محليات

“تيار الندب والنواح”: اشكيلي تا ابكيلك

لا ينفك”التيار الوطني الحر” من المؤسس الى “المصفّي”عن انتهاج اسلوب الندب والنواح والبكاء على اطلال الصلاحيات “المصادَرة” والتجييش الطائفي  المقيت، في محاولة واضحة لتحويل الانظار عن سلسلة الاخفاقات التي يعاني منها،وأولها “الطلاق مع وقف التنفيذ” مع شريكه في “تفاهم مار مخايل”، مرورا بمسؤوليته المباشرة وغير المباشرة عن الشغور المستمر في سدة رئاسة الجمهورية، وفشل  رهانه على شل عمل الحكومة في تصريف الاعمال وضرب مؤسسة الجيش، وصولا الى الازمة الداخلية ل”التيار” المتمثلة بالتمرد المتنامي على اوامر “الصهر المدلّل”.

آخر تجليات هذا الندب تمثلت بتكرار الرئيس السابق ميشال عون وصف الحكومة الحالية بغير الشرعية، متناسيا ان ما يعانيه اللبنانيون حاليا من ازمات هو امتداد لعهده الميمون”عهد جهنم” الذي جثم على البلد ست سنوات عجاف. وليبقى السؤال الطبيعي مع مفعول رجعي لمن خانته الذاكرة الطبيعية والسياسية: اذا كانت الحكومة غير شرعية بالمقاييس التي تتحدث عنها جنرال، فهذا يعني حكما ان الحكومة التي استمريت في ترؤسها في التسعينيات من القرن الماضي وما صدر عنها من قرارات كانت غير شرعية؟

في مقابل هذا الندب، أطل القائد المفدّى “الفوهرر” الباسيلي امس ليكرر  حديثه  الممجوج عن حقوق المسيحيين و”ضرب الشراكة”، متناسيا انه من ابرز المسؤولين عن الفراغ الرئاسي على قاعدة” أنا او لا أحد”، ولو زعم عكس ذلك، فمن يصدّقه؟

أوساط حكومية معنية” لم تستغرب عودة باسيل في كل اطلالة له الى طرح مواضيع يعلم قبل سواه انها غير صحيحة، لان الحكومة ملزمة وطنيا ودستوريا واخلاقيا بالعمل على تسيير شؤون الدولة والناس، الى حين انتخاب الرئيس وعودة الانتظام العام الى عمل المؤسسات الدستورية”. وشددت  الاوساط”على ان نهج تعطيل العمل الحكومي وكل شيء في البلد الذي يستهوي باسيل لن يجد مَن يلاقيه، ولن يؤثر على عمل الحكومة، والمطلوب منه “فك الحظر”على مشاركة وزرائه في جلسات الحكومة لتمرير المرحلة الصعبة الى حين انتخاب الرئيس”.
وردا على اتهام باسيل الحكومة بضرب “الشراكة الوطنية” اعتبرت الاوساط الحكومية ان “تاريخ” باسيل حافل باللعب على الوتر الطائفي واحداث الفرقة بين ابناء الوطن الواحد كلما وجد نفسه مأزوما، مع فارق ان المسيحيين الذين يزعم امتلاك حصرية التحدث باسمهم، هم براء من رهاناته الخاطئة ولن يغريهم “وده المستجد”على السيادة ورفض وحدة الساحات.
وجددت  الاوساط الحكومية المعنية تكرار  الدعوة الى باسيل للاقلاع عن ترداد معزوفة تخطاها الزمن وباتت ممجوجة امام ضخامة الاحداث والمخاطر التي يعاني منها الوطن، والعباد”.
وختمت الاوساط بالقول” إذا كان الندب والبكاء يريحك لا بأس ولكن أغلق الباب على نفسك وأرح اللبنانيين من مطالعاتك الاسبوعية لان “اللي فين مكفّين”. كفاك تحريضا وتحويرا للوقائع ولعبا على حبال واهية.

المصدر : لبنان٢٤

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى