زيلينسكي يقبل مقترحاً أميركياً لوقف النار لـ 30 يوماً وترامب سيحدّث بوتين

كتبت صحيفة “البناء”: رضخ الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي لمشيئة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بعد «الحمام البارد» الذي تلقاه قبل أسبوعين وانتهى بطرده على الهواء من البيت الأبيض، وبعدما أعلن زيلينسكي موافقته على اتفاق المعادن الذي طلبه ترامب، وأعلن أنه مستعد للعمل تحت قيادة ترامب، أعلن في جدة بعد جولة تفاوض أميركية أوكرانية عن موافقة أوكرانيا على مقترح أميركيّ لوقف إطلاق النار لمدة 30 يوماً في أوكرانيا، يرافقه تبادل الأسرى من الطرفين وانطلاق مفاوضات للتوصل إلى اتفاق نهائي حول قضايا النزاع يضمن نهاية الحرب، وبعد الإعلان الأوكراني قال الرئيس ترامب إنه سوف يُحدّث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالأمر متوقعاً التوصل إلى تفاهم معه.
في سورية تطورات متسارعة خلال 24 ساعة أوضح مضمونها اتجاه سورية نحو الفدرالية، واتخاذ مسمّى اللامركزية تخفيفاً لوقع الفدرالية، وإيحائها بهزيمة فريق رئيس النظام الجديد أحمد الشرع بعد تداعيات زلزال مجازر الساحل، بعدما كان الشرع قد أكد مراراً تمسكه بوحدة سورية عبر فرض سيطرة قواتها المسلحة على كامل ترابها الوطني، بينما صار ثابتاً أن الاتفاقية التي وقعها الشرع مع قوات سورية الديمقراطية، وتلك التي عرضها على قيادات ووجهاء من منطقة السويداء، تتضمن تسليماً بالحفاظ على هياكل مستقلة للقوات العسكرية والأمنية شرق سورية وجنوبها، والاكتفاء برفع راية وزارة الدفاع في الحكومة السورية. ومساء أمس أعلنت القناة الثانية عشرة في كيان الاحتلال عن جيش الاحتلال سوف يمارس إشرافاً عسكرياً مباشراً على محافظات القنيطرة ودرعا والسويداء (مساحة مجموعها 10480 كلم مربعاً)، في موقف وضعه البعض في إطار رسالة ترتبط بمصير الوضع الأمني ومن يديره في السويداء، بعد الإعلان عن قرب توقيع اتفاق بين دمشق والسويداء.
في لبنان استعاد خمسة أسرى لدى جيش الاحتلال حريتهم، في سياق نتائج اجتماع لجنة الإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار، بعد أكثر من 100 يوم على اتفاق وقف إطلاق النار، وكان اللافت صدور بيانات أميركية وإسرائيلية تعتبر إطلاق الأسرى جزءاً من اتفاق على بدء تفاوض يربط مصير المناطق المحتلة الواقعة داخل الخط الأزرق التي سبق للاحتلال أن غادرها عام 2000 والواجب انسحاب الاحتلال منها وفقاً للقرار 1701 واتفاق وقف إطلاق النار، بمصير المناطق الواقعة خارج الخط الأزرق، والتي يعتبرها لبنان ضمن حدوده الدولية منذ العام 2000، والتي ينص القرار 1701 واتفاق وقف إطلاق النار على حل النزاع حولها بعد الانسحاب الإسرائيلي إلى خلف الخط الأزرق، بما يعني بقاء الاحتلال داخل الخط الأزرق، أي التلال الخمس المحتلة، إلى حين التوصل إلى اتفاق يحقق الأمن لجيش الاحتلال، كما يقول ديوان رئيس حكومة كيان الاحتلال، وهو ما يقوله الإسرائيليون عادة في طلب السعي إلى اتفاق سلام والتطبيع.
يُفترض أن تحمل جلسة مجلس الوزراء الخميس حسماً للتوجّهات الرسمية والحكومية والسياسية حيال الآليّة المحدّدة للتعيينات التي تشكل الاختبار الأهم في بداية العهد، وأمس حضر ملف التعيينات في بعبدا، في لقاء جمع رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون ورئيس الحكومة نواف سلام عشية جلسة مجلس الوزراء صباح غد في القصر الجمهوريّ، وستشهد دفعة من التعيينات، أقله في موقعَيْ قيادتي الجيش وأمن الدولة. أيضاً، عرض الرئيس عون مع وزير العدل عادل نصار ورئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي سهيل عبود، شؤوناً قضائيّة وموضوع تفعيل المحاكم والنيابات العامة. وشدّد الرئيس عون خلال اللقاء على ضرورة الإسراع في إقرار التشكيلات القضائية في أقرب وقت ممكن.
وعلمت «البناء» أن التعيينات الأمنيّة حُسمت وحُلَّت العقدتان السنّية والشيعيّة على أن يكون العميد حسن شقير مديرًا عامًا للأمن العام بتفاهم حصل بين الرئيس عون والرئيس نبيه برّي والعميد رائد عبدالله مديراً عاماً لقوى الأمن الداخلي.
وعُلم أن الأسماء المتداولة للتعيينات المرتقبة: قائد الجيش العميد رودولف هيكل، والمدير العام للأمن العام العميد حسن شقير، والمدير العام لقوى الأمن الداخلي العميد رائد عبدالله والمدير العام لأمن الدولة العميد ادغار لوندوس.
أما التطورات الحدودية، فتمّ بحثها خلال استقبال الرئيس عون رئيس لجنة مراقبة تنفيذ القرار 1701 الجنرال جاسبير جيفرز Jasper Jeffers بحضور السفيرة الأميركية في لبنان ليزا جونسون Lisa Johnson ونائبة مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط ناتاشا فرانشيسكي Natasha Franceschi والملحق العسكري الأميركي في لبنان الكولونيل جوزيف بيكر Joseph Becker وعدد من معاوني الجنرال جيفرز. وتمّ خلال اللقاء عرض الأوضاع في الجنوب وعمل اللجنة قبيل اجتماعها المقرّر بعد ظهر اليوم في الناقورة، حيث شدّد الرئيس عون على ضرورة الضغط على «إسرائيل» لتنفيذ الاتفاق الذي تمّ التوصل إليه في تشرين الثاني الماضي والانسحاب من التلال الخمس التي لا تزال تحتلها وإعادة الأسرى اللبنانيين. وطلب رئيس الجمهورية إثارة هذه المطالب خلال اجتماع اللجنة.
إلى ذلك، كانت للرئيس عون سلسلة لقاءات أبرزها مع المستشار الأول في وزارة الدفاع البريطانية لشؤون الشرق الأوسط الأميرال ادوارد الغرين، مع وفد ضم القنصل الأول في السفارة فيكتوريا ديون، مساعد الأميرال ألغرين الكولونيل مات بايليس، والملحق العسكري في السفارة البريطانية في بيروت الكولونيل شارل سميث. وتمّ خلال اللقاء عرض الأوضاع الراهنة في لبنان والمنطقة، والتعاون بين البلدين لا سيما في المجال العسكري، حيث أكد الأميرال الغرين جهوزية بلاده لاستكمال بناء أبراج المراقبة على الحدود للمساعدة في تحقيق الاستقرار.
وأمس، تسلّم لبنان أربعة أسرى لبنانيين كانت اختطفتهم القوات الإسرائيلية خلال الحرب الأخيرة، على أن يتم تسليم أسير خامس اليوم، وفق ما نقلت رئاسة الجمهورية. وفي السياق صدر بيانٌ مشترك عن سفارتي الولايات المتحدة وفرنسا في لبنان وعن اليونيفيل، تمّت الإشارة فيه إلى أنّه «وبناءً على طلب الولايات المتحدة، أعادت «إسرائيل» إلى لبنان خمسة مواطنين لبنانيين كانوا محتجزين لديها. سوف تواصل اللجنة عقد اجتماعات منتظمة لتحقيق التنفيذ الكامل لوقف الأعمال العدائية».
وكانت كشفت المبعوثة الأميركيّة إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس في إطلالة نلفزيونية أنّه سيتمّ الإفراج عن 5 أسرى لبنانيين لدى «إسرائيل». وأوضحت أورتاغوس بأنّه «ليس لديّ الرقم الدقيق للأسرى اللبنانيين لدى «إسرائيل»، ونحن نعمل عبر القنوات الدبلوماسيّة للتأكد من إطلاق الأسرى الباقين».
وأشادت بعمل الرئيس جوزاف عون في لبنان، وذكرت بأنّ «الرئيس دونالد ترامب يرى بأن السلام وتنفيذ القرارات السياسيّة والدبلوماسيّة هي التي تحلّ مشكلة الحدود». وأردفت «أطلقنا مجموعات عمل دبلوماسية ستعمل على حلّ المشكلات بين لبنان وإسرائيل كالخطّ الازرق وغيره، وإنني متفائلة باتفاق لحلّ قضية النقاط الخمس». وأكدت أورتاغوس بأن تدمير ترسانة حزب الله جنوب الليطاني جزء من الاتفاق، ونعمل على بناء قدرات الجيش اللبناني كي يكون الحاكم الوحيد.
ونقلت «أكسيوس» عن مسؤولين قولهم إن «»إسرائيل» ولبنان اتفقا على بدء مفاوضات لحلّ النزاعات المتعلقة بحدودهما البريّة، وقد تمّ بوساطة أميركيّة»، وأضافت أن «إسرائيل وافقت على الإفراج عن خمسة أسرى لبنانيين».
وكان رئيس مجلس النواب بينه بري استقبل سفراء اللجنة الخماسيّة، وناقش معهم ضرورة الانسحاب الإسرائيليّ من جنوب لبنان. وأشار السفير المصري في لبنان علاء موسى إلى أنّ «ما تقوم به اللجنة الخماسيّة الآن هو الوصول إلى الصيغة التي تؤدي إلى الانسحاب الإسرائيلي الكامل». وقال موسى بعد الاجتماع «ناقشنا مع الرئيس برّي ما يحدث في سورية وهناك إجماع على أنّ الاستقرار في سورية سينعكس إيجابًا على الدول المجاورة، ونحن نسعى للحدّ من التوترات في المنطقة». وتابع بالقول «كان قرارنا اللقاء مع الرئيس برّي بعد نيل الحكومة الثقة، والجانب الأكبر من اللقاء تناول موضوع الجنوب وضرورة الانسحاب الإسرائيلي منه، وكان اللقاء مثمرًا وفرصة جيّدة لبحث التحديات المقبلة وخطوات الحكومة حسب ما ورد في خطاب القسم والبيان الوزاري».
إلى ذلك، استقبل وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجّي سفير فرنسا لدى لبنان هيرفيه ماغرو وأجرى معه جولة أفق تناولت الأوضاع في لبنان والتطورات الأخيرة في سورية، ونتائج الزيارات التي قام بها الوزير رجّي إلى الرياض والقاهرة وعمّان. كما تم التطرّق إلى الجهود التي تقوم بها فرنسا لتوفير الدعم للبنان، ومساعدته في مسألة إعادة الإعمار. وجدّد رجّي تأكيد ضرورة ممارسة كل الضغوط الممكنة على «إسرائيل» لإلزامها بالانسحاب بشكل فوري وغير مشروط من الأراضي اللبنانية كافة التي تحتلها، وبوقف اعتداءاتها وانتهاكاتها للسيادة اللبنانية. وفي الشأن السوري، شدد رجّي على أن وحدة سورية واستقرارها وسلامة أراضيها هي مصلحة لبنانية. من جهته، أكد السفير ماغرو التزام فرنسا الثابت بدعم لبنان ومساعدته على تخطّي أزماته.