متفرقات

حارة حريك: التفاهم مع “التيار” يتجدد والحزب يرشح نائباً جديداً للرئيس

ترجح أغلب المعطيات أن تكون بلدية حارة حريك في الضاحية الجنوبية واحدة من محطات التفاهم القليلة المتجدد بين “التيار الوطني الحر” و”حزب الله”، من خلال مجلس بلدي جديد متفق على تركيبته المقبلة.

وفيما تذكر أن التيار البرتقالي قد حسم مسألة إعادة ترشيح الرئيس الحالي للمجلس زياد واكد، ابن أبرز العائلات المسيحية في البلدة والمحسوب تاريخيا على التيار، فإن الحزب اتخذ قرارا بتسمية نائب جديد للرئيس هو المربي صادق علي سليم بدل سلفه أحمد حاطوم الذي شغل هذا المنصب لولايتين متتاليتين.

وبذا يكون الحزب قد أرضى العائلة الشيعية الأكبر في البلدة والتي لها أيضا امتدادات في الغبيري وبرج البراجنة المجاورتين، وعزز تمثيل عائلات البلدة، وسحب في الوقت عينه التمثيل الحزبي المباشر والذي كان متمثلا في نائب الرئيس المنتهية ولايته، وهو توجه تؤكد المعلومات أنه سينسحب على سائر أعضاء المجلس البلدي الممثلين للعائلات الشيعية الأخرى، ومنها عائلات قماطي وعلامة ودرغام وسواها.

وفي الوقت عينه، يكون الحزب قد نجح إلى حد كبير في إرضاء التيار البرتقالي وحافظ على إحدى محطات التلاقي والتنسيق التي نسجها مع التيار البرتقالي منذ توقيع تفاهم كنيسة مار مخايل عام 2006، والذي يُنظر إليه على أنه يوشك على الانقضاء ونفاد صلاحيته.

وإذا كان احتفاظ التيار البرتقالي بمجلس بلدي في قضاء بعبدا أمرا عزيزا جدا عليه بعد التطورات والتداعيات المتتالية التي أظهرت تراجع حضور التيار في شارعه المسيحي، وخصوصا في قضاء كان محسوبا عليه بالكامل (نوابه ومجالس بلدياته)، فمن المهم جدا للحزب أيضا أن يعيد تفعيل حضوره ودوره الذي كان كاسحا في حارة حريك، البلدة التي بات لها عنده رمزية كبرى وخصوصية تتأتى من كونها البقعة الجغرافية التي كان يشار إليها على أنها مقره الرئيسي، فضلا عن أنها البقعة التي شهدت سقوط أمينه العام السابق السيد حسن نصرالله أواخر أيلول/سبتمبر الماضي، إضافة إلى سقوط قادته العسكريين ومنهم السيد محسن شكر وإبرهيم عقيل وآخرون، وهي اليوم أيضا تضم بين جنباتها المقار السياسية والطبية والتعليمية والاجتماعية التابعة له. ومعلوم أن البلدة نُكبت من جراء الغارات الإسرائيلية الكثيفة التي طالتها، وقد فاقت وفق تقديرات نسبة الأبنية المدمرة والمتضررة فيها ما سُجّل إبان حرب تموز/يوليو 2006.

وثمة أهمية أخرى لحارة حريك عند الحزب، تكمن في موقعها الجغرافي كواسطة عقد بين بلدتي الغبيري من جهة وبرج البراجنة من جهة خرى، أي البلدات الثلاث التي تشكل الضاحية الجنوبية المعقل الأساسي للحزب ومكان النشأة والتطور.
عموما، يبذل الحزب جهودا لئلا تكون الانتخابات البلدية في الحارة عبارة عن سباق وتنافس بين لوائح، ويفضّل أن تكون بالتزكية على غرار ما حصل في بلدة برج البراجنة حيث أعلن أن المجلس الحالي فاز بالتزكية.

“النهار”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى