الحلبي خلال رعايته حفل الجمعية اللبنانية للدراسات والتدريب في بعلبك لإطلاق دعم 98 مدرسة رسمية: مبادرات احتضان المدارس الرسمية تشكل مساحات من الضوء
نوه وزير التربية في حكومة تصريف الأعمال الدكتور عباس الحلبي ب“الإنجاز الذي تم في مجلس الوزراء بإقرار مرسوم لإعطاء أفراد الهيئة التعليمية الذين حرموا قسرا من التعليم في المدارس الرسمية في المناطق الحدودية وفي المهنيات، أن يستفيدوا من البدلات الإنتاجية المقررة والتي استفاد منها لغاية الآن تقريبا 90 % من أفراد الهيئة التعليمية والإدارية في المهنيات والمدارس والثانويات الرسمية، وهذا الأمر يريح العام الدراسي، ويحفز السنة الدراسية بأن تستمر بإنطلاقتها الهادئة هذه السنة الذي أتطلع أنا والمعلمين بنجاح هذا العام الدراسي، وعلى هذا الأساس هذا الأمر هو إيجابي، وبطبيعة الحال الموضوع كان مطروحا على أساس بدلات إنتاجية أو مساعدة اجتماعية. وبالنسبة لنا عدم حرمان أي من أفراد الهيئة التعليمية أو الإدارية بالمدارس الحدودية التي اقفلت قسرا، وجرى إقفالها بقرار من وزارة التربية نتيجة العدوان الإسرائيلي الغاشم الذي حدث في تلك المناطق، ونأمل أن لا تطول هذه المرحلة الإستثنائية التي نمر بها لكي يعود التلاميذ إلى مدارسهم وكذلك المعلمين“.
جاء ذلك خلال رعايته حفل إطلاق “الجمعية اللبنانية للدراسات والتدريب” في بعلبك مشروع “دعم المتوسطات والثانويات الرسمية في محافظة بعلبك الهرمل“، عبر تقديم مساعدات عينية ل98 مدرسة رسمية، بحضور سفير كوريا الجنوبية في لبنان إيل بارك، النائبين ينال صلح وملحم الحجيري، محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر، مدير عام وزارة التربية والتعليم العالي الدكتور عماد الأشقر، مدير التعليم الثانوي الدكتور خالد الفايد، راعي أبرشية زحلة والفرزل والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران إبراهيم ابراهيم، مفتي محافظة بعلبك الهرمل الشيخ بكر الرفاعي ممثلا بالشيخ قاسم بيان، المدبر البطريركي لأبرشية بعلبك الهرمل لطائفة الروم الملكيين الكاثوليك المطران ادوار ضاهر ممثلا بالأب مروان معلوف، رئيس الأركان في اللواء السادس في الجيش اللبناني العميد ناجي جديداتي، المدير الإقليمي لجهاز أمن الدولة في بعلبك المقدم حسين الديراني، آمر فصيلة بعلبك النقيب حسين الحلاني، رؤساء اتحادات بلدية، ممثلي منظمة اليونيسيف، رؤساء بلديات، مديري ثانويات ومدارس، فاعليات تربوية وسياسية وبلدية واختيارية واجتماعية.
الوزير الحلبي
وأعرب الوزير الحلبي عن سروره “برؤية هذه النخبة والمجموعة الكريمة من أهالي بعلبك الهرمل وهي المنطقة العزيزة على قلبي نأتيها دايما بفرح وكانت دائمة مدينة الشمس التي ترحب بكل زائريها، وهذه مهرجانات بعلبك والأمل الكبير بان تستمر كي يأتي اللبنانيون والعرب والاجانب، وأن تبقى عراقة هذه المدينة، ولكن عراقتها الأصلية بأهلها. فشكرا للجمعية وشكرا للسفارة على هذه المبادرة، التي هي الخطوة الأولى في مسار طويل لمساعدة ودعم كل المدارس في لبنان كله، وليس فقط في بعلبك الهرمل“.
واعتبر أن “المبادرات الكريمة التي يقوم بها أبناء المجتمع ومؤسساته الخاصة وبلدياته والقوى الحية في المجتمع تجاه احتضان المدارس الرسمية، تشكل مساحات من الضوء، يكرّسها القانون الذي ينص على أن المدرسة مسؤولية المجتمع بكل مؤسساته وقواه الحية. وها نحن نجتمع اليوم مع سعادة سفير دولة كوريا الجنوبية السيد إيل بارك، وبدعوة كريمة من رئيس الجمعية اللبنانية للدراسات والتدريب الدكتور رامي اللقيس، للإطلاع على نشاط هذه الجمعية ومبادراتها لخدمة التربية والمجتمع المحلي واستنهاض مؤسساته“.
وتابع: إنها مبادرة مشكورة جدا، وإننا نتقدم من سعادة سفير كوريا الجنوبية في لبنان ومن حكومته الكريمة، بالشكر والتقدير، على الهبات العينية الي تقدمها إلى مدارس وثانويات بعلبك الهرمل الرسمية، وتشمل الطاقة الشمسية لعدد من المدارس، والقرطاسية ولوازم تشغيل المدرسة من قرطاسية وأقلام ومستلزمات التعليم، وهذه الأمور تسهل على مدارس هذه المنطقة العزيزة وثانوياتها الكثير من المصاريف، وتجعل موازناتها كافية بعدما توافرت لها كل هذه الحاجات. وإن الجهود التي يبذلها رئيس الجمعية اللبنانية للدراسات والتدريب، وبدعم من سفارة كوريا الجنوبية، لجهة تعزيز الإنتاج المحلي تشكل ظاهرة تستحق التقدير والاعتزاز، ونتمنى أن تشكل هذه المبادرة عدوى تنتشر في كل المناطق، حيث يبادر أبناء المجتمع المقتدرون إلى احتضان المدارس الرسمية، كما يتم في أكثر دول العالم حضارة ورقيا.
وختم الحلبي: “إننا نفخر بهذه القرية الزراعية، وبمأسسة الجهود الزراعية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، لكي تصبح أكثر قدرة ونفعا للمجتمع، بوركت جهودكم، وبورك التعاون القائم بين الجمعية والسفارة الكورية الجنوبية في لبنان. إن مجتمعا لا يتوقف أبناؤه عن التنمية والعطاء، هو مجتمع جدير بالحياة، عشتم وعاشت التربية سبيلا لتحقيق التنمية المستدامة، وعاش لبنان“.
اللقيس
في كلمته رحّب مؤسس الجمعية الدكتور رامي اللقيس بالحضور، شاكرا حضور وزير التربية وسفير جمهورية كوريا وتوجّه للسفير الكوري مثنيا على دعمه القطاع التعليمي، فقال: “سعادة السفير ليست المرة الاولى لكم في بعلبك، نشكر لكم دعمكم 98 مدرسة متوسطة وثانوية في بعلبك الهرمل، ولمساعدة المواطنين على الصمود في ظل الظروف الصعبة التي يعانيها لبنان حاليا، كما ونشكر الوزير الدكتور عباس الحلبي والنواب الذين ألغوا مشاريعهم ليحضروا معنا اليوم، لأن موضوع التربية قضية مهمة، مشروعنا اليوم يخدم 98 مدرسة رسمية في بعلبك الهرمل كمرحلة أولى ولكن هذا المشروع ينطلق من رؤية واضحة هدفها الإنسان والمجتمع“.
وأضاف: “جمعيتنا ليست شركة توزيع أو مستدوع لتوزيع المساعدات، نحن مؤسسة مدنية تؤمن بالحوكمة والسلم المدني وبناء اقتصاد قوي، وكل ذلك ينطلق من رؤيتنا القائمة على الشراكة بين الدولة اللبنانية والمؤسسات المانحة، نحن مؤسسة تدعم الحوكمة ولا نستغل الدعم المادي كي يكون لنا دور بديل عن المؤسسات الرسمية، صحيح أننا نتعاون مع مجموعة من المؤسسات الدولية ولكن شرطنا الأساسي أن نكون ضمن الشرعية والقانون والمؤسسات الرسمية، لذا حضور الوزير اليوم هو رمز لاحترام الحوكمة واحترام الإدارة الرسمية التي نعرف أنها تعرضت للأذى أيضا، وجميعنا يجب أن نعمل للوقوف الى جانبها“.
وأكد اللقيس: “صحيح أن المجتمع المدني ليس بديلا عن الدولة ولكنه ليس صفرا أيضا، بل يمثل حياة ومشاركة الناس، وهذا المجتمع المدني ليس عبارة عن المشاريع التي تصنعها المؤسسات الدولية بل هو المخزون والبناء الأساسي للمجتمع، هو التكامل بين الدولة والناس، ويكمل ما لا تستيطع أن تكمله الدولة، لأن النظام العالمي أصبح معقد جدا“.
وأشار إلى أن “استراتيجية الجمعية في القطاع التربوي تقوم على دعم 4 مكونات أساسية هي المدرسة والطالب والأستاذ والأهل، وذلك لبناء الإنسان والمجتمع. أولا على مستوى المدرسة ندعمها بعد التنسيق مع الدولة، فلا بد أن تكون المدرسة مكانا لائقا لإيصال المعرفة، ولكن أيضا لا نقبل أن يكون الوضع اللوجستي مرتبط بالتربية، لأن بناء الإنسان والمواطن غير مرتبط بالمستوى المادي، فقديما كان التعليم يتم تحت الشجرة، ومع ذلك صنع العلماء والفلاسفة، ثانيا على مستوى المدرس الاستاذ، لأنه صانع المعرفة والقيم ، نحتاج إلى استاذ عميق بأفكاره، ومؤمن برسالته، فالتعليم ليس وظيفة بقدر ما هو رسالة، لا يمكن ان تتغير أهداف الرسالة لأن بتغييرها تسقط المدرسة ويسقط الوطن. وعلى مستوى الطلاب نؤمن بتنشيط الطالب، وليس فقط بتعليمه، نؤمن بالطالب الذكي والناجح، ولكن عليه أيضا ان يتعلم الحرية وحدودها والمشاركة وضرورتها، وأن يتفاعل مع الآخرين ضمن تجمعات وأندية، نريد أن نراه من المؤسسين لبناء مجتمعه. وأخيراً مسؤولية الأهل، فلا بد من تطوير العلاقة المجتمعية بين الأهل والمدرسة، وأن يكون الأهل شركاء، وفي هذا الصدد تحضر الجمعية آليات معينة، صحيح أن الشراكة لا تزال صعبة، لذا يصبح الإيمان بمبدا الشراكة أكثر ضرورة وحاجة“.
وأردف اللقيس: “الاستراتيجية التربوية في الجمعية مبنية على الحوكمة وبناء المؤسسات، لا أن نخرب المؤسسات الرسمية، لا نريد أشخاصا أقوى من المؤسسات، ثانيا بناء السلم الأهلي، فالتربية والمدرسة الممر الاساسي لبناء السلم الأهلي، نفهم ونتحاور أن لا شي يفرقنا، واذا ملكنا الوعي الكافي التاريخ يصبح موضوعيا، فالتربية أساسية في بناء السلم. واخيرا التمكين الاقتصادي، نريد أن نبني في ثقافة أولادنا أن الطالب يستطيع أن يعش في القرن 21 وأن نبني المجتمع المنتج، وأن نصنع اقتصادا قويا، وأن نبني القيم المؤاتية لهذه الاقتصاد“.
وختم اللقيس: “يعتبر البعض أننا “نشحد” ولكن هذا غير صحيح، نحن نأخذ الدعم لنستفيد منه ونوظفه في المكان الصحيح. لذا نطلب منكم أن نصنع الطالب الإنسان الذي يعرف كيف يختار صح، وينتج صح، وينتخب صح، لكي يصنع وطناً أفضل“.
المحافظ
بدوره رحب المحافظ خضر بالحضور وقال: “تعلمنا منذ الصغر أن أهم المهن في العالم هي القضاء والتعليم، واليوم وزير التربية كان قاضيا ويخوض حاليا معركة قاسية في ظروف استثنائية وصعبة، وفي ظل غياب الإمكانيات، إنك تحارب بإيمانك ومعرفتك وخبرتك وعلاقاتك، ومن خلال زياراتي وجولاتي ألاحظ أن طلابنا اليوم يحملون هم استكمال الدراسة وهذا غير مقبول، لذا لا يسعنا إلا أن نشكر سفارة جمهورية كوريا على دعمها للمدارس الرسمية، وأقول انني لا اخجل وأفضل أن اذهب و“أشحد” من الدول والمنظمات، ولا أشاهد ولدا لبنانيا واحداً متسرب من المدرسة ويعمل شحاذا على قارعة الطريق“.
وتابع: “صحيح أن الواقع التعليمي صعب، ونواجهه تحديات كبيرة، لذا أوجه من خلالكم رسالة، إذا التربية بخير فالبلد بخير، ولكن إذا تعثرت التربية يضيع المستقبل، من هنا أتوجه إلى كل المتمولين والمغتربين، أن يتبنوا تلاميذ بحاجة للتعليم، سواء بتسديد كلفة الأقساط او بالنقل، لأن النقل أصبح عائقا أمام التعليم بالنسبة للتلاميذ وللاساتذة على السواء“.
بارك
وقال السفير بارك: “إنه لمن دواعي سروري أن أنضم إليكم جميعا هنا في بعلبك للمشاركة في هذا الحفل وللتعبير عن دعم جمهورية كوريا لقطاع التعليم العام في لبنان. فالتعليم هو حجر الزاوية للمجتمع المزدهر، وتلعب المدارس الرسمية دورا حيويا في توفير التعليم الجيّد للطلاب من ذوي الخلفيات الاقتصادية المتعددة”
وأشار إلى أن “جمهورية كوريا دعمت في عام 2007 بناء خمس مدارس في تبنين في الجنوب وفي بريتال هنا في بعلبك. ويأتي هذا الدعم بمثابة شهادة على روابط الصداقة والتعاون القوي بين كوريا ولبنان. لم ننس أبدا المساهمة القيمة التي قدمتها حكومة لبنان لكوريا خلال الحرب الكورية لحماية الحرية والديمقراطية في البلاد. والآن بعد مرور ستة عشر عاما، كما تعلمون جميعا، تواجه المدارس الرسمية في لبنان تحديات خطيرة في تلبية احتياجات طلابها ومعلميها وسط الصعوبات السياسية والاقتصادية المستمرة في البلاد“.
وأضاف بارك: “يعد الحق في التعليم أحد حقوق الإنسان الأساسية، وأؤمن بشدة أنه لا ينبغي إيقافه أبدا لأي سبب، حتّى في حالات الطوارئ مثل الحرب. ويسعدني أن أعلن اليوم أن جمهورية كوريا قررت تقديم هبة عينية بقيمة 200 ألف دولار بناء على طلب المحافظ بشير خضر، محافظ بعلبك – الهرمل. بالشراكة مع الجمعية اللبنانية للدراسات والتدريب LOST، وسيتم استخدام التمويل لشراء وتسليم الأدوات القرطاسية والمكتبية وآلات التصوير والطابعات وأجهزة العرض وأنظمة الطاقة الشمسية إلى المدارس الرسمية في جميع أنحاء بعلبك والهرمل في محاولة لدعم قطاع التعليم الرسمي في المجتمع المحلي“.
وتابع: “تهدف هذه المساهمة إلى تعزيز بيئة التعلم في المدارس الرسمية في بعلبك والهرمل، وتعزيز الفرص التعليمية، وتمكين الطلاب من تحقيق إمكاناتهم الكاملة. من خلال العمل مع شركائنا المحليين، نؤمن أنه يمكننا التأثير بشكل إيجابي على تجربة الطلاب التعليمية والمساهمة في نجاحهم الشامل. في المجتمع الكوري، يحتل التعليم مكانة خاصة ونحن نعتبره طريقا لتحقيق إنجازات أكبر“.
وقال: “بعد إقامتي في لبنان لمدة عامين تقريبا، لاحظت أن الآباء اللبنانيين متحمسون تماما مثل الآباء الكوريين لتعليم أطفالهم. وفي بلدان مثل كوريا ولبنان حيث الموارد الطبيعية ليست غنية، كان التعليم ولا يزال المحرك الرئيسي للنمو الاقتصادي والتنمية في بلادنا. آمل أن تساعد مساهمتنا في التعليم في التغلب على الأزمة غير المسبوقة التي يواجهها لبنان“.
ورأى أن “من خلال هذه المساهمة، تؤكد جمهورية كوريا مرة أخرى إلتزامها بدعم لبنان. أنا هنا اليوم لأنقل شخصيا رسالة مفادها أن كوريا ستمّد يدها لمساعدة لبنان بأي شكل ممكن. دعونا نتذكر أنه في أوقات الشدة، تقع على عاتقنا مسؤولية جماعية أن نقف معا وندعم بعضنا البعض.
وأشار بارك ب“جهود وزارة التربية والتعليم بقيادة معالي الوزير الدكتور عباس الحلبي في عملهم الدؤوب للإنجاز في أصعب الظروف“.
وفي ختام الحفل تم توقيع اتفاقية الشراكة بين السفارة الكورية في لبنان والجمعية اللبنانية للدراسات والتدريب، الهادفة إلى دعم المدارس في محافظة بعلبك الهرمل. وقدم مؤسس الجمعية الدكتور رامي اللقيس درعا لسفير كوريا عربون شكر على اهتمامه ودعمه لمحافظة بعلبك الهرمل.
المصدر : الوكالة الوطنية للاعلام