أخبار الإقليم والشوف

إحتفال في مصنع ترابة سبلين بذكرى إغتيال المعلم كمال جنبلاط الهاشم: طلقاتُ الغدرِ قتلتْ الجسدَ ولكنها لمْ ولنْ تتمكنَ منْ قتلِ الحلمِ”

سبلين – أحمد منصور
أقامت إدارة شركة ترابة سبلين، إحتفالا في مصنع ترابة سبلين، إحياء لـ 16 من آذار، ذكرى إستشهاد المعلم كمال جنبلاط، (مؤسس مصنع ترابة سبلين)، بالتعاون مع عمال المصنع، وحضره النائب والوزير السابق علاء الدين ترو ممثلا رئيس مجلس الإدارة الوزير السابق وليد جنبلاط، المدير التنفيذي المهندس أديب الهاشم، وكيل داخلية الحزب التقدمي الإشتراكي ميلار السيد ممثلا النائب بلال عبد الله، رئيس بلدية جدرا المونسنيور جوزيف القزي، مدير مستشفى سبلين الحكومي الدكتور ربيع سيف الدين، رئيس بلدية برجا العميد المتقاعد حسن سعد، رئيس بلدية سبلين محمد أحمد يونس، رئيس بلدية كترمايا المحامي يحيى علاء الدين، مختار المعنية جوزف القزي، مختار دير المخلص جوزف فارس ومداراء وموظفون ونقابة عمال المصنع والعمال .

الهاشم
وقد إستهل الإحتفال بالوقوف دقيقة صمت حدادا على روح المعلم الشهيد، وتلاها النشيد الوطني، ثم ألقى المهندس الهاشم كلمة قال فيها :”كأنما أمّةٌ في شخصكَ اجتمعتْ، وأنتَ وحدك في صحرائها المطَرُ أَظُنُّها طلقاتُ الغدْرِ حينَ هَوَتْ تكادُ لو أبصرَتْ عيْنَيْكَ تَعْتَذِرُ” إنها الذكرى السابعةُ والأربعينَ لاستشهادِ المعلمِ كمالْ جنبلاطْ ، طلقاتُ الغدرِ قتلتْ الجسدَ ولكنها لمْ ولنْ تتمكنَ منْ قتلِ الحلمِ.”

وأضاف الهاشم “إنَّ أسمى تكريمٍ للشهيدِ في ذكرى استشهادهِ، هوَ أنْ نعملَ جاهدينَ لتحقيقِ حُلمهِ والقضيةُ التي استشهدَ منْ أجلها، ففي تمنياتهِ لإنسانِ الغدِ أرادَ لنا أنْ نحيا حياةٌ كريمةٌ، نظيفةً تليقُ بالإنسانِ الذي نادى منْ أجلِ بنائهِ. خطاباتهُ التي صدحَ بها صوتهُ منْ عقودٍ لا تزالُ مصدرَ إلهامٍ لرسمِ استراتيجياتَنا والتي تتكاملُ معَ مجموعةِ سيسيلْ والاتحادُ الأوروبيُ في بناءِ الإنسانِ والبيئةِ، خاطبَ كمالْ جنبلاطْ الناسِ قائلاً: “كما تكونُ البيئةُ تشعرونَ وتفعلونَ “، فما يحدثُ الآنَ في لبنانَ ما هوَ إلا انعكاسٌ للضررِ الذي أحدثهُ الإنسانُ على البيئةِ.”

وقال:” نجتمعُ اليومُ لنستذكرَ عظيما منْ بلادنا، نادى أجيالٌ لمْ تكنْ قدْ ولدتْ بعد، استشرفَ الخطرُ القادمُ على البيئةِ والإنسانِ، ووضعَ آليةٍ لمواجهتهِ، حددَ لنا مصادرُ تسممِ الطبيعةِ وتلوثها ومنْ أهمها دخانُ المصانعِ والمعاملِ والغازاتِ المنبعثةِ منْ مداخنها في الهواءِ، ولأنَ مصنعَ شركةٍ ترابهْ سبلينْ هوَ حلمُ كمالْ جنبلاطْ ولأنَ البيئةَ والإنسانَ قضيتهُ، أردنا لهذا المصنعِ أنْ يمثلَ صورةَ كمالْ جنبلاطْ الحلمِ، فحرصَ المساهمونَ منْ رئيسِ مجلسِ الإدارةِ الأستاذ وليدْ بكَ جنبلاطْ إلى شركةِ سيسيلْ البرتغاليةِ ومجموعةِ البحرِ المتوسطِ، على الاستثمارِ في المشاريعِ البيئيةِ لجعلِ صناعتَنا صناعةً نظيفةً، تمثلتْ هذهِ الاستثماراتِ في الفلاترِ المتطورةِ، وفي مشروعِ توليدِ الطاقةِ الكهربائيةِ على الطاقةِ الشمسيةِ فنكون بذلكَ السباقونَ في المشرقِ في إنشاءِ أكبرِ محطةٍ كهربائيةٍ تعملُ على الطاقةِ الشمسيةِ، ولمْ تقتصرْ الاستثماراتُ على هذا فقطْ بلْ امتدتْ إلى الموقعِ الذي سنزرعُ فيهِ اليومَ وهوَ المقلعُ وذلكَ عبرَ إعادةِ التحريجِ الموجهِ للحصولِ على غابةِ معادٍ تحريجها على نفسِ التنوعِ الحيويِ للغابةِ الأصليةِ، والبحيرةِ في المقلعِ ما هيَ إلى خطوةِ الميلِ في مشوارِ الألفِ ميلٍ لنحققَ حلمَ كمالْ جنبلاطْ لمنطقةِ إقليمِ الخروبِ ولنزرع اليوم بسواعدَ متحدةٍ أكثرَ منْ 100 نصبةُ خروبٌ في الأرضِ التي أحبها واستشهدَ منْ أجلها. ”
وختتمُ بقولِ العلامةِ الشيخِ عبدَ اللهْ العلايلي: “في هذا المنحى الأرضيِ، ستظلُ مواطئَ أقدامٍ لعابرٍ غريبٍ تقولُ: منْ هنا مرَ إنسانٍ يدلُ على الطريقِ … لكنْ هيهاتَ لأبناء الطينِ أنْ يدركوا الحقيقةُ في أبناءِ اليقينِ، إلا خيالُ رؤيا”.

شحادة
كما كانت كلمة لرئيس نقابة عمال مصنع ترابة سبلين هيثم شحادة، الذي أكد ان السادس عشر من اذار، يوم أليم في تاريخ الانسانية أولاً والسياسة اللبنانية ثانياً، هذا اليوم توهم فيه الجاهلون الحاقدون إنهم يستطيعون ان يطفئوا شعلة كمال جنبلاط ولكنهم خسئوا فاذا بهذه الشعلة تتقد وتستعر كي تنير درب الاجيال القادمة .”

وأضاف “يعجز القلم عن وصف المعلم الشهيد كمال جنبلاط، فهو الصادق في السياسة والمتواضع في القيادة والعاشق للبيئة والراسخ في الارض والمحب لشعبه والوفي للعروبة وللقضية الفلسطينية . ان المعلم الشهيد كمال جنبلاط رجل سبق عصره وأدخل فلسفته الصوفية في حياته السياسية فكان الصانع الماهر في السياسة اللبنانية فاستحق عن جداره لقب المعلم . أما اقتصاديا فكانت هذه الشركه نبتة غرسها في اقليم الخروب، الاقليم الذي احب. لتنمو محتضَنة من احبائه في الاقليم فنمت وترعرعت وازدهرت ووصلت لما هي عليه اليوم، فهي في قلب الاقليم والاقليم في قلبها .”

وقال:”اما اليوم وفي يوم رحيلك نقول لك ( طال ارتحالك ما عودتنا سفرا ابا المساكين فإرجع نحن ننتظر ) ولكن اطمئن فمن حمل شعلتك صانها ورعاها، أوصلها لما هي عليه اليوم من نجاح وازدهار .

وختم شحادة بقول الشاعر اذ قال : لم يعد في الناس حائر، انت قبطان البواخر، فاعتلاء الموج، في سبر المخاطر، طيفك الاعداء قاهر، قصرك الوضاء عامر، فيه ارث وشهامة، فيه عز وكرامه، فيه اسرار الزعامة، تتحدى كل سافر، فيه ميثاق النضال، وعرين للرجال، فيه، نفح منك غالي، ووليد من كمال، فيه نور المجد باهر .

وضع أكاليل وورود
بعدها قام ترو والهاشم بوضع كليلين من الزهر على النصب التذكاري للمعلم الشهيد في المصنع، كما قامت النقابة بوضع اكليل آخر، ورئيس بلدية سبلين محمد يونس وعضو لجنة البيئة أحمد يونس بوضع اكليل، فيما قام الموظفون والعمال أيضا بوضع الورود الحمراء .

زرع غرسات من الخروب

بعدها توجه الجميع الى موقع مقلع المصنع، حيث تم رزع عدد من غرسات شجر الغروب في محيط بركة المياه الطبيعية، التي تم استصلاحها وتحضيرها مؤخرا، ضمن مشروع زرع 100 غرسة من الخروب .
كما قام رؤساء البلديات ومدير مستشفلى سبلين المشاركة بغرس نصوص الخروب، الذين عبروا عن ارتياحهم لهذه الخطوة البيئية، مؤكدين على التعاون بين البلديات وادارة المصنع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى