متفرقات

محادثات بناءة لعون في الرياض وتحديات امام قمة القاهرة

كتبت صحيفة “الديار”: على بعد ساعات من القمة العربية في القاهرة، وتزامنا مع الزيارة البناءة لرئيس الجمهورية جوزاف عون الى السعودية والتي افتتحت فصلا جديدا من العلاقة بين البلدين، ثمة رصد لاكثر من مؤشر مفصلي في تاريخ لبنان والمنطقة، ترجم عمليا في بيروت باستنفار سياسي درزي يقوده رئيس الحزب التقدمي السابق وليد جنبلاط لقطع الطريق على الفتنة التي تطل راسها من سوريا عبر محاولة توريط «اسرائيل» للدروز في حروب اهلية مدمرة قد لا تبقى محصورة ضمن الجغرافيا السورية.

المؤشر الثاني المرتقب، مستوى سقف المواقف والقرارات العربية في ظل رفع رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو سقف التحدي بوجه القمة بدعم اميركي مباشر، بعدما تنصل من اتفاق وقف النار في غزة، قاطعا شريان الحياة عن الغزيين، ويعد العدة لاستئناف الحرب. اما المؤشر الثالث الذي قد يكون له انعكاسات داخلية لبنانية، فمرتبط بملف اعادة الاعمار حيث يربط بعض الداخل والخارج بين ملفي غزة ولبنان لجهة مقاربة هذا الملف، وفي هذا السياق، يتبين من المسودة المصرية التي ستعرض اليوم على القمة ان اعادة اعمار القطاع مرتبط باقصاء حركة حماس عن الحكم والسلطة، ومن المفترض ان يسمع الرئيس عون خلال لقاءاته اليوم على هامش القمة موقفا مشابها لجهة ربط اعمار ما خلفه العدوان الاسرائيلي بمسألة الاصلاحات التي تحمل في طياتها مسالة سلاح المقاومة والمطلب الاميركي بعزل حزب الله عن السلطة، كما تقول اوساط دبلوماسية عربية تخشى ان يتحول هذا الملف الى «فخ» يدخل البلاد في ازمة لا طائل منها.

وبانتظار ان تتبلور خارطة طريق واضحة لمسار المنطقة الواقعة تحت تاثير فائض القوة التوسعية التي تتجسد «ببلطجة» اسرائيلية بتنسيق كامل مع الرئيس الاميركي دونالد ترامب الذي ينشر بدوره الفوضى في العالم، يفترض ان تعود الحياة السياسية الى عجلة الدوران يوم الاربعاء مع انطلاق جولة جديدة من الاجتماعات لانضاج ملف التعيينات حيث يفترض ان يتم الاتفاق على اسم المدير العام للامن العام بالاتفاق بين الرئيسين عون وبري، والاجواء ايجابية للغاية في هذا السياق، بعدما تم التفاهم على اسمي قائدي الجيش والمدير العام للامن الداخلي، وكذلك معظم التعيينات القضائية.

عون في السعودية

في هذا الوقت، اجرى رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون محادثات مثمرة في المملكة العربية السعودية، حيث التقى مساء امس ولي العهد الامير محمد بن سلمان، معبدا الطريق امام علاقة واعدة بين البلدين للمرة الاولى منذ اعوام من التردي حيث ستلي هذه الزيارة زيارات رسمية لتوقيع 22 اتفاقا معلقا بين الدولتين، وقد وجه الرئيس عون دعوة لبن سلمان لزيارة لبنان وعد بتلبيتها. وقد اعرب الرئيس عن سعادته لزيارة المملكة في أول زيارة له خارج لبنان منذ انتخابه رئيساً للجمهورية. وقال ان تلبيته دعوة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز فرصة للتأكيد على عمق العلاقات اللبنانية -السعودية وهي مناسبة ايضا للإعراب عن تقدير لبنان للدور الذي تلعبه المملكة في دعم استقرار لبنان وسلامته وانتظام عمل المؤسسات الدستورية اضافة إلى المساعدات التي تقدمها المملكة للبنان في مجالات عدة. كما كانت الزيارة مناسبة لشكر المملكة على احتضانها اللبنانيين الذين وفدوا اليها منذ سنوات بعيدة ولا يزالون ، وساهموا في نهضتها العمرانية والاقتصادية.

لقاء عون – الشرع

ويتوجه الرئيس عون اليوم الى القاهرة للمشاركة في القمة العربية التي يعمل الوفد اللبناني على ان تتطرق الى مسالة الاحتلال الاسرائيلي للنقاط الخمس، وستكون للرئيس لقاءات على هامشها مع عدد من القادة العرب ومن بينهم الرئيس الانتقالي في سوريا أحمد الشرع.

رد درزي ميداني

ففي مواجهة المحاولات الاسرائيلية لسلخ المكون الدرزي عن عمقه العربي، وتوريطه في فتنة مذهبية في سوريا والمنطقة، استنفر دروز لبنان سياسيا لملاقاة موقف معظم دروز سوريا، فيما جاء الرد ميدانيا في حيفا، في عملية تحمل دلالات مهمة في توقيتها حيث قتل إسرائيليان وأصيب 5 آخرون، بعملية طعن في محطة الحافلات المركزية ، نفذها مواطن درزي قبل أن يستشهد برصاص أحد حراس الأمن، وهو من سكان مدينة شفاعمرو (شمال حيفا)، وأمضى الأشهر الأخيرة في الخارج، وعاد إلى البلاد الأسبوع الماضي.

وساطة جنبلاطية

في هذا الوقت، يستعد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي لزيارة سوريا قبل الـ 16 من الجاري للقاء الرئيس احمد الشرع، ووفق مصادر مطلعة، سيسعى الى تامين لقاء لدروز السويداء مع الادارة الجديدة في سوريا، وارساء تفاهمات حول المرحلة المقبلة، وعزل من يحاول ايجاد موطىء قدم للاسرائيليين في المجتمع الدرزي. وقد عقدت الهيئة العامة للمجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز اجتماعا استثنائيا موسعا لها في دار الطائفة في بيروت، برئاسة شيخ العقل الشيخ الدكتور سامي ابي المنى، ومشاركة جنبلاط وعدد من الوزراء والنواب الحاليين والسابقين وأعضاء المجلس ومشايخ، وذلك لبحث تطورات الأوضاع في سوريا.

جنبلاط والخطر القادم

وفي تقدير منه لحجم المخاطر الانية، قال جنبلاط «إذا ما قارنّا هذه المرحلة مع السابع عشر من أيار بالاحتلال الإسرائيلي لبيروت، وللقسم الأكبر من لبنان، وبغيرها من المحطات، فان الحالة راهنا قد تكون أخطر بكثير من الذي مر، وليس لأن هناك خطرا على وجودنا في الجبل، أو غير الجبل، بل فقط لأنّه يمسّ بجوهر عقيدتنا وتراثنا العربي من لبنان إلى جبل العرب. أضاف: «الصهيونية» تستخدم الدروز جنوداً وضباطاً، لقمع الشعب الفلسطيني في غزة والضفة. واليوم يريدون الامتداد إلى جبل العرب، وهنا التحدي الأكبر. وقال «أهل سوريا يعلمون تمام العلم كيف يتصرفون. بالأمس تحدثت مع الشيخ يوسف جربوع، والشيح الحناوي، والأمير حسن الأطرش، وسوف أتابع، وسوف أذهب إلى دمشق كما ذهبنا سوياً من أجل التأكيد على مرجعية الشام، ووحدة سوريا. المشروع كبير ويريد استجرار البعض من ضعفاء النفوس إلى حروب أهلية، ولستُ أدري كيف سوف ينتهي، وكلنا نعلم الامتداد الوطني للدروز في الخليج وكل مكان، وكلنا نعلم ما قد يحدث تجاهنا إذا انجررنا إلى هذا المشروع.

60 بالمئة لا يريدون العودة الى الشمال

وفيما رفض 60 بالمئة من المستوطنين العودة الى مستعمرات الشمال، بحجة ان جيش الاحتلال خزلهم ولم يقم منطقة عازلة في جنوب لبنان كما حصل في سوريا وغزة، امر وزير الحرب اسرائيل كاتس باستخدام النار في المناطق العازلة في الجنوب دون ان يكون هناك تهديد مباشر. في هذا الوقت، استمرت الخروقات الاسرائيلية جنوبا، واصيب مواطن في قدمه جراء اطلاق قوات اسرائيلية النار في كفركلا مما استدعى نقله الى مستشفى مرجعيون الحكومي. ايضا، رفع جيش الاحتلال ساتراً ترابياً جديداً على طريق عديسة لمنع الأهالي من الوصول لممتلكاتهم. وتوغلت دورية لقوات العدو من موقعها عند الاطراف الجنوبية لبلدة العباسية الحدودية باتجاه سهل العباسية ، واقدمت على خطف مزارع كان يعمل في أرضه قبل أن تعود وتطلق سراحه لاحقا. كما حلقت درون اسرئيلية فوق بلدتي المنصوري وبيوت السيادة في قضاء صور ، وبثت عبارات تحريضية.

حروب جديدة

اما رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو فروج لموجة حرب جديدة في المنطقة ملمحا لتحرك ما ضد ايران ، كما توعد، حركة حماس بـ»عواقب لا يمكن أن تتصورها» إذا لم تُفرج عن المحتجزين في قطاع غزة، وقال نتنياهو في خطاب أمام الكنيست الإسرائيلي في وقت تتعثر المفاوضات في شأن تمديد وقف إطلاق النار في غزة، «أقول لحماس: إذا لم تُفرجوا عن رهائننا ، ستكون هناك عواقب لا يمكنكم تصورها.

ضرب ايران؟

وقال نتنياهو: «‌‏نستعد بدعم من الرئيس ترامب للمراحل المقبلة من الحرب ورؤيته بشأن غزة كانت مبتكرة. ‌‏آن الأوان لإتاحة الخيار لسكان غزة بشأن مغادرتها. ولم ينس نتانياهو لبنان وطهران ، وقال «‌‏لن نسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي. كما أن تفجيرات البيجر في لبنان كانت في أفضل توقيت وخلقت انعطافة أدت في نهاية المطاف إلى إسقاط نظام الأسد. ونتأهب للمرحلة القادمة من المعركة ولسنا بحاجة إلى الحديث عن كل شيء».

الطموحات غير الواقعية

من جهتها، حذرت صحيفة «هآرتس» مما اسمته الطموحات الإمبريالية التي أشعلها ترامب لدى نتنياهو وشخصيات إسرائيلية رفيعة أخرى، وقالت انها لا تتساوى مع موضوع آخر وهو ان الجيش الإسرائيلي ببساطة أصغر من عبء المهمات والجبهات التي يتم التخطيط لها الآن. واضافت» من يتسلى بالأفكار حول احتلال المزيد من الأراضي واستئناف القتال في جبهات أخرى، يجدر به التفكير أيضاً بقيود حجم قوات الجيش الإسرائيلي، بعد قتلى وجرحى ومصابين بأمراض نفسية، تكبدها الجيش في الـ 16 شهراً من الحرب، وتنقصه قوة بشرية بحجم لواءين. وهذا حتى قبل الحديث عن الأزمة الكبيرة في وحدات الاحتياط التي واجه رجالها في هذه الفترة عبئاً غير مسبوق. من يفضل الذهاب إلى معارك جديدة ليفحص إذا كان الجيش والجمهور يقفان وراءه».

الوضع الامني

وفي محاولة للحد من حالات التفلت الامني في اكثر من منطقة ، ترأس وزير الداخلية والبلديات أحمد الحجار، في مكتبه صباح امس، اجتماعاً حضره المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، قائد شرطة بيروت بالوكالة العميد أحمد عبلا والضباط المعنيين، للبحث في الوضع الأمني لاسيما في مدينتي بيروت وطرابلس. وخلال الاجتماع، تم التشديد على ضرورة تعزيز الإجراءات الأمنية المتخذة للحد من الحوادث والإشكالات المتكررة وضبط الأمن والحفاظ على سلامة المواطنين، كذلك جرى التأكيد على أهمية التنسيق بين مختلف الأجهزة الأمنية لهذه الغاية. كما تم التشديد على تعزيز تدابير السير، لاسيما في مدينة بيروت، تسهيلاً لحركة المرور ومنعاً للازدحام وحفاظاً على السلامة العامة، كما تم الاتفاف على اطلاق خطة امنية لملاحقة المخلين بالامن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى