بوتين يغير قواعد اللعبة النووية!
وافق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الثلاثاء على أسس سياسة الدولة الروسية في مجال الردع النووي، وذلك من خلال مرسوم رسمي يهدف إلى تحديث العقيدة النووية للبلاد.
وبحسب ما نقلته وكالة “سبوتنيك” الإخبارية الروسية، جاء في الوثيقة الموقعة من قبل بوتين أن “سياسة الدولة في مجال الردع النووي هي دفاعية بطبيعتها”، مشيرة إلى أن الهدف الرئيس لهذه السياسة هو الحفاظ على إمكانات القوات النووية الروسية لضمان الردع النووي، بالإضافة إلى حماية سيادة الدولة وسلامة أراضيها.
وأكدت الوثيقة أن هذه السياسة تهدف أيضاً إلى “ردع أي عدو محتمل من شن العدوان على روسيا الاتحادية أو حلفائها”، مشيرة إلى أن الردع النووي سيكون الوسيلة الفعالة للحد من التصعيد العسكري في حال نشوب نزاع، على أن يتم إنهاء الأعمال العدائية بشروط مقبولة لروسيا أو حلفائها.
وتضمن المرسوم الصادر اليوم إعلانًا بأن “اعتداء أي دولة من التحالف العسكري (الكتلة) على روسيا أو حلفائها يُعتبر عدوانًا على هذا التحالف ككل”. ووفقًا للمرسوم، فإن التعديلات على العقيدة النووية الروسية ستكون سارية بدءًا من اليوم، أي الثلاثاء 19 تشرين الثاني 2024.
وكانت وكالة “تاس” الروسية قد أفادت في وقت سابق بأن التعديلات على العقيدة النووية لروسيا كانت قد أعدت بشكل كامل، وأنها كانت جاهزة للتصديق عليها رسميًا. المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أوضح أن “هذه التعديلات تم صياغتها عمليًا بالفعل، وسيتم إضفاء الطابع الرسمي عليها عند الضرورة”.
وتُعتبر هذه التعديلات على العقيدة النووية محاولة من الرئيس بوتين لتحديد “خط أحمر” للولايات المتحدة وحلفائها، حيث يشير التعديل إلى أن موسكو ستدرس استخدام الأسلحة النووية في حال سمحت الدول الغربية لأوكرانيا بتوجيه ضربات بعيدة المدى إلى عمق الأراضي الروسية. وبذلك، يلوح بوتين بإمكانية استخدام السلاح النووي في حال تعرض روسيا لهجمات غير نووية، تدعمها دول نووية أخرى.
تتضمن العقيدة النووية المحدثة بعض البنود الهامة التي توضح الظروف التي قد تسمح باستخدام الأسلحة النووية. من أبرز هذه البنود:
العدوان على روسيا وحلفائها: العدوان على روسيا أو حلفائها من قبل دولة غير نووية، بدعم من دولة نووية، يُعتبر هجومًا مشتركًا.
التهديدات للسيادة: يُسمح باستخدام الأسلحة النووية في حالة وجود تهديد خطير لسيادة روسيا وسلامة أراضيها أو أراضي بيلاروسيا.
إطلاق الصواريخ الباليستية: من شروط استخدام الأسلحة النووية هو تعرض روسيا للهجوم عبر إطلاق صواريخ باليستية على أراضيها.
العدوان بالأسلحة التقليدية: إذا تعرضت روسيا أو بيلاروسيا لعدوان بأسلحة تقليدية يشكل تهديدًا خطيرًا على سيادتهما، فإن هذا سيبرر استخدام الأسلحة النووية كرد فعل.
الدول التي تدعم العدوان: توفير الأراضي والموارد اللازمة للعدوان على روسيا ستكون بمثابة سبب آخر لاستخدام الردع النووي ضد تلك الدولة.
في تعليق له حول المصادقة على العقيدة النووية المحدثة، وصف الكرملين الوثيقة بأنها “نص مهم للغاية”. وأضافت الرئاسة الروسية في بيانها: “روسيا تحتفظ بحق استخدام الأسلحة النووية في حال تعرضها أو بيلاروسيا لعدوان بأسلحة تقليدية إذا كان يشكل تهديدًا خطيرًا على سيادتهما”.
هذه التعديلات تُعد خطوة هامة في سياق التوترات الجيوسياسية المتصاعدة بين روسيا والغرب، خاصة في ظل الأوضاع الحالية في أوكرانيا، حيث تسعى روسيا إلى تعزيز موقفها الدفاعي في مواجهة الضغوط الغربية والعقوبات الدولية. وتؤكد هذه السياسة أن روسيا مستعدة لتوسيع نطاق استخدام الأسلحة النووية في حال اعتُبر أن أمنها القومي مهدد، مما يزيد من تعقيد المشهد الأمني في العالم.
تأتي هذه الخطوات في وقت حساس، إذ تشهد المنطقة تنافسًا على النفوذ بين القوى الكبرى، ويزداد التوتر على الحدود الأوروبية الشرقية، مما يثير قلقًا دوليًا من تصعيد محتمل قد يجر المنطقة إلى صراع نووي.
المصدر: سكاي نيوز عربية