صحة ورياضة

بدقّة تصل إلى 73%.. اختبار دم بسيط يكشف سرطان البنكرياس مبكرًا

طوّر باحثون اختبار دم بسيط للكشف عن سرطان البنكرياس، قبل أن ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم. ويُمكن استخدام الاختبار في الفحص الروتيني لتحسين معدل البقاء المنخفض للمرض ، وعام 2022، تُوفي حوالي 467 ألف شخص بسبب مرض سرطان البنكرياس على مستوى العالم.

وسرطان البنكرياس هو نوع من السرطان يبدأ على هيئة نمو للخلايا في البنكرياس، وأكثر أنواعه شيوعًا هو سرطان الغدة القنوي الذي يُصيب الخلايا التي تُبَطِّن القنوات التي تحمل الإنزيمات الهضمية خارج البنكرياس ، وتبدأ معظم حالات سرطان البنكرياس في القنوات التي تفرز الإنزيمات المستخدمة في هضم الطعام ، وهذا النوع من السرطان لا يُسبّب أعراضًا يمكن التعرّف عليها في أغلبية الأحيان؛ كما لا يُمكن اكتشافه في مراحله المبكرة، بل بعد أن ينتشر ويُصيب أجزاء أخرى في الجسم، ما يجعل علاجه صعبًا.

وعند وضع خطة العلاج، يأخذ فريق الرعاية الصحية مدى انتشار سرطان البنكرياس في عين الاعتبار. وقد تشمل خيارات العلاج: التدخّل الجراحي، أو العلاج الكيميائي، أو العلاج الإشعاعي، أو مزيجًا منها جميعها.

 

البروتينات الدالة

وركّز الباحثون في الدراسة التي نشرتها مجلة “Science Translational Medicine”، على اكتشاف إنزيمات تُعرف بـ”البروتياز” والتي تعمل على تكسير البروتينات وتكون نشطة في الأورام، حتى في المراحل المبكرة جدًا ، ونظر الفريق بشكل خاص إلى نشاط البروتينات المعدنية المصفوفة التي تُشارك في هضم الكولاجين والمصفوفة خارج الخلية، ما يُساعد الأورام على غزو الجسم.

 

وللكشف عن وجود هذه البروتييزات في الدم، طوّر الباحثون أجهزة استشعار نانوية تحتوي على جسيمات نانوية مغناطيسية مرتبطة بببتيد صغير (جزيء يتكوّن من سلسلة قصيرة من الأحماض الأمينية التي ترتبط ببعضها البعض) يجذب البروتينات المعدنية المصفوفية وجزيء الفلورسنت ، ثمّ قام الباحثون بوضع الملايين من أجهزة الاستشعار النانوية في عينة صغيرة من الدم. وإذا كانت البروتينات المعدنية المصفوفية موجودة ونشطة، فسوف تقوم بتقطيع الببتيد في أجهزة الاستشعار النانوية، ما يؤدي إلى إطلاق جزيء الفلورسنت.

وبعد ذلك، استخدم الباحثون مغناطيسًا لسحب جميع أجهزة الاستشعار النانوية غير المقطّعة، وقياس عدد جزيئات الفلورسنت المقطّعة المتبقية، وكلما كانت البروتييزات أكثر نشاطًا في الدم، كانت العينة أكثر سطوعًا ، اختبر الباحثون جهاز الاستشعار النانوي على عيّنات دم مجمّدة من 356 شخصًا، بعضهم مصاب بسرطان البنكرياس، والبعض الآخر مصاب بأشكال غير سرطانية من أمراض البنكرياس، بالإضافة إلى مجموعة من الأشخاص الأصحاء.

وحدّد جهاز الاستشعار النانوي الأفراد الأصحاء بشكل صحيح بنسبة 98% من الوقت، بينما حدّد الأشخاص المُصابين بسرطان البنكرياس بدقّة تصل إلى 73%. وكان يميز بشكل دائم بين الأفراد المُصابين بالسرطان والمُصابين بأمراض البنكرياس الأخرى ، وبالنظر إلى أنّ البروتياز مهم للعديد من وظائف الجسم، لم يتوقّع الباحثون أن يُحدّد جهاز الاستشعار إشارة واضحة للورم في الدم.

وقالت سيمون شيرلي-فينك المهندسة الطبية الحيوية في المعهد الفيدرالي السويسري للتكنولوجيا (ETH) في زيورخ، “إنّ هذا حلّ عملي للغاية، وقابل للتطبيق حقًا” يبني على العديد من التقدمات في هذا المجال ، ورغم أنّ 73% نسبة غير عالية قبل أن يتمكّن الأطباء من استخدام أجهزة الاستشعار، لكنّ بشكل عام، تقول شيرلي-فينك إنّها “نتيجة واعدة للغاية، ومثيرة للإعجاب”.

المصدر : التلفزيون العربي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى