وزير البيئة ناصر ياسين لـ «الأنباء»:إسرائيل تقوم بعملية إبادة بيئية في لبنان
بيروت – أحمد منصور
ندد وزير البيئة في حكومة تصريف الأعمال الدكتور ناصر ياسين بالأطماع الإسرائيلية في لبنان، بأرضه وثروته الطبيعية الغنية، لاسيما في الجنوب.
وقال في حديث إلى «الأنباء»: «تقوم إسرائيل بعملية إبادة بيئية في لبنان، إلى جانب العدوان على القرى والبلدات بهدف تدميرها وتهجير أهلها، وإتباع سياسة الأرض المحروقة بفعل استخدام القنابل الفوسفورية والحارقة لمساحات واسعة من الأحراج، لتصبح مكشوفة أمام مواقعها العسكرية وطائراتها الحربية المعتدية، التي تجوب الأجواء البنانية في شكل دائم».
وأكد ياسين «ان العدو الإسرائيلي يمعن في إلحاق الأذى والخراب والدمار ومختلف أنواع الإضرار بلبنان وشعبه وإشاعة الرعب والخوف والقلق لدى المواطنين».
وأشار إلى «أن مخالب العدو لا توفر شيئا في بلادنا، وهي تطول مختلف أوجه مقومات الحياة، وما المشاهد اليومية والوقائع على الأرض إلا شاهد عيان على هذه الأعمال والأفعال المجرمة والعدائية المتمرسة بالقتل وبالمذابح منذ العام 1948، تاريخ اعلان الكيان الصهيوني، الذي له بصمات إجرامية في قرانا الجنوبية كلها، في البشر والحجر والأرض، من خلال مسلسل عدوان الآلة العسكرية الإسرائيلية المستمر بغارات الطائرات الحربية والقصف المدفعي والإغتيالات، ناهيك عن محاولات تدمير القرى وتهجير أهلها، ومنعهم من الوصول إلى حقولهم ومزروعاتهم، بالإضافة إلى حرق مساحات حرجية واسعة، في محاولة لتغيير واقع الأرض لتكون مكشوفة أمامهم».
وأضاف ياسين«بعد 7 أكتوبر بدأنا نرصد جراء الاعتداءات الإسرائيلية على جنوب لبنان استخدام جيش الاحتلال لمادة الفوسفور الأبيض في القصف المدفعي عدة مرات، وهو شهد في الآونة الأخيرة تزايدا كبيرا، وقد قمنا بتوثيق هذه الأعمال من خلال عدة مصادر، ومنها المجلس الوطني للبحوث العلمية لنتمكن من مشاهدة جميع الخرائط العلمية عبر صور جوية، أو صور الأقمار الاصطناعية، التي تحدد أماكن الحرائق التي يفتعلها الاحتلال ومدى قوة هذه الحرائق، والتي قدرت بحوالي 800 هكتار. وهذه مساحات واسعة وكبيرة جدا قياسا مع الحرائق التي حصلت في لبنان في العامين الماضيين».
وأضاف ياسين: « تم أخذ عينات من التربة في الجنوب، ومن السلاح نفسه من القذائف الفوسفورية، وقمنا بتحليلها في مختبرات جامعية، ووثقنا هذا الملف وأرسلناه مع تقارير المجلس الوطني للبحوث العلمية، ومنها تقارير الهيئات الحقوقية العالمية، وقدمنا شكوى موثقة إلى الأمم المتحدة عبر وزارة الخارجية اللبنانية».
وذكرأن هذا الموضوع تتابعه حاليا وزارة الزراعة، خصوصا لناحية التربة، مؤكدا أننا ننتظر توقف الاعتداءات لنتمكن من تحليل كيفية إعادة إحياء هذه التربة، إذ إن الاعتداءات اليومية الحاصلة على الجنوب تقف حائلا أمامنا وأمام جميع الوزارات والإدارات لأخذ العينات المطلوبة من مواقع استخدام تلك المواد المحرمة. ونحن على تنسيق مع وزارة الزراعة في هذا الخصوص.
وشدد على انه في المسار الحقوقي يخالف العدو الإسرائيلي القوانين والأنظمة الدولية الإنسانية لناحية استخدام هذه الأسلحة، وطريقة استخدامها للوصول إلى أراض محروقة.
وأعرب عن أمله في أن لبنان الصغير الذي واجه الحروب، خصوصا الإسرائيلية، سيتمكن من التغلب على هذه المحن والنهوض مجددا بفعل إرادة اللبنانيين جميعهم.
كما تحدث ياسين عن الشكوى التي قدمت إلى الأمم المتحدة من وزارة االبيئة، والتي تشير إلى الأضرار الناتجة عن الاستخدام المفرط والمتعمد وغير القانوني لمادة الفوسفور الأبيض من قبل إسرائيل. وهذا انتهاك للبروتوكول الأول لاتفاقيات جنيڤ (القواعد الأساسية)، التي تحظر استخدام أساليب أو وسائل حربية يقصد بها أو يتوقع منها أن تلحق أضرارا جسيمة وواسعة النطاق وطويلة الأجل بالبيئة الطبيعية.
وتابع: ليست المرة الأولى التي يتعمد فيها العدو الإسرائيلي القيام بجرائم بيئية في لبنان. ففي عام 2006 قام باستهداف خزانات الجية النفطية، ما أسفر عن تلوث نفطي بحري كبير طال مجمل الشواطئ اللبنانية، وفي هذا السياق أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة 18 قرارا حتى تاريخه تحمل العدو الإسرائيلي المسؤولية، وأقرت تعويضات للبنان بلغت قيمتها 856.4 مليون دولار أميركي في عام 2014.