مشاركة حزب الله في الحرب: “بنك أهداف” ضدّ العدو الإسرائيلي… وسلاح جديد يغيّر مسار المعارك !
كتب كمال ذبيان
الخطاب الفصل، في اطلالة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله اليوم، في تكريم شهداء “على طريق القدس”، وهو الشعار الذي رُفع في مساندة المقاومة في لبنان للمقاومة في غزة تحديدا، وفلسطين عموما، التي تتصدى للحرب العدوانية التي تشنها “اسرائيل” منذ حوالى شهر على غزة، لسحق حركة حماس حيث نفذت كتائب القسام جناحها العسكري عملية “طوفان الاقصى”.
صمت السيد نصرالله طرح اسئلة عند الاعداء كما لدى الحلفاء، وكلامه ايضا فتح باب الاسئلة حول ما سيتضمنه خطابه بعد ظهر هذا اليوم، في التكريم لنحو 52 شهيدا ارتقوا في اثناء عمليات عسكرية ضد العدو الاسرائيلي عند الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة، فانخرط حزب الله منذ اليوم الاول للحرب على غزة فيها باسلوبه وتقديراته وتطور المعركة، وهو الجواب الاول لسؤال عن مشاركته في الحرب بانه في قلبها، وعبّرت عنها بيانات العلاقات الاعلامية في حزب الله، كما الاعلام الحربي والعسكري، حيث لم يعد ينفع السؤال حول ما سيعلنه السيد نصرالله في كلمته اليوم، حول المشاركة في الحرب التي ستحدد مسار ومصير لبنان والمنطقة.
فالمشاركة في الحرب من قبل حزب الله موجودة، ووحدة الساحات قائمة ليس فقط في لبنان، بل في العراق واليمن واحيانا من سوريا، اذ ان تطور العمل العسكري هو الذي يفرض توسع الحرب، او بقاءها في حدود جغرافية محددة، وهذا ما تمارسه المقاومة في لبنان، التي هي “جبهة مساندة” للمقاومين في غزة، وفق مصدرعسكري له صلة بمحور المقاومة، الذي يستعد لكل الاحتمالات، وهو اربك العدو الاسرائيلي من خلال تشتيت قواته، فحشد على “الجبهة الشمالية” مع لبنان نحو 3 فرق عسكرية تقدر بنحو 150 الف عسكري بين ضابط وجندي، وان مواقعه العسكرية تتلقى ضربات يومية من حزب الله الذي يوفر اسلحته النوعية الى المنازلة الكبرى، اذا قرر قادة العدو الاسرائيلي فتح “جبهة الشمال” مع لبنان، فان المعركة ستغير موازين القوى.
وقد اعدّ حزب الله “بنك اهداف” له ضد العدو الاسرائيلي، وسيفاجئه بنوع السلاح المستخدم في تغيير سير الحرب، التي ستأتي حصيلتها لمصلحة فلسطين ولبنان.
فحزب الله ترك العدو الاسرائيلي يقف على “رجل ونصف” منذ بدء معارك غزة في 7 تشرين الاول الماضي، وهذا ما كان يعلنه دائما السيد نصرالله، الذي سيؤكد في كلمته على جهوزية المقاومة لاي تطور في الميدان، وفق ما يكشف قيادي في المقاومة، التي ومنذ نهاية حرب تموز 2006، وهي تتوقع ان تحصل الحرب من جديد مع العدو الاسرائيلي، سواء في لبنان او غزة او سوريا، لذلك ستحصل مفاجآت في حال توسعت الحرب، التي لم تعد نزهة يقوم بها جيش العدو الاسرائيلي، الذي حاول التوغل في شمال غزة، فجوبه بمقاومة شرسة، خرجت من الانفاق والحفر وما وراء الرمال والاشجار، فكانت الحصيلة مقتل 17 عسكريا “اسرائيليا”، وتدمير آليات عسكرية ومنها دبابة “ميركافا” ثمنها 170 مليون دولار.
فالمقاومة في غزة، تقاتل في الميدان وهي تخوض معركة فلسطين، وان حلفاءها يريدون لهذه المعركة ان تكون فلسطينية – “اسرائيلية”، وان حماس هي التي نفذت العملية واختارت توقيتها في رسالة واضحة الى كل العالم، بان القضية الفلسطينية لا تموت، ولها حلفاء يتدخلون في الوقت المناسب، يقول مصدر في حماس، الذي يشدد على ان ساحات المقاومة لم تقصّر، وفتحت المعارك فيها تأكيدا على وحدتها، وان بعض الاصوات التي تسأل عن موقع حزب الله في هذه الحرب، فالجواب يأتي من الميدان واشغال المقاومة في الجنوب اللبناني للعدو على مسافة نحو 120 كلم من الناقورة الى تلال كفرشوبا، ومزارع شبعا ومنحدرات جبل الشيخ، وما يصدر من مواقف واحيانا من داخل حماس او خارجها حول مشاركة حزب الله، لا يعبّر عن رأي حماس، التي تثمّن مشاركة المقاومة في لبنان معها في معركتها ضد العدو الاسرائيلي.
من هنا، فان السيد نصرالله سيعلن ثوابت حزب الله من المسألة الفلسطينية، وان الصلاة في القوس ومسجد الاقصى فيها لا نقاش حولها، كما لا فصل بين الساحات والجبهات التي هي واحدة في الحرب الوجودية ضد الكيان الصهيوني، الذي هو “غدة سرطانية” في جسد الامة يجب اقتلاعها وهو يعيش زمن زواله، وهو ما كان يؤكده الامين العام لحزب الله في كل خطاباته منذ نحو 30 عاماً، وهي من ادبيات الحزب ونهجه، ويدخل العداء “لاسرائيل” توأم العداء لاميركا التي هي “شر مطلق”، وفق توصيف الامام الخميني لها، حيث المعركة لا تتوقف الا بتحرير فلسطين كل فلسطين، ولو وافق البعض على حل الدولتين، لان الخطر الصهيوني لا يقتصر على فلسطين، بل على لبنان ايضا والمشرق العربي عموماً، حيث لا حياد في حرب الوجود مع العدو الصهيوني.