محليات

أول خطوة لبلد دامج… البلديات

في بلد مثقل بالتفاوتات والانقسامات، ما عاد يكفي الكلام على حقوق ومواطنة من دون أن نشتغل على أرض الواقع. ومن بين كل مؤسسات الدولة، بتضلّ البلدية الأقرب للناس، والأقدر تلمس وجعهم، وتحوّل المفاهيم الكبيرة مثل العدالة والدمج والمساواة، لأفعال ملموسة وحياتية.

بس لتقوم بدورها الكامل، في عشرة التزامات لازم كل بلدية تشتغل عليها، إذا عنجد بدها تكون بلدية للناس كل الناس:

 

أولاً، بدها تبني خطة دمج شاملة، ما تكون مجرد حبر عالورق، بل تتضمن أهداف واضحة، وتستند لمعايير دولية، وتكون نابعة من حاجات الناس الحقيقيين.

ثانياً، تضمن الوصول الكامل لكل المرافق والخدمات. يعني الأرصفة، المراكز، الحدائق، والمكاتب لازم تكون مهيّأة للجميع: أشخاص ذوو إعاقة، كبار السن، الأهالي مع أولاد، وما حدا يكون محطوط برّا.

ثالثاً، تشكّل مجالس محلية استشارية، بيكون فيها تمثيل حقيقي للفئات المهمشة: نساء، شباب، لاجئون، ذوو إعاقة… مش بس أصحاب النفوذ والواسطات.

رابعاً، تشتغل على تواصل شفاف وبسيط، تستخدم لغة الناس، وتقدّم معلوماتها بطرق متاحة للجميع، من دون تعقيد أو تمييز.

خامساً، تدعم التربية المدنية والانتماء، من خلال الشراكة مع المدارس والنوادي والمبادرات الثقافية، لتزرع في الجيل الجديد فكرة: “البلد إلنا إلنا كلنا”.

سادساً، يكون عندها خطة طوارئ دامجة، ما تنسى الناس الأكثر هشاشة وقت الأزمات والكوارث، وتعرف كيف تتصرّف وتؤمّن الكل.

سابعاً، تعتمد سياسة توظيف عادلة، تعطي فرص متساوية، وتكرّم الكفاءة مش المحسوبيات، وتشجّع المبادرات اللي بتعتمد الدمج.

ثامناً، تفعّل المساحات العامة للكل، وتحوّلها لفضاء تلاقي وتفاعل، بعيد عن الإقصاء والفرز الطائفي أو الاجتماعي.

تاسعاً، تطلق حملات توعية حقيقية، تكون مستمرة وموجهة، وتشتغل على تغيير العقليات والصور النمطية.

وعاشراً، تحط بند دائم بموازنتها لسياسات الدمج، مش تخليها تحت باب “المساعدات” أو “الظروف”، بل أولوية واضحة ومستدامة.

بلدية بتشتغل على هالأساس، ما بتكون مؤسسة خدمات بس، بتصير شريك بتكوين وطن. والمواطنة الحقيقية ما بتنزرع من فوق… بتبلّش من الشارع، من الحي، من البلدية.

وإنت، بلديتك… بتشبهك؟

جو رحال – “نداء  الوطن”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى