محليات

لا رئيس للجمهورية في المدى المنظور

كتب طوني عيسى في” الجمهورية”: في ميزان القوى، هناك ثابت هو الشيعي، ومتحركان هما السني والمسيحي. فعندما كان عون في السلطة، تعاونَ معه الشيعي واختارا الممثل السنّي في الحكم، أي رئيس الحكومة، فكان الرئيس سعد الحريري “كبش فداء” الذي خرج من السرايا، من أجل كبح  السلطة ثورة 17 تشرين الأول 2019  .

ولكن، هل هناك فعلاً فرصة لنجاح المبادرات وانتخاب رئيس للجمهورية فيما تعصف بالبلد مناخات الحرب المحمومة؟ يقول ركن سياسي: ملف الرئاسة واقع عملياً بين استحالتين. فالذين يستعجلون انتخاب رئيس، والمسيحيون في طليعتهم، يمكنهم طرح الاعتراضات، لكنهم لا يملكون الأدوات الكفيلة بانتخاب رئيس. وفي المقابل، الذين يمتلكون القرار الوازن ليسوا مستعجلين لإنجاز الاستحقاق بتسوية» سهلة « ويريدون ضمان مكاسبهم قبل إعطاء الضوء الأخضر للعملية.
وفي ظل هذه المعادلة المعكوسة بين الطرفين سيدور ملف الرئاسة في الفراغ، في انتظار معجزة سياسية.

وفي أي حال، لا أحد في المجتمع الدولي ولا الجامعة العربية يعنيه اليوم كثيراً أن تكون الجمهورية اللبنانية برئيس أو بلا رئيس. والمهم وجود ممثلين للسلطة يمكنهم المفاوضة واتخاذ القرار. واللجنة الخماسية المعنية بالشأن اللبناني لا تضيع وقتها بالبحث عن رئيس للجمهورية، بل بالجهد الطارئ لمنع انفجار الحرب على الحدود مع إسرائيل.
ولذلك، حتى إشعار آخر، سيكون على اللبنانيين، المسيحيين خصوصاً، أن ينتظروا كثيراً لملء الكرسي الشاغر في بعبدا، علماً أن كل الأطراف مسؤولون عن هذا الفراغ. فكل منهم ارتضى التلاعب بالدستور وتفسيراته، في لحظة معينة، ومن منطلقات مصلحية لا وطنية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى