارته إسرائيل، فهل يحمل أي جديد؟
يعتبر منيّر “ألا شيء جدياً في موضوع التّقدم في المفاوضات لوقف إطلاق النّار”.
ويرى منيّر، مرونةً إعلاميّة أكثر منها فعليّة، لافتاً إلى أنّه “حتّى لو زار هوكستين بيروت، فالإيجابيّة ستكون شكليّة وليست حقيقيّة، لأسباب داخليّة انتخابيّة في أميركا، فالصّوت اللّبنانيّ موجود في ميشيغان، حيث يبدو أنّه سيمنحه لترامب، حتّى الآن”.
إذاً، لا خوف من فتنةٍ داخليّة، إذ، يبدو أنّ اللّبنانيّين تعلّموا من دروس الماضي والتّاريخ، فالحرب الأهليّة ستُدمّر من دون شكّ، ما تبقّى من البلد، وهي، كما يُقال، “يُمكن معرفة كيف تبدأ، لكن لا أحد يعرف كيف ومتى تنتهي”.