أميركا وضعت فيتو على وقف الحرب على غزّة في مجلس الأمن فكيف تنهيها في لبنان؟
أميركا وضعت فيتو على وقف الحرب على غزّة في مجلس الأمن فكيف تنهيها في لبنان؟
هوكشتاين ما زال بعيداً عن الحلّ بسبب الشروط الإسرائيلي
كتب: كمال ذبيان
يذكر الموفد الرئاسي الاميركي آموس هوكشتاين لايجاد حل ديبلوماسي للحرب الاسرائيلية التدميرية على لبنان، بالدور الذي أداه الموفد الاميركي فيليب حبيب للبنان صيف 1982، والذي ارسله الرئيس الاميركي الاسبق رونالد ريغان الى بيروت، للبحث في تنفيذ اهداف الغزو الذي امر به ريغان من اجل تطبيق مشروعه للمنطقة في مطلع ثمانينات القرن الماضي، وادخال لبنان في اتفاق سلام مع العدو الاسرائيلي، بعد خروج قوات منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان، وتركيب سلطة لبنانية، تقبل بتوقيع الاتفاق، فكان انتخاب بشير الجميل رئيسا للجمهورية، بعد ان نسج علاقات مع العدو الاسرائيلي كرئيس لحزب “القوات اللبنانية” الذي امسك بقوة السلاح “بالساحة المسيحية” او ما كان يسمى “المنطقة الشرقية” التي وقعت تحت سيطرته.
وقد تكون الظروف السياسية الداخلية والاقليمية والدولية في الحرب الحالية التي يشنها العدو الاسرائيلي على لبنان، غير متطابقة مع حرب حزيران 1982، اهدافا ونتائج، لان ما حققه الاحتلال الاسرائيلي، في غزوه للبنان، فوصل بعد اقل من اسبوع الى مشارف بيروت وحاصرها مع قصفها لفرض انسحاب المقاومة الفلسطينية من لبنان، فانه في حربه على غزة قبل 14 شهراً وعلى لبنان خلال شهرين، فلم يتمكن من الوصول الى ما اراده من عدوانه وفق ما يقرأ مصدر حزبي في خط المقاومة، الذي يشير الى ان الغزو البري وان حصل في غزة، فان قوات الاحتلال ما زالت تواجه مقاومة في اكثر من منطقة فيها، وانه في لبنان يتقدم احيانا من بعد الحافة الامامية التي يتواجد فيها “حزب الله”، لكنه لا يلبث ان يتراجع ليخلف وراءه الدمار.
من هنا فان مهمة هوكشتاين تقارب لدور فيليب حبيب وكل الموفدين الاميركيين، كما المبادرات والمشاريع الاميركية، تصب كلها في الدفاع عن وجود اسرائيل وامنها، وهذا ما يعمل له الموفد الاميركي الذي ومنذ ان كان وسيطا في ترسيم الحدود البحرية بين لبنان والكيان الصهيوني، وكان دوره لصالح اسرائيل بان تحصل على مساحة واسعة من المياه الاقليمية، وهو ما فعله مندوبون حضروا منذ حوالى العقدين لترسيم الحدود البحرية لكن المقاومة التي وقفت وراء الدولة منعته من تحقيقه، وهو ما حصل ايضا على الحدود البرية في الجنوب مع احتفاظ العدو الاسرائيلي لـ13 نقطة من الارض اللبنانية، اضافة الى مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء الشمالي لمدينة الغجر، وقد طالب القرار 425 الذي صدر في أذار 1978 اثر اجتياح جيش الاحتلال للجنوب اللبناني بان تعيده اسرائيل الى لبنان، لكنها لم تنفذ القرار بدعم اميركي، وهو ما ينطبق على كل القرارات الدولية التي لم يلتزم بها العدو الاسرائيلي.
من هنا فان المفاوضات التي اجراها هوكشتاين في بيروت وتل ابيب، ما تزال بعيدة عن الوصول الى اتفاق لحل سياسي، وفق مصادر متابعة لحركة الموفد الاميركي الذي كل ما يفعله هو تأمين امن اسرائيل التي ينتمي اليها وخدم في جيشها، فكيف سيكون وسيطا نزيها، ويصل لوقف الحرب على لبنان، ودولته وضعت “فيتو” في مجلس الامن مؤخراً لقرار وقف الحرب على غزة، التي بسببها اشتعلت جبهة لبنان من قبل “حزب الله” اسنادا لها، والذي ربط وقف الاسناد بغزة، التي ما زال “حزب الله” يصدر بياناته العسكرية، بعبارة “اسناداً” لغزة ودفاعا عن لبنان، فيؤكد ان الجبهتين مترابطتان، وان كانت الحرب التي فتحها العدو الاسرائيلي في 17 ايلول على لبنان، فغيّرت من قواعد الاشتباك فيركز الجهد الرسمي اللبناني والتحرك الاميركي على وقف الحرب على لبنان، والانطلاق من القرار1701 لتطبيقه، ووقف الاعمال العسكرية وانتشار الجيش مع القوات الدولية في جنوب الليطاني. وهذا ما رفضه رئيس حكومة العدو الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي ما زال يصر على ضمانات امنية، سواء بالحركة العسكرية داخل لبنان، او ان تقوم اميركا بذلك من خلال لجنة رقابة على تنفيذ القرار 1701 بالاشتراك مع فرنسا، بعد ان رفض لبنان مشاركة بريطانيا والمانيا، وكل منهما له دوره في القوات الدولية، الاولى عبر ابراج المراقبة عند الحدود الشمالية الشرقية، والثانية عبر البحر.
فقرار وقف الحرب اميركي بامتياز، لان من يدعم استمرارها هي الادارة الاميركية التي اعطى الرئيس جو بايدن الضوء الاخضر بفتحها ودعم الكيان الصهيوني بالسلاح والمال و”الفيتو” داخل مجلس الامن، وان حركة هوكشتاين تتوقف على قرار مرجعه بايدن الذي ستنتهي ولايته والحرب مستمرة في غزة ولبنان، وان خلفه دونالد ترامب قادم الى البيت الابيض بمشروع سيوسع الحرب ولن يوقفها بمشروعه الابراهيمي.