متفرقات

الجنوب مجدّداً على «فوهة بركان» والضوء الأخضر الأميركي يشجّع الاحتلال على عدم الانسحاب

مضت فترة الستين يوما المعلنة بموجب اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وكيان الاحتلال، ومعها لم يتوقف جيش العدو من ممارسة عدوانه على الحجر والبشر وحتى الطبيعة. حيث لم تتوقف آلياته عن التجريف والتدمير الممنهج للمنازل والثروات الزراعية في القرى التي دخلها ابان فترة وقف النار مستغلّا الظروف الدولية، والتطورات الإقليمية لتنفيذ ما عجز عن القيام به أثناء المواجهات مع المقاومة اللبنانية، وخاصة البرية منها. وما هي إلّا ساعات حتى اندفع أهالي القرى الأمامية بنفير شعبي نحو بلداتهم للدخول إليها.
المتابعون للشأن الجنوبي لا زالوا يترقّبون ما سيؤول إليه لقاء الرئيس الأميركي «دونالد ترامب» برئيس الحكومة الإسرائيلية «بنيامين نتنياهو» حول مصير الوجود الإسرائيلي و تأجيل الانسحاب حتى الثامن عشر من شباط/ فبراير الجاري.
نعم انتهت مدة الستين يوما، ودخلنا بأسابيع إضافية من الاحتلال، وسط استمرار التدفق الشعبي الى العديد من القرى الجنوبية في القطاعين الشرقي والأوسط، متحدّين كل المصاعب التي أعاقت تلك العودة ومعرّضين حياتهم للخطر رغم سقوط أكثر من خمسة وعشرين شخصا بنيران جيش الاحتلال الإسرائيلي، إلّا أن تلك الخطوة التي قام بها الأهالي، شكّلت صدمة للاحتلال الذي بدأ بالانسحاب التدريجي مخلّفا عشرات الحرائق وتدمير ما لم يستطع تدميره أثناء الحرب.
تطرح المصادر العسكرية مجموعة أسئلة حول تمديد مدة الهدنة بين لبنان وإسرائيل حتى الثامن عشر من شباط/ فبراير وعن التوقيت، وعما إذا كان الاحتلال سيقوم فعلا بالإنسحاب؟
وتضيف المصادر: «ان الخطوات المقبلة يبدو انها مرتبطة بتوقيت وأجندة إسرائيل أكثر منها التزاما بالاتفاق هذا ما يؤكده أكثر من خبير عسكري بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو» سيعقد اجتماعاً مع الرئيس الأميركي «دونالد ترامب» وبالتالي سيتم في الفترة المقاربة لـ18 شباط، وهذا الانسحاب مرتبط ليس فقط بالوضع اللبناني بل بالوضع الإقليمي أي الإسرائيلي، السوري، اللبناني، التركي، والإيراني».
تضيف المصادر العسكرية «بأن التموضع العسكري الإسرائيلي بداخل سوريا يرخي بظلاله على لبنان لناحية الخريطة الإسرائيلية الجديدة بعد سقوط نظام الأسد وهذا ما يحكم لبنان إذ أن الجيش الإسرائيلي يبتعد عن العاصمة دمشق بضعة كليومترات ويريد أن يحمي قواعده حسب زعمه، ومن هذا المنطلق يريد أن يبقي على مناطق بالقطاع الشرقي معه في حال حصل أي تطور داخل سوريا ليتسنّى له التدخّل لحماية قواته هناك، وبالتالي يريد حماية جاهزيته العسكرية». أبعد من حماية الجهوزية العسكرية في سوريا هناك إضافة الى ذلك يربط المتابعون مشهدية الوضع جنوب لبنان بنوايا إسرائيل ضرب إيران إلّا ان الاحتلال لم يتخذ قرار بذلك إلّا انه حتى الساعة لا قرار نهائي بشأن ذلك ، من هنا يأتي القرار بتمديد البقاء في أكثر من نقطة لبنانية، كذلك تلفت المصادر إلى أن الإسرائيلي يبقي على أمر العمليات العسكرية في لبنان موجوداً.
في الختام يبدو من الواضح أنه وبناء على الاجتماع الذي سيعقد بين «نتنياهو وترامب» من شأنه أن يوضح صورة المشهد ويبقى الواقع مرهونا بالمتغيّرات الميدانية التي تلوح إشاراتها في أفق الصورة والمرتبط تحديد بصبر لبنان وخاصة «حزب الله» الذي أعلن أمينه العام الشيخ نعيم قاسم ان للمقاومة حق الرد على أي مظهر من مظاهر الاحتلال في التوقيت الذي تراه مناسبا. فهل سيتحوّل الثامن عشر من شباط الجاري الى مسلك من اثنين عودة الحرب.. أم إقفال ملف الحرب في هدنة طويلة الأمد؟
المصدر: اللواء

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى