رئيس “الشاباك” يُعلن مغادرته… استقالات وإقالات مرتقبة في قيادة الجيش الإسرائيلي

في خطوة متوقعة، أثناء تقديمه ملف التحقيقات في هجوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر إلى مقر قيادة جهاز الأمن العام “الشاباك” الإسرائيلي، أعلن رئيس الجهاز رونين بار عزمه على الاستقالة من منصبه بعد أن كان قد أبلغ موظفيه بذلك.
وقال بار: “تحملت المسؤولية، وأنا أنوي تنفيذها، لكن هناك أهمية للتوقيت، لن أكتفي باستعادة 197 مختطفاً، أنا أنظر إلى الـ59 الذين ما زالوا هناك (غزة)”. وأضاف: “عندما أرى أن هذا يتحقق سأقوم بتسليم المهمة إلى أحد نائبي المتميزين”، مشيراً إلى أنه لن يسمح بفرض تعيين رئيسٍ جديدٍ لـ”الشاباك” من خارجه.
ليست استقالة بار وحدها محط اهتمام الإعلام والمحللين الإسرائيليين، فطلب رئيس قسم العمليات في الجيش عوديد بسيوك إحالته إلى التقاعد بعد لقائه رئيس هيئة الأركان الجديد إيال زامير، كان له حصته، خصوصاً أنه جاء كنتيجة حتمية للضغوط الكبيرة التي واجهتها القيادة العسكرية بسبب الفشل في تحديد التهديدات والرد سريعاً على عمليّة “حماس”.
وبسيوك كان مسؤولاً عن تنسيق العمليات العسكرية، ولم يكن بالإمكان إغفال المسؤولية المترتبة عليه في الفشل العسكري. وتعتبر استقالته، بحسب المحللين، رسالة سياسية وأمنية حاسمة داخل الجيش.
وينظر إلى استقالة القيادات العليا على أنها خطوة تعبر عن تحمّلها المسؤولية بشكل شخصي، وفي الوقت ذاته بداية لتغييرات واسعة تشمل هيكلية القيادة.
وهناك توقعات بأنّ الجيش الإسرائيلي قد يشهد المزيد من التغييرات المتلاحقة بعد سلسلة الاستقالات التي شملت رئيس هيئة الأركان وضباط الصف الأول، وقد يكون ذلك مؤشراً إلى أزمة على مستوى القيادة.
خسائر فادحة
ومنذ الهجوم، أجرت الهيئات والأقسام التابعة للجيش أكثر من 70 تحقيقاً، وكشفت عن 10% فقط من الإخفاقات، بينما هناك قائمة أخرى أكثر صعوبة للاستيعاب، وتبيّن أن فشل الجيش ليس فقط في ليلتي 6 و7 تشرين الأول، بل تراكم على مدى عقد من الزمن.
وفيما أقرت شعبة الاستخبارات العسكرية بأنها لا تزال لا تعرف كل شيء عن الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، قال مسؤولون في الشعبة إن الجيش دخل الحرب في الجنوب من دون أن يفهم عدوه بشكل كامل.
وذكرت صحيفة “معاريف” أن الجيش سيقيل عدداً كبيراً من الضباط والجنود، من كل المستويات والرتب، فمن فشل سيتعين عليه تقديم تفسيرات ودفع الثمن.
لكن المعضلة الأكبر داخلياً تتمثل في عدم إقرار تشكيل لجنة تحقيق رسمية، إذ لا يزال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يتهرب بشكل واضح، خوفاً من النتائج التي ستصل إليها وتجبره على تحمل مسؤولية الفشل.
ماذا في التحقيقات؟
وفي الوقائع الميدانية ليوم الهجوم على غلاف غزة، أظهرت التحقيقات أن الجيش الإسرائيلي فشل في حماية قاعدة “ناحل عوز” على بعد 15 دقيقة سيراً على الأقدام من حي الشجاعية في غزة، ما كشف عن ثغرات كبيرة في استعداداته لمواجهة هجوم بري واسع النطاق بالتزامن مع قصف صاروخي كثيف.
وخلال حربه البرية، عثر الجيش على كتيب يتضمن أمر “حماس” لمقاتليها بمهاجمة قاعدة “ناحال عوز”. وتوصلت التحقيقات إلى أن المسيّرات لم تكن وحدها المصدر الذي استقت منه الحركة معلوماتها، بل استندت أيضاً إلى مئات الصور ومقاطع الفيديو التي رفعها الجنود على الإنترنت من داخل القاعدة نفسها، ومنشورات للجيش في وسائل الإعلام بشأن التغييرات المتكررة في مفاهيم الدفاع في القطاع.
وبحسب التحقيقات، بدأت “حماس” تنظيم القادة والمقاتلين في 6 تشرين الأول الساعة 18:30، ولم يتم رصد ذلك من قبل أي جهة استخبارية إسرائيلية، وكانت العملية سريعة ومنسقة، إذ كان العشرات من المسلحين على أهبة الاستعداد مقابل الحدود قرابة الساعة 06:00، منتظرين الإشارة الخضراء.
وابل منسق من 960 صاروخاً وقذائف هاون أُطلق في الساعة 6:29 باتجاه مواقع الجيش في غلاف غزة، كان الإشارة للمقاتلين لاقتحام السياج الأمني، الذي تم اختراقه في المنطقة المقابلة لكيبوتس “كفار عزة”.
فوجئ ضباط الجيش بحجم الهجوم وشدته، وأدى إلى مقتل العديد منهم في الدقائق الأولى بسبب خلل في منظومة القيادة، ما ترك الوحدات تقاتل من دون تنسيق أو توجيه واضح.
وسيطرت “حماس” على منطقة “كفار عزة” خلال ساعة واحدة بينما استغرقت إعادة السيطرة عليها من الجيش الإسرائيلي 3 أيام.
المصدر: المركزية