محليات

مركز المطران مارون العمار للرعاية الصحية يقدم الخدمات لشريحة واسعة من اللبنانيين

بيروت – أحمد منصور

شكّل وجود مركز المطران مارون العمار للرعاية الصحية الأولية في منطقة إقليم الخروب (قضاء الشوف)، المتعددة الطوائف والمذاهب، عامل اطمئنان، تعزيزا للتلاحم الوطني والعيش الواحد والمصير المشترك في مواجهة التحديات والاستحقاقات.

انطلق العمل في هذا المركز منذ نحو سنتين في ظروف وأزمات متلاحقة تعصف بالبلاد. ويحظى المركز بدعم وتوجيه من الكنيسة المارونية، إذ يحمل اسم راعي أبرشية صيدا. وقد حقق تقدما، وبات على خارطة إقليم الخروب الصحية، بفعل العزيمة والإصرار على تحدي الصعاب.

تستفيد من هذا المركز، الذي يقع في بلدة مارونية صغيرة (مرج برجا)، في مبنى لجمعية «الشوف للتنمية»، شريحة واسعة من بلدات الإقليم ذات الغالبية من الطوائف الإسلامية، الى جانب العائلات المسيحية، تجسيدا للوحدة الوطنية والعيش المشترك الذي يحرص عليه أبناء المنطقة.

ويضم مركزين، الأول مركز المطران العمار للرعاية الصحية الأولية، والثاني مركز المطران ايلي بشارة الحداد (كاثوليك) للعلاجات النفسية.
ويقدم المركز خدمات صحية بشكل شبه مجاني، على أيدي مجموعة من الأطباء من مختلف الاختصاصات، بالإضافة الى الأدوية. ويحظى بدعم من جمعية «ميدير» بالتعاون والتنسيق مع وزارة الصحة العامة، وهذا ما جعله مقصدا للمواطنين، خصوصا بعد الحرب الإسرائيلية الأخيرة، حيث شارك في تقديم الرعاية الصحية لأبناء من الجنوب.

المطران العمار الذي يتابع أوضاع المركز، أبدى لـ «الأنباء» اعتزازه بالمركز في إقليم الخروب، «لأنه يحمل الرسالة المسيحية لخدمة أهلنا، الذين هم بحاجة الى الخدمات الطبية، والتي هي حاجة كبيرة وضرورية في هذه الأيام.»

وأكد «أن المركز لا يميز بين فرد وآخر، وهو لجميع أبناء المنطقة»، منوها ومثمنا جهود القيمين عليه، «الذين يحملون أيضا رسالة خدمة الإنسان، وهذه رسالة نفتخر بها. ونشكر القيمين على إدارة المركز جميعهم، خصوصا الدكتورة دعد القزي والأستاذة رويدة الدقدوقي وكل فريق العمل، إذ يعملون ليبقى هذا المركز يقدم رسالته».

وختم العمار بشكر كل من ساهم في رفع موقع هذا المركز.

من جهتها، قالت رئيسة المركز الدكتورة دعد القزي، لـ «الأنباء» ان جمعية «الشوف للتنمية» التي انطلقت منذ أربع سنوات تضم مركز المطران مارون العمار للرعاية الصحية الأولية، ومركز المطران ايلي بشارة الحداد للعلاجات النفسية، بالإضافة الى مركز سمير الخطيب للعلاجات الفيزيائية، الذي نال موافقة وزارة الصحة. «ونحن في انتظار موافقة نقابة العلاج الفيزيائي، وباتت خطوات عمله قريبة جدا».

وأضافت: «انطلقنا بمركز الرعاية الأولية منذ سنتين، ولم يكن مدعوما. وأثناء الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان كان هناك تعاون مع جمعية «ميدير»، التي تعمل بالتنسيق مع وزارة الصحة، وتدعم بدلات المتطوعين وتغطية بدل المعاينات للأطباء، إذ إن المريض الذي يقصد المركز لا يتكبد أي بدلات سوى مبلغ زهيد قدره 20 ألف ليرة لبنانية لقاء تسلمه الدواء فقط».

وعددت القزي الاختصاصات المتوفرة في المركزين، «ومنها موضوع الشق النفسي، الحس الحركي والعلاج الانشغالي، وجود معالجين نفسيين ومعالجي نطق، حيث يفرض العلاج النفسي وجود مركز رعاية صحية أولية».

وتابعت: «لدينا أطباء (أطفال، نساء، صحة عامة، جهاز هضمي، عظم، طب عائلي، أمراض داخلية، أنف أذن وحنجرة، عيون، قلب، غدد وسكري)، بالإضافة إلى اخصائية تغذية وصيدلية.»

وأشارت الى انه «يستفيد من المركزين شريحة كبيرة من أبناء إقليم الخروب (الشوف)، ويقدمان الخدمات الصحية والعلاجات النفسية الى الجميع من دون استثناء أو تمييز بين دين وآخر. وقد وجد هذين المركزين في منطقة بأمس الحاجة الى الرعاية الصحية، نظرا إلى الكثافة السكانية وتفاقم الأزمات الاقتصادية».

وأكدت القزي على «وجود أطباء ومتطوعين في مركز المطران مارون العمار من مختلف الطوائف والمذاهب». واعتبرت «أن هذا أكبر دليل، على أنه نموذج مصغر عن إقليم الخروب، إقليم الوحدة والعيش المشترك.»

ورأت أن مركز الرعاية الصحية الذي يحمل اسم المطران مارون العمار يشبهه، لأنه مطران منفتح ومحب، وهو من أكثر الأشخاص الذين يؤمنون بالعيش المشترك.

ولفتت الى «أن المستفيد من المركز هي القرى والبلدات المجاورة، وعلى نطاق واسع في برجا وبعاصير وحارة بعاصير والبرجين والدبية وعين الحور ومزرعة الضهر وبكيفا ومزمورة والمطلة وجون وعلمان والمغيرية والرميلة والجية والدامور والناعمة».

وذكرت «أن المركز ساهم أيضا في بلسمة جراح اخوتنا النازحين من الجنوب والضاحية الى المنطقة في الحرب الإسرائيلية الأخيرة، وقدم لهم الخدمات والرعاية الصحية. وهناك تواصل مستمر مع عدد من النازحين في الجنوب، الذين يحضرون الى المركز شهريا لتسلم الأدوية».
واعتبرت «أن المركزين انطلقا على 3 أعمدة: رئيس جمعية بيروت للتنمية أحمد هاشمية، المطران مارون العمار والنائب د.بلال عبدالله. وهم الركيزة الأساسية لهذا المشروع».

وشكرت القزي رئيسة دائرة الرعاية الصحية الأولية في وزارة الصحة رندة حمادة، على جهودها في تسهيل دعم المركز واستمرارية عمله.
وأشارت إلى «أن المهندس الراحل سمير الخطيب له بصمات كبيرة في المركزين، وله إسهامات في دعم انطلاقهما، ولم يوفر جهدا، وكان دائما سباقا، لذا أحببنا وتكريما له إطلاق اسمه على مركز العلاج الفيزيائي، حيث سيصبح المبنى يضم 3 مراكز».

وتابعت: «نقدم أدوية عدة، ونواجه صعوبات على صعيد الأدوية المزمنة، التي لا تؤمنها الوزارة والجهات المانحة، خصوصا بعد الحرب الأوكرانية. صحيح إن الجمعيات تدعمنا بالأدوية وبدل المعاينات، لكن لدينا مصاريف مرهقة لناحية إيجار المبنى والكهرباء والمياه، ونحاول سد حاجاتنا من خلال مشاريع جمعية الشوف للتنمية».

بدورها، أشارت رويدة الدقدوقي باسم جمعية «الشوف للتنمية»، إلى «أن مركز المطران مارون العمار شكل علامة فارقة بالمجال الصحي من حيث جودة الخدمات الطبية، وأصبح ملجأ لأبناء المنطقة».

وأكدت أنه «من المراكز التي لعبت دورا مهما على صعيد تقديم الخدمة الطبية المجانية، وبات مقصدا لعدد لا يستهان به من المرضى الذين يتواجدون يوميا لإجراء الفحوصات والمعاينات والحصول على الأدوية».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى