دار إفتاء جبل لبنان أطلقت مشروع “بلاغ” بمحاضرة قيمة لمفتي راشيا في مسجد عرمون

أطلقت دائرة أوقاف جبل لبنان، مشروع “بلاغ”، والذي يتضمن محاضرات دوريّة علميّة دعويّة تربويّة في مساجد جبل لبنان، اذ كان اللقاء الأول في مسجد العلا – عرمون، حيث تم إستضافة مفتي راشيا الشيخ الدكتور وفيق حجازي، الذي ألقى محاضرة بعنوان :” الإسراء والمعراج بين النصر الإلهي وأزمات الواقع”، بحضور قاضي الشرع الشيخ محمد هاني الجوزو ممثلا مفتي جبل لبنان الشيخ الدكتور محمد علي الجوزو، رئيس دائرة أوقاف جبل لبنان المحامي محمد الخطيب وعدد من العلماء وأبناء المنطقة .
وكانت إستهلت المحاضرة بآيات من القرآن الكريم، وكلمة ترحيبية لإمام المسجد الشيخ ميلاد الخطيب، الذي شدد على “أهمية العلم، الذي ينير العقول في ظلمات الجهالة،”مؤكدا “ان للعلم في دين الله تعالى أهمية عظيمة في حياة الإنسان، خصوصا الشباب منهم..”
الجوزو
من جهته رحّب الشيخ الجوزو بالمفتي حجازي وبالعلماء، ثم عرّف بمشروع “بلاغ”، فأشار الى “انه مشروع أطلقته دائرة الأوقاف الإسلامية في جبل لبنان، تحت مظلة دار الإفتاء لإيصال رسالة الأنبياء، ورسالة العلم الى الناس في المناطق والمساجد كافة، منطلقين في ذلك من مما ابتدأ به الوحي، حيث أول ما نزل من الوحي “إقرأ “، وهي توجيه لرسولنا الكريم أن يقرأ في كتاب الله، وأن ينهل منه..”
وأضاف ” أن تقرأ بسم الله، هذا هو المطلب الأول لكل مؤمن في هذا الوجود، أن يحسن القراءة باسم الله تعالى .”
وأكد “أن هذه القراءة توصل العبد الى أن يكون عبداً ربانيا خاضعا لله سبحانه وتعالى”، لافتا الى “ان العلم، هو ما تركه لنا الأنبياء والرسل، وهي الميراث، الذي لا يأتي إلا بقوّة السعي” .
وشدد على “ان هذه الأمة لن تسود إلا بالعلم وتمسكها بشرع الله”، مؤكدا على “أن العلم هو الذي يصون الأمة ويمكن أتباعها من الرد على الشبهات والإتهامات التي يوجهها أصحاب مشاريع العلمنة والإلحاد”، مؤكدا على “أهمية مجالس وحلقات العلم”، وأشار الى “ان مشروع “بلاغ”، هو بناء وترسيخ القدوة وربط الناس بالمساجد والعلم والعلماء..”
وختم بالقول: “ان الأمة اليوم تحتفل بإنجازات سقوط طاغية، وبوقف حرب مدمرة على إخواننا في غزة، الذين صمدوا وتحملوا كل أنواع الحرب والإجرام، وهم يثبتون على توحيد الله والولاء له وللرسول ..”، مؤكدا “على أهمية هذا الصمود التاريخي الذي أدهش العالم ..”
حجازي
ثم تحدث المفتي حجازي فشكر دار إفتاء جبل لبنان والمفتي الجوزو والعلماء على هذا اللقاء، لافتا الى “أن جبل لبنان كان موئلا لأهل العلم .”
وقال:” ونحن نعيش اليوم في فيحاء شهر رجب، الذي كانت فيه أحداثاً عظيمة في التاريخ الإسلامي ( غزوة تبوك..) وهي تعتبر من آخر الغزوات التي قادها النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، وكانت في هذا الشهر أيضاً حادثة الإسراء والمعراج، وفتح دمشق وانتصار المسلمين ودخولهم بيت المقدس بقيادة صلاح الدين الأيوبي .. ”
واضاف “عنوان اللقاء اليوم يدور في فلك الاسراء والمعراج، هذا الإنتصار الإلهي وتنزيله على واقع الأمة المعايش، لأن من لا تاريخ له، لا حاضر ولا مستقبل له… إن الإسراء والمعراج هو إنتصار لا إنكسار فيه، انتصار لأمة النبي (عليه الصلاة والسلام)، فعلينا قراءة الإسراء والمعراج بتمعن، كي نستلهم منها العبر ونأخذ من دروسها ما يكون لنا معيناً لنا في علاقاتنا مع بعضنا البعض ومع الآخرين .”
وأكد “ان الإسراء والمعراج كان نصرا مفدى للنبي (عليه الصلاة والسلام)، بعد عام عاشه من الحزن، وبعد هجرة وما لحق به من ظلم وأذى على أيدي المشركين.”، لافتا الى “ان الدنيا لا تخلو من التحديات، والصراع بين الحق والباطل سنة الله تعالى في خلقه”، مشددا على “أن النصر حتمي لهذه الأمة، وللمؤمنين ولأهل الحق لا محالة .”
وتناول المفتي حجازي معجزة الإسراء والمعراج من مختلف جوانبها ومعانيها الإيمانية، والتي من خلالها صعد النبي (عليه الصلاة والسلام) الى ما فوق السماوات”، وأكد “ان الإسراء والمعراج ليس قضية حدثا تاريخيا، وانما هي قضية عقائدية، حيث تحول عالم الغيب الى عالم الشهادة ..”
وشدد المفتي حجازي على “أنه انتصار إلهي للنبي (عليه الصلاة والسلام)، من انه اذا ضيّق عليك من أهل الظلم والكفر والإشراك، فإن الله لن يتخلى عنك، لأنك على حق، ومن كان على حق، فإن الحق ناصر لا محال، وان اختراق السموات السبع هو رسالة للعالمين أجمع ..”
كما أكد “ان قضية الإسراء والمعراج بالنسبة للمؤمن تحمل معاني بلسمة الجراح، وكانت منطلقا من ان كلمة الحق لا بد من ان تقال، فالله تعالى أكرم النبي بهذه المعجزة، وفرض على هذه الأمة الصلاة، التي فيها المعراج اليومي لهذه الأمة ومستمرة حتى قيام الساعة…”
وقال المفتي حجازي:”نحن مكرمون في الإسراء والمعراج، لكننا مسؤولون أن نبلّغ دعوة رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، نحن بحاجة الى أن نتعلم من الإنتصار الإلهي، أن مكاننا ليس محدودا في بوتقة نعيش فيها في بيتنا، فالنبي اخترق مكة الى بيت المقدس والى بلاد الشام وصعد الى السموات العلا، في هذا المد الإستثنائي، فتحت له الآمال والقلوب واتسعت له الآفاق وأطلع الله تعالى نبيه على حركة سير هذه الأمة، التي نسير اليوم على سير رسول الله ..” داعيا الى “التعلم من أدب الإكرام الإلهي للأمة بالإسراء والمعراج، ونفض غبار الإنهزامية من نفوسنا والاستضعاف من قلوبنا أمام تكالب الأعداء على أمة النبي عليه الصلاة والسلام .”
واكد “اننا بحاجة الى ان نأخذ من معالم هذا الانتصار الإلهي ما يضئ لعقولنا المساحات الواسعة من التبصّر للواقع والفهم للمحيط ..”، وشدد على “ان أمة النبي تمرض، لكنها لا تموت، أمة النبي تجرح، لكنها لا تذبح، لأن قائدها الأعظم محمد رسول الله.”
وختم بالتشديد على “ان هذه الأمة، هي امة النصر والعزة والكرامة، وامة الجهاد في سبيل الله..”