حفل تأبين للشيخ محمد سرور في برجا لمناسبة مرور ثلاثة أيام على وفاته

لمناسبة مرور ثلاثة أيام على وفاة المسؤول السياسي للجماعة الإسلامية في برجا، الشيخ محمد نديم سرور، تليت آيات من الذكر الحكيم عن روحه الطاهرة في قاعة الشيخ أحمد الزعرت في مسجد الديماس في برجا، في حفل تأبيني للفقيد، بحضور حشد من الشخصيات والفاعليات والأهالي وعائلة الفقيد والأصدقاء .
وتلا المقرئ الحاج خضر سيف الدين آيات من القرآن الكريم، ثم الدعاء للفقيد.
سيف الدين
وكانت كلمة لإمام مسجد الديماس الشيخ الدكتور أحمد سيف الدين، الذي عدد مزايا الراحل الدعوية والشعبية والوطنية، وقال:”نلقي اليوم لنودّع علماً من أعلام الدعوة الى الله تعالى، ورمزا من رموز العمل الإجتماعي والنضال الشعبي، لنودّع الشيخ محمد نديم سرور رحمة الله رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناته.”
وأضاف “لم يكن الشيخ سرور رجلاً عادياً في حياة الناس، بل كان ظاهرة في الحضور والموقف والهمة، رجلاً إجتمعت فيه الدعوة والقيادة والحكمة والجرأة والتواضع والثبات، فكان طيفه حاضرا في كل زاوية من زوايا برجا، وفي قلوب أهلها وفي قضاياهم اليومية . لقد أمضى عمره في الدعوة الى الله سبحانه وتعالى، وبالكلمة الطيبة والموعظة الحسنة، يدعو الى الخير ويرشد الى المعروف، ويتلمس حاجات الناس الروحية والإجتماعية.. كان مجلسه مدرسة في الأدب ومنبرا في الحكمة ومنارة في الفهم والإعتدال، وكان ممن شملتهم الآية الكريمة” الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحدا إلا الله..”
وأضاف “لم يكن فقيدنا ليكتفي بمقام الصلاة والدعاء في المحراب، بل خرج مع إخوانه الى ميادين الناس يحمل همومهم ويطالب بحقوقهم، ويدافع عن برجا في ساحاتها ومؤسساتها، لا يخيفه اللوم، ولا تغريه المواقع ولا تغلق بوجهه الأبواب، ورغم مرضه ووهن جسده خرج رحم الله، من فراش المرض وشارك في الجلسات والإجتماعات التي أدت في أيامه الأخيرة الى إطلاق لائحة “التوافق البرجاوي”، كما أرادت قيادته في الجماعة الإسلامية في برجا في الإنتخابات البلدية والإختيارية..”
وقال سيف الدين:” كان يريد لبرجا الوحدة ويسعى الى خدمة أهلها حتى آخر أنفاسه، كان ضميرا حيا وموقفا ناطقا في وجه التقصير والفساد، لا يهادن ولا يساوم ولا يرضى إلا ما يرضي الله ثم ضميره وأهله . دافع عن صحة أبناء برجا وعن بيئتها وعن مكانتها بين البلدات، وأوصل صوتها الى حيث يجب أن يسمع، وكان في ذلك كله صادق النية وسليم الطوية، لا يطلب جاها ولا ينتظر جزاء من أحد، وإنما يبتغي بذلك وجه الله مصداقا لقول الله تعالى” إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا”.
وتابع “أما محبة الناس له، فهي وسام لا يمنح إلا لقلوب عاشت في الناس، وكانت بينهم بالحق والرأفة، لم يجامل في الدين، لكنه لم يبعد أحدا، بل إحتوى الجميع، ولعل أكبر شاهد على محبة الناس لفقيدنا، ما شهدناه بعد وفاته من طوفان الحزن وسيل الكلمات والدعاء وما ضجت به المجالس ومواقع التواصل الإجتماعي من عبارات الفخر والثناء، فقد قال رسول الله أنتم شهداء الله في الأرض…”
واضاف “مما زاده تميزا أنه لم يكن منغلقا على قضايا بلدته فقط، بل كان قلبه مفتوحا على قضايا الأمة الإسلامية، وفي مقدمتها قضية فلسطين، حيث كان يتابع أخبار غزّة العزّة بحرقة ووجع ويشارك بصوته وقلمه ودعائه، نصرة لهذه القضية المقدسة..”
وقال:”مات الحاج، ولكن لم يمت الأثر، مضى جسد الشيخ، ولكن كلماته في الآذان، ومواقفه في الضمائر، وسيرته ستبقى نبراسا لكل من جاء بعده، وستتعلم الأجيال القادمة من هذا النموذج، وهناك نماذج كثر، كيف تكون الدعوة سلوكا والموقف صدقا والعطاء خالصا لوجه الله . ونحن اليوم لا نبكي فقده فقط، بل نحزن على زمن يفتقد رجاله من طرازه، ولنعاهد الفقيد الغالي أننا إخوانه سنحمل الراية بعده واننا سنكمل الطريق في الدعوة الى الله والجهاد في سبيل الله..”
الحاج
ثم ألقى الشاعر فادي الحاج، عددا من الأبيات الزجلية مادحا فيها الراحل..
سرور
وختاما ألقى شقيق الفقيد العميد الحاج علي سرور كلمة العائلة فقال:” بسم الله الرحمن الرحيم
الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى قَضَائِهِ، وَالشُّكْرُ لَهُ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ، النَّبِيِّ الْأَكْرَمِ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.
أَيُّهَا الإِخْوَةُ الْكِرَامُ،
بِقُلُوبٍ مُؤْمِنَةٍ بِقَضَاءِ اللهِ وَقَدَرِهِ، رَاضِيَةٍ بِمَشِيئَتِهِ، مَكْلُومَةٍ بِالْفَقْدِ، تَتَقَدَّمُ عَائِلَةُ آلِ سُرُورٍ بِجَزِيلِ الشُّكْرِ وَعَمِيقِ الاِمْتِنَانِ لِكُلِّ مَنْ وَاسَاهَا وَشَارَكَهَا الْحُزْنَ فِي رَحِيلِ فَقِيدِهَا الْغَالِي: الشَّيْخ الحَاج مُحَمَّد سُرُور ، الَّذِي غَادَرَنَا إِلَى دَارِ الْبَقَاءِ، تَارِكًا فِي قُلُوبِنَا وَجَعَ الْفَقْدِ، وَفِي نُفُوسِنَا عَزَاءَ الذِّكْرَى الطَّيِّبَةِ، وَالسِّيرَةِ الْعَطِرَةِ، وَالْعَمَلِ الصَّالِحِ الَّذِي لَا يُنْسَى. ”
وأضاف”لَقَدْ كَانَ فَقِيدُنَا الرَّاحِلُ، رَحِمَهُ اللهُ، عَلَمًا مِنْ أَعْلَامِ الصَّلَاحِ وَالْخَيْرِ في بلدتنا برجا، حَرِيصًا عَلَى طَاعَةِ رَبِّهِ، مُحِبًّا لِلنَّاسِ، سَاعِيًا فِي خِدْمَتِهِمْ، مُرْشِدًا، وَنَاصِحًا، لَا تَفْتُرُ لِسَانُهُ عَنْ ذِكْرِ اللهِ، وَلَا يَكِلُّ قَلْبُهُ عَنْ حَمْلِ هَمِّ الْأُمَّةِ وَالدَّعْوَةِ إلى الله تعالى.
عَاشَ بَيْنَنَا مُتَوَاضِعًا، كرِيمَ النَّفْسِ رَغْمَ الشِّدَّةِ، رَقِيقَ الْقَلْبِ رَغْمَ الْمَوَاقِفِ الصَّلْبَةِ.
وَإِنَّنَا فِي عَائِلَةِ آلِ سُرُورٍ، إِذْ نَحْتَسِبُهُ عِنْدَ اللهِ مِنْ عِبَادِهِ الصَّالِحِينَ، نَتَوَجَّهُ إِلَى الْمَوْلَى سُبْحَانَهُ بِالدُّعَاءِ: أَنْ يَتَغَمَّدَهُ بِوَاسِعِ رَحْمَتِهِ، وَيَجْعَلَ قَبْرَهُ رَوْضَةً مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ، وَيُثَبِّتَهُ عِنْدَ السُّؤَالِ، وَيَجْمَعَنَا بِهِ فِي مُسْتَقَرِّ رَحْمَتِهِ.”
وختم قائلا :” نُعَبِّرُ عَنْ شُكْرِنَا الْعَمِيقِ لِكُلِّ مَنْ قَدَّمَ التَّعْزِيَةَ، أَوْ حَضَرَ، أَوْ دَعَا، أَوْ كَتَبَ، أَوْ وَاسَى بِكَلِمَةٍ أَوْ مَوْقِفٍ، سَائِلِينَ اللهَ أَنْ لَا يُرِيكُمْ مَكْرُوهًا فِي عَزِيزٍ..وَإِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ،
وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ.”
بعدها تقبلت العائلة التعازي من الحضور ..