متفرقات

ماذا عن قمة القاهرة في ظل المحطات العربية؟

ما بين لبنان والقمم العربية قصص وحكايات ومحطات مفصلية وصولات وجولات، ولا سيما منذ نشوب الحرب، حيث كانت قمة الرياض الشهيرة، ويومها اتُّخذ قرار دعم لبنان ووقف الحرب، وكانت قوات الردع العربية التي تحولت إلى قوات سورية لاحقاً. ومن ثم جاءت قمة فاس الشهيرة والمفصلية، والأمر عينه لقمتي الجزائر والقاهرة. لكنّ أزمات لبنان استمرت إلى أن جاء الطائف وأوقف الحرب.

اليوم تأتي قمة القاهرة العربية في أصعب مرحلة، بعد الحرب الأخيرة التي دمرت غزة وهجرت أهلها، إلى ما أصاب لبنان من خراب ودمار وقتل، وتداعيات لا تزال قائمة، خصوصاً أن الحكومة أمام تحديات الإعمار وتحرير ما تبقى من الأراضي اللبنانية بفعل التزاماتها، وتحديداً بعد القرار 1701 ومندرجاته، وإن يكن من اتخذ قرار الحرب والسلم لم يسأل الحكومة واللبنانيين.

فماذا عن قمة القاهرة؟ وماذا يمكن أن تقدم للبنان في مثل هذه الظروف، وخصوصاً أن لبنان سيتمثل على أعلى مستوى من خلال مشاركة رئيس الجمهورية جوزف عون ووزير الخارجية جو رجي، في أول حضور لبناني رسمي لرئيس الجمهورية بهذا المستوى بعد انتخابه؟

بداية، يشار إلى أن علاقة وثيقة تربط الرئيس عون بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مذ كان الأول قائداً للجيش، حيث شكلت مصر بداية دعم المؤسسة العسكرية، وهذا أول لقاء سيجمع بينهما بعد انتخاب عون، أضف إلى ذلك أن مصر كانت لاعباً أساسياً في اللجنة الخماسية.

وتؤكد أوساط ديبلوماسية مصرية بارزة لـ”النهار” أن “القاهرة إلى جانب رئيس الجمهورية وداعمة له على كل المستويات، والأمر عينه للحكومة، فالعناوين البارزة في هذه القمة ستتناول حرب غزة وتداعياتها وكل ما حصل في الآونة الأخيرة من تحولات ومتغيرات، وصولاً إلى دعم لبنان في كل ما أصابه بعد الحرب، وسيرحب الرئيس المصري بالرئيس جوزف عون، واللقاء الذي سيجمعه به سيكون مفصلياً، إذ ثمة ثوابت ومسلمات مصرية تجاه لبنان، أبرزها دعم المؤسسة العسكرية ورئيس الجمهورية والحكومة والأمن والاستقرار وتطبيق القرار 1701 ومتابعة أعمال الخماسية في كل ما يساعد لبنان.
والحال أن متابعة السفير المصري علاء موسى لكل ما تقدم مستمرة مع المرجعيات السياسية والروحية في لبنان، لتثبيت السلم الأهلي ودعم الحكومة في برنامجها الاقتصادي والاجتماعي والإصلاحي .

صحيح أن القمة مفصلية، ولكن لا يخفى على أحد وفق أوساط موثوق بها من الجامعة العربية أن مشهد غزة سيتصدر جدول أعمال القمة، ولا سيما بعد دعوة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى ترانسفير للغزّيين في اتجاه سيناء والأردن، وهذا سيناقَش لاتخاذ موقف حازم، وصولاً إلى سعي إسرائيل لتفتيت المنطقة العربية. ومن الطبيعي أن يعرّج البيان على الوضع اللبناني ويؤكد ضرورة التزام القرار 1701 واتفاق الطائف وتحصينه، والترحيب بانتخاب رئيس للجمهورية وتأليف الحكومة والوقوف إلى جانبهما في هذه المرحلة الصعبة التي يجتازها لبنان والعالم العربي.

وجدي العريضي – النهار

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى