لبنان: دولة الحرية والكرامة
كتبت رنا ترو درزي
قيام دولة إسرائيل عام ١٩٤٨ كان بمثابة قنبلة موقوتة زُرعت في منطقتنا، وكانت إعلانًا لحروبٍ مستدامة في المنطقة، وبسبب الطبيعة الجغرافية للبنان جعلت هذا البلد جزء من الصراع العربي الاسرائيلي لا سيما وجود اللاجئين الفلسطنيين بعد نكبة ١٩٤٨ واستخدامهم الأراضي اللبنانية لشنّ هجمات ضد إسرائيل، الأمر الذي أدى بالنهاية لقيام فئات وأحزاب كمقاومة لمنع إسرائيل من دخول لبنان كما حصل في اجتياح ١٩٨٢.
موقع لبنان الاستراتيجي في قلب الشرق الأوسط جعله ساحة للصراعات بين قوى إقليمية مثل إيران، سوريا، وإسرائيل.. كما إنّ تعدّد الطوائف في لبنان جعلته مقسومًا بين من يعادي إسرائيل خوفًا من التطبيع وبين ما يرى أنّه من الأفضل التوصّل مع إسرائيل لحلول سياسية..
حزب الله المدعوم من دولة إيران يقاوم إسرائيل ويدافع عن لبنان، ما أدّى إلى شنّ حروب معها والخاسر الأكبر هو لبنان..
السؤال الذي يطرح نفسه، ما هو الحلّ الأنسب لوقف الصراع الدائم بين لبنان واسرائيل؟ هل الدبلوماسية تحقّق المطلوب في ظلّ التدخلات الإقليمية والدولية في قرارات لبنان السياسية؟ وهل المعارضة في لبنان تتحدّ مع من ينادي بالدبلوماسية السياسية كحل دائم لمعاناة لبنان؟؟
أما ما يحصل اليوم في لبنان وفلسطين هو مسألة وطنية وعربية، ومسألة حقوقية إنسانية بحتة، كشفت نوايا الدول والاتفاقيات الدولية، كما كشفت خبثهم وابتعادهم عن حقوق الإنسان، وحقوق النساء وحقوق الأطفال..
من تفجير البيجر إلى تفجير اللاسلكي إلى تفجير البيوت على رؤوس سكانها، إلى الاغتيالات المستمرة..
لبنان عربيّ الهوية وهذا الصراع لم يكن يومًا صراع أرض وحدود، بل هو صراع هوية ووجود..
فلبنان دائمًا في قلب النّار كأنّه مكتوب لنا أن نحيا ونموت في الحرب لأننا نقاتل عدّوًا شرسًا مسعورًا، وإن اخترق هذا العدو البرّ أو البحر أو الجوّ، سيبقى لبنان صامدًا ودماء كل شهيد ستزهر حرية وسننتصر وسيرفع علم لبنان في كل مكان..
نحن الشعب اللبناني نريد دولةً قوية حقيقية تدافع عن شعبها وكرامته، نريد حكّامًا أقوياء معتدلين ينهضون بالدولة والإنسان..
لا نريد أن نعيش فقط، نريد أن نحيا..
٢ أكتوبر ٢٠٢٤.