تحولا واضحا في آلية التفكير السياسي لأحمد الشرع

منير بركات
لقد تميز الأخوان المسلمين في سوريا عن أقرانهم في فروع الإخوان الأخرى ،حضور التوفيقية النظرية والبراغماتية السياسية بشكل اكبر ،فقد كانوا الأكثر اعجاباً اثناء فترة الستينات ،مثلا من بين الإسلاميين ،بالطرح الاشتراكي ،فقد كتب مصطفى السباعي عن الاشتراكية في الإسلام ،كما انضم الإخوان في سوريا فترة للجبهة الاشتراكية الإسلامية ،وهو ما تحفظ عليه أقرانهم من الاخوان في مصر وغيرها من بلدان العالم الآسلامي .
بعد الصدامات الدموية مع النظام منذ الستينات وصولا إلى انفجار الحرب الاهلية عام ٢٠١١ وبعد ان استقر بهم الحال خار ج سوريا ليصبحوا حركة مهاجرة ،ولاحقًا داخل مناطق محررة في البلاد التي تحولت إلى تنظيم صفوفهم وتشكيل خلفية صلبة في اللحظة السياسية المناسبة للأنقضاض على نظام الإسد كما حصل مؤخرا .
لقد أعاد الاخوان المسلمون بقيادة الشرع النظر في كل ما مر بهم خلال العقود المديدة ،في حركة نقدية داخلية في النواحي التي اصاب فيها الإخوان واخطأوا.وكانت هذه المراجعة كافية كي تضعهم في مستهل القرن الحادي والعشرين كقوة يحسب لها حسابها في اي اعادة لترتيب القوى في سوريا ،عند اي تغيير في الحكم وهذا ما حصل ،مما يوحي بأن الاخوان المسلمين في سوريا قد استفادوا من فترة الصدام مع النظام ،في التأكيد على ما يلي :
١- المراجعة العملية البراغماتية على مستوى الممارسة السياسية والتحالفات سواء على مستوى الداخل السوري ام على مستوى العلاقة مع الخارج ،بل الموقف من الاصلاح التي رحبت به حتى ولو بالاستقواء في الخارج لكي تزيل استبداد نظام الاسد .
٢- المرونة والانفتاح المرجعي على مستوى الفكر النظري ،فاندفعوا لمراجعة مواقفهم وحساباتهم ،واتبعوا في ذلك خطابهم وهذا الذي تجلى في المواقف المتتالية لقائد الثورة احمد الشرع ،وتوفير كل الفرص للمشاركة السياسية داخل سوريا .
اننا نلحظ تحولا واضحا في آليات التفكير السياسي بالنسبة للحركة الاسلامية السورية الأبرز التي استلمت السلطة.واعتقد بأنها ستنتقل إلى سلطة مدنية ،ذي خلفية او مرجعية “إسلامية”.كما هي حال الاحزاب المسيحية الديموقراطية في أوروبا ،خصوصا في ما يتعلق بقبولها مبدأ الديموقراطية والتداول السلمي على السلطة.
رئيس الحركة اليسارية اللبنانية
٧/كانون الثاني ٢٠٢٥