إيحاءات بعودة الحريري الى نشاطه السياسي وقيادات في”المستقبل” تنفي
كتبت” الاخبار”: عشية عودة رئيس تيار «المستقبل» سعد الحريري إلى لبنان للمشاركة في ذكرى اغتيال الرئيس رفيق الحريري، تكثر الإيحاءات عن «بداية عودته إلى نشاطه السياسي تدريجياً»، وأن برنامجه لن يقتصر على زيارة الضريح، بل ستكون له استقبالات وحشد شعبي يطالب بعودته إلى المشهد. ورغم نفي قيادات في تيار «المستقبل» هذا الأمر بما يتعارض مع التحضيرات التي يقومون بها، كان لافتاً البيان الصادر عن الخارجيّة الروسيّة حول اجتماع الممثل الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وبلدان أفريقيا، نائب وزير الخارجيّة ميخائيل بوغدانوف بجورج شعبان المبعوث الخاصّ للرئيس الحريري»، وقال البيان إن «شعبان عرض خلال اللقاء رؤية الحريري وتصوّره إزاء تطوّر الأحداث في لبنان ولا سيما مسألة انتخاب رئيس جديد للجمهورية». وهذه هي المرة الأولى منذ انسحاب الحريري وتعليق عمله السياسي، يصدر عنه خبر يشير إلى اهتمامه بالملفات السياسية أو يُنقل عنه موقفٌ علني، علماً أن بعض المحيطين به يتحدّثون أنه أصبح أخيراً أكثر تفاعلاً بعدما كان يمتنع سابقاً عن الرد على الاتصالات أو عقد لقاءات مع مسؤولين في تياره.
وكتبت غادة حلاوي في” نداء الوطن”: يتوقع الوزير السابق رشيد درباس «أن تكون عودة الحريري مختلفة عن سابقتها. فعودته اليوم هي لإختبار الوجود».
بين العام المنصرم واليوم تطورات كثيرة حصلت «وما قصده الحريري بالإنكفاء كان نوعاً من النقد الذاتي الدخيل على الحياة السياسية اللبنانية، قال يومها إنني أتحمل المسؤولية وانسحب من المسرح السياسي لعله يشهد ولادة لمن يتولى قيادة المرحلة، وإذ يتبين أنّ مكانه بقي فارغاً رغم كثرة المحاولات بدليل ما أفرزته نتائج الانتخابات من نواب الفراغ». ويتابع درباس: «ما أعلمه أنّه سيُقام للحريري استقبال شعبي لم يقبل به العام الماضي، وسيكون الحراك بجزء منه عفوياً وبجزئه الآخر منظّماً بدليل الشعارات التي سبقت وصوله والتي هي ذات دلالات ما يعني أنّ الحريري يريد استطلاع أجواء الناس ليقرر البقاء أو العودة من حيث أتى».
في ظن درباس «أنّ التطورات الاقليمية والدولية التي تشهدها المنطقة، والحوار العميق بين ايران وأميركا الذي يعبّر عنه بطرق ديبلوماسية وأخرى عسكرية، والمفاوضات الإيرانية – السعودية، كلها تشي بوجود أجواء من التسوية التي عادة ما تكون مسبوقة بتصعيد هدفه تحسين شروط التفاوض لكل طرف، وليس أجدر من الحريري ليكون رجل التسوية، واذا لم تنجح التسوية فوجوده أيضاً ضرورة لضبط الوضع».
في أوج مفاوضات البحث عن رئيس للجمهورية وتنامي الحديث عن المقايضة بين رئاستي الجمهورية والحكومة يظهر الحريري في اختبار شعبي وسياسي. أما شعبياً فلا يحتاج إلى من يؤكد حضوره رغم الغياب. أما سياسياً فإنّ المقربين يتحدثون عن تحول في خيارات المملكة في ما يتعلق برئاسة الحكومة. ترغب المملكة في رئيس من خارج الطبقة السياسية، وتفضله من فئة الشباب الذي يحاكي المرحلة. لكأن الوقائع تقول إنّ من يتولى مسؤولية بلا توافق في لبنان لن يتسنى له أن يحكم. ومن يعلم فربما قادت التسوية إلى نسخة منقحة عن الحريري يفرضها الحوار الايراني- السعودي، والايراني- الأميركي…