خلافات داخل “الخماسية” ولا تسوية في ظل اشتعال المنطقة عسكريا
يحضر الملف اللبناني اليوم في جانب من لقاء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في باريس، في حين أن المقترح الفرنسي لإنهاء الأعمال القتالية مع إسرائيل والتوصل لتسوية في شأن الحدود المتنازَع عليها، وما بينهما من انسحاب مقاتلي “حزب الله” على الأقل 10 كيلومترات شمال الحدود، هو محور متابعة لبنانية رسمية.
وقد بدأ لبنان يعدّ للردّ على الورقة الفرنسية التي تَسلّمها الأسبوع الماضي رسمياً حيث عُقد اجتماع في هذا السياق بين رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبدالله بوحبيب الذي قال بعد الاجتماع: “بحثنا في الرد على المقترح الفرنسي، ونحن نجهّز الرسالة التي اتفقنا عليها، والنقاط التي سنتناولها، وان شاء الله يكون الرد لدى الفرنسيين الأسبوع المقبل”، موضحاً “موقفنا معروف، ونريد تطبيقاً كاملاً وشاملاً للقرار 1701 ومن ضمنه مزارع شبعا وكفرشوبا”.
ولم تحجب التطورات الميدانية المتسارعة في الجنوب أمس والغارات التي وصلت الى بعلبك الاهتمام بمجريات الحركة الرئاسية، في ضوء مبادرة تكتل “الاعتدال الوطني” الذي يواصل اتصالاته لتأمين تأييد وازن لطرحه في ما خص المبادرة الرئاسية، بالتنسيق مع تحرك اللجنة الخماسية على مستوى السفراء.
وتفيد مصادر مطلعة “لبنان 24” انه “بالرغم من الحراك السياسي والديبلوماسي الذي تقوم به الدول الخمس المعنية بالملف اللبناني، الا ان الاجواء الفعلية باتت توحي بأن الخلافات عميقة بين هذه الدول بشأن مسار التسوية والاقتراحات التي تنوي هذه الدولة او تلك وضعها على طاولة القوى السياسية المحلية للوصول الى حل ينهي الازمة الداخلية.
وبحسب المصادر ” فإن الخلاف يتركز بين الولايات المتحدة الاميركية وفرنسا ، كما تصطف قطر الى جانب واشنطن، اذ تظهر حساسية مفرطة من الحراك الفرنسي والاقتراحات والمساعي الفرنسية وتحديدا تلك التي يحملها المبعوث جان إيف لودريان.
وتعتبر المصادر “أن الخلافات بين فرنسا والولايات المتحدة الاميركية ليس حول الملف اللبناني فقط، بل على عدد كبير من الملفات السياسية الاقليمية والدولية المشتركة، وهذا ما يجعل من حل الازمة اللبنانية بالاعتماد على “الخماسية” امرا غير واقعي ولا يمكن ان يفتح باب التسوية خصوصا في ظل اشتعال المنطقة عسكريا.
الى ذلك يتوجه قائد الجيش العماد جوزاف عون الى باريس اليوم، للمشاركة في اجتماع يشارك فيه رئيس اركان الجيوش الفرنسية، ورئيس اركان الجيش القطري، للبحث في توفير الدعم اللازم للجيش .