متفرقات

صفحات من حرب لبنان: حذارِ من بوسطة جديدة!

كتب جوزيف قصيفي في” الجمهورية”: كانت حادثة «البوسطة » الشماعة أو «راجح الكذبة » التي مهّدت لحرب طال أمدها، وتشعبت زواريبها، وكان اللبنانيون من كل الطوائف وقودها، وباعدت بين المناطق، وشطرت العاصمة، وفرّخت حروباً جوّالة، وتسببت باستشهاد مئات آلالاف وتهجيرهم. ولا يبدو أن لبنان تعافى من آثار الحرب وذيولها. ومن الواضح أنّ لبنان وقع في براثن مؤامرة دولية – إقليمية جعلت منه منصة للانطلاق إلى ملفات أخرى ومعبراً إلى خطط أوسع، ومنها بناء منظومة من الاتفاقات والمصالح تنسجم مع طبيعة تلك المرحلة. وثمة من يجزم من المحللين، أنّ الحرب اللبنانية مهّدت لاتفاق «كمب ديفيد ».

وكانت مدرجة لتفاهمات بين دول المنطقة، فتحت نار القذائف كانت ترسم بدم اللبنانيين والفلسطينيين الذين وقعوا وأوقعوافي فخ الحرب، واستُدرجوا إلى مستنقع أغرقوا فيه، ولم يجنوا منه إّ لّا خسارة إستراتيجية شرعوا يتلمسون نتائجها اليوم. لكن ذلك كله لا يحجب أنّ خلافاتجوهرية وأساسية لا تزال تحكم علاقات اللبنانيين بعضهم ببعض، وأنّ عليهم تقديم المشتركات في ما بينهم والانطلاق منها لبناء مستقبل جديد لوطنهم لا يحمل بذور الانفجار الذاتي، لئلا تعود المأساة بوجه أو بآخر. وإذا كان لا بدّ من دعاء، فليكن: «تنذكر وما تنعاد ». ففي الإعادة تدمير شامل للوطن والإنسان.فحذارِ، حذارِ من «بوسطة » جديدة و «معاون » يحرفها عمداً عن مسارها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى