دوليات

“حماس” فاجأت إسرائيل في الدفاع.. وليس في الهجوم فقط

الحوار نيوز – حرب غزة

تحت هذا العنوان نشر موقع “عرب 48 ” تحليلا إخباريا جاء فيه:

من الصعب “تطهير” مناطق قطاع غزة من المقاومين. فبعد 57 يوما ما زالت الشجاعية تقاتل، ناهيك عن وجود جيوب مقاومة في الأحياء الأخرى؛ دخول الجيش الإسرائيلي لخان يونس بدون خطة لـ”اليوم التالي”، يصلح لعملية انتقام وليس لخطوة يفترض أن تخدم إستراتيجية.

 

حقيقة أن المقاومة الفلسطينية في غزة فاجأت إسرائيل والعالم بصمودها منقطع النظير على مدى 58 يوما من الحرب المدمرة على غزة، هي حقيقة نالت إعجاب العالم وشدت انتباه الكثير من المحللين والمراقبين الإسرائيليين وغير الإسرائيليين.

وفي هذا السياق كتب الصحافي في “يديعوت أحرونوت”، نداف إيال، أن حركة المقاومة الإسلامية (“حماس”) لم تفاجئ إسرائيل في الهجوم (عملية السابع من تشرين الأول/ أكتوبر) بل في الدفاع أيضا (قدرة صمودها في الحرب) مشيرا إلى أنه بعد أكثر من 55 يوما من الحرب فإن نهايتها ما زالت تبدو بعيدة وغير واضحة النتائج.

 

وأشار إلى أن “حماس” فاجأت إسرائيل في تكتيكات الدفاع التي اختارتها، وأنه بالرغم من كثرة الحديث عن التفخيخ والعبوات الناسفة والكمائن الذي استبق العملية البرية والتي حيدها الجيش الإسرائيلي بواسطة القصف الجوي الكثيف، فإن المفاجأة كانت أن قيادة “حماس” “لم تنجح أو أنها لم ترغب” بخوض معارك واسعة وعنيفة مع وحدات الجيش الإسرائيلي، واختارت أسلوب الاختفاء والابتعاد عن الصدام.

ويقول الصحافي الإسرائيلي إن السنوار “يراهن على الوقت وهو يعتقد أنه يستطيع أن يبقى وقواته تحت الأرض أكثر مما يستطيع الجيش الإسرائيلي البقاء فوقها”، وفي وقت تبحث قوات الجيش الإسرائيلي ذات القدرة العددية والنارية الهائلة عن المواجهة المباشرة، فإن غالبية مقاتلي “حماس” يفضلون البقاء في خنادقهم الكائنة في مدينة الأنفاق الأوسع والأعمق مما كانت قد توقعته الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، بينما تتكون المجموعات المقاتلة من خلايا صغيرة، عادة ما تكون مسلحة بقذائف “آر.بي.جي”، التي تخرج من فوهات الأنفاق أو المباني السكنية، وتضرب عن قرب في نقاط ضعف التحصينات الإسرائيلية.

هذا التكتيك هو ما يفسر، ربما، حضور كتائب القسام في مناطق شمال القطاع رغم دخولها من قبل الجيش الإسرائيلي وادعائه بالسيطرة عليها، وهو ما يدفع بالمعلق السياسي ناحوم برنياع لأن يكتب أنه من الصعب “تطهير” مناطق قطاع غزة من المقاومين. فبعد 57 يوما ما زالت الشجاعية تقاتل، ناهيك عن وجود جيوب مقاومة في الأحياء الأخرى، منوها إلى ازدياد دقات ساعة الوقت، ليس فقط بسبب الضغط الأميركي، بل بسبب وضع السكان المدنيين أيضا، مشيرا إلى أنه من المشكوك فيه أن إسرائيل تمتلك أكثر من أسبوعين، وهي فترة لا تبدو كافية لتحقيق الأهداف الطموحة التي أعلنت عنها القيادة السياسية في بداية الحرب.

برنياع الذي يحذر بأن دخول الجيش الإسرائيلي لخان يونس بدون خطة لليوم التالي، يصلح لعملية انتقام وليس لخطوة يفترض أن تخدم إستراتيجية، وبأنه يدخل إلى منطقة مزدحمة بالمهجرين من الشمال الذين يفتقرون إلى مأوى ويشكلون إضافة ديمغرافية إلى سكان خانيونس، وينوه إلى دعوة الجيش الإسرائيلي للسكان إلى النزوح نحو رفح، وذلك في وقت تشير معطيات الأمم المتحدة إلى تعاظم إمكانية انتشار الأوبئة وحدوث أزمة إنسانية.

ويخلص برنياع إلى الدعوة لخفض سقف التوقعات لأنه لن يكون هناك انتصار في غزة، ومن المفيد الانتقال بالسرعة الممكنة إلى ما يسميها بعملية “الإشفاء والترميم وإعادة المخطوفين”، على حد تعبيره.

وتلتقي هذه الاستنتاجات والتحليلات مع التغيير في الخطاب الأميركي الذي عبر عنه وزير الدفاع لويد أوستن، بقوله إن بلاده لن تسمح بانتصار “حماس”، وهو ما اعتبر تحولا بـ180 درجة عن خطاب القضاء على “حماس” السابق. ويضاف أيضا إلى تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، المشككة بإمكانية القضاء على “حماس”، معتبرا أن تحقيق هذا الهدف سيعني استمرار الحرب لمدة عشر سنوات. ماكرون قال إن الرد على هجمات “حماس” لا يكون بالقضاء على منطقة بأكملها أو قصف البنى التحتية المدنية بأكملها.

وحول صعوبات وتعقيدات العملية العسكرية الإسرائيلية وربما وصولها إلى طريق مسدود، يكتب المحلل العسكري لصحيفة “هآرتس”، تسفي هرئيل، مشيرا إلى صعوبة إخلاء المنطقة الجنوبية من السكان، وعدم قابلية تطبيق خارطة المناطق التي عممها الجيش الإسرائيلي، ويقول إن الحكومة والجيش الإسرائيلي أصبحا يناوران في حقل ألغام فعلي، ومن غير المعروف متى ينفذ الصبر الأميركي، وهو ما يمكن أن يحدث نتيجة “كارثة إنسانية أو نتيجة ارتفاع كبير في أعداد القتلى المدنيين بنيران الجيش الإسرائيلي”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى