الخطيب ممثلا نقيب محامي بيروت في جناز عون في الدامور: “خسرنا رجلا في الوطن وقامة في محراب العدالة..”
ألقى عضو نقاب المحامين في بيروت المحامي سعد الدين وسيم الخطيب، ممثلا النقيب فادي المصري كلمة النقابة، في مراسم جناز النائب السابق ايلي عون، التي أقيمت بعد ظهر اليوم في كنيسة مار الياس الحي في بلدة الدامور، بحضور حشد من الشخصيات الرسمية والشعبية وفاعليات واصدقاء .
وقال الخطيب :” عندما ارتحل لملاقاة وجه ربي، لا تزرفوا الدموع، بل ارفعوا رؤوسكم كما ترفع الازهار تيجانها، وسيروا كالسكينة في الاودية، وعودوا الى حياتكم، ستجدون هناك ما لم يستطع الموت أن يأخذه مني، وستجدونني بينكم غداً وبعد غد.”
واضاف “اختار سعادة نقيب المحامين في بيروت الأستاذ فادي مصري أن يشرفني بهذا المقام، فأزهقني الوجع الكبير، فآويت الى فلسفة جبران علّني أسترق بعض شجاعة تعينني في هذه الوقفة الموجعة. لعلّ هذا الكلام الجبراني كتب لك أيها الزميل الكبير، وربما استعنت به لتمكين محبيك من تحمّل هذه اللحظة الموجعة، فرثاء الزملاء ورثاء الجالس على قمة القانون مهمة موجعة لا يخفف منها سوى سيرة الفقيد الملأى بمخزون وافر من رفعة الأخلاق وعزة النفس وسمو الكرامة. عرفتك النقابة كبيراً دون مكابرة، محامياً فهم المهنة رسالة، وآمن بها استثماراً في الخدمة العامة وشريكاً في قضايا الوطن التي كانت من اولى اهتماماته . كرس الجزء الاكبر من حياته في خدمة الناس وكان الشأن العام شغفه وكانت بلدته الدامور وباقي قرى الشوف في صميم قلبه واولى اهتماماته، فكان الامين على تقديم المساعدة والنصح لابنائها حين عزت النصيحة وعز العطاء.”
وتابع الخطيب “محامياً عرف المحاماة رسالة ملازمة للفضيلة غايتها الحرية والعدالة والمساواة.
محامياً رصيناً ناجحاً بارزاً، مخلصاً مع اقرانه وعنيداً في المواقف المحقة. تميز الراحل بانجازاته الانمائية والخدماتية والاجتماعية فدخل الندوة البرلمانية في العام 2000 واستمرّ لعدة دورات وكان له بصمته في التشريع الفاعل والبنّاء، كما تميّز في العمل الوطني ولا سيّما في ملف عودة المهجرين إلى جانب الرئيس السابق للحزب التقدمي الإشتراكي وليد بك جنبلاط. انطفأت شمعتك التي أشعلت موقدة في خدمة العدالة نحو 51 سنة، وضعت خلالها ميراثاً من المثل، ونبعاً هادراً من القيم، حائزا بجدارة الميدالية الذهبية النقابية في العام 2018. فخسرنا رجلاً في الوطن وقامة في محراب العدالة.
فالراحلون ليسوا سواسية في ميزان الحياة ومقياس الزمن فالبعض منهم وهم الكثرة يغادرون الحياة ولا يتركون وراءهم اي أثر أو صدى من الماضي، والبعض الآخر وهم الاقلية يرسخون في وجدان المجتمع وفي ضمائر الناس ويصبحون جزءا دائما من المستقبل ويظلون منارة ورمزاً بفكرهم وعطائهم.”
وختم “اليوم نودّع بأسى معرفة راسخة على غير ادعاء، أنت المتين حيثما حللت، والعزيز أنىّ رحلت. في صمتك، بليغ أنت في قول الحق، وفي نطقك بالغت في حماية الحقيقة.
واجه الوجع والمرض لسنوات وبقي صامدا وصبورا حتى لحظاته الاخيرة. انه الموت وما اقساه والفراق ما اوجعه.
ستبقى ايها الزميل الراحل سعادة النائب إيلي عون في ذاكرتنا ووجداننا. فبإسم سعادة نقيب المحامين في بيروت الأستاذ فادي مصري الذي شرفني فكلفني تمثيله في مأتمك المهيب، وباسم مجلس نقابة المحامين، وبالنيابة عن الزميلات والزملاء، وباسمي الشخصي اتقدم من عائلتك الزوجة السيدة جان واولادك جان ميشال وكالين واقاربك ومحبيك وأهالي الدامور والشوف عموما بأصدق التعازي وأحرها.”