فعاليات ثقافية وفنية وسينمائية تضامناً مع غزّة: قلب تونس كلّه لفلسطين
احتضن مسرح الأوبرا في العاصمة التونسية، في عطلة نهاية الأسبوع، «سهرة التضامن مع الشعب الفلسطيني»، برعاية وزيرة الثقافة حياة قطاط القرمازي وممثلين عن السفارة الفلسطينية لدى تونس. أكّدت الوزيرة أنّ هذا النشاط عبارة عن «رسالة تضامن ودعم ومناصرة للشعب الفلسطيني الباسل في دفاعه الدائم عن أراضيه المحتلّة وعن مقدّساته وهويّته العربية، وفي رفضه لكل أشكال العنف والاعتداءات الغاشمة التي يتعرّض لها أخيراً، وتتناقض مع كل بنود المواثيق الدولية والممارسات الإنسانية».
في الحفلة، قدّم التونسي لطفي بوشناق، الذي تخلى قبل أيام عن لقب سفير النوايا الحسنة لدى الأمم المتحدة «احتجاجاً على صمتها الرهيب» على مجازر غزة، أغنيات وطنية عدّة، فيما أطلّت على الجمهور أيضاً الفنانة الأردنية مكادي نحّاس والفنانتَين التونسيتَيْن درصاف الحمداني ولبنى نعمان، بمشاركة «الأوركسترا السمفوني التونسي» بقيادة كمال الفرجاني وفادي بن عثمان، إضافة إلى «أصوات أوبرا تونس» و«الكورال الوطني» و«كورال سيدي سامي». وتخلّلت الأمسية أعمال للمايسترو التونسي ونّاس خليجان الذي يعدّ من أبرز روّاد الموسيقى الكلاسيكية في البلاد.
«زهرة المدائن» و«يا شعبي يا عود الندّ» و«خليك صامد يا فلسطيني» و«إنّي اخترتك يا وطني» و«موطني» وغيرها من الأغنيات، تفاعل معها الجمهور الذي غصّ به الصرح الثقافي التونسي العريق. وشهد الحدث أيضاً عرض إنارة ضوئية تفاعلية (Mapping) على مبنى برج مدينة الثقافة، يتمثّل بالعلمين التونسي والفلسطيني.
يندرج هذا الموعد ضمن حراك ثقافي متواصل منذ أيام في كل الفضاءات والمراكز الثقافية الرسمية والخاصة في تونس، تنفيذاً لبرنامج وطني عنوانه التضامن مع فلسطين أطلقته وزارة الشؤون الثقافية.
وفي هذا السياق، نظّم «المسرح الوطني التونسي»، أمس الأحد، يوماً تضامنياً مع فلسطين في «قاعة الفن الرابع» وسط العاصمة، تضمّن قراءة نصوص تستحضر فلسطين من مسرح وشعر، ترافقت مع جمع التبرعات لدعم غزّة.
وفي عدد من الفضاءات الثقافية، عُرضت في نهاية الأسبوع أفلام عدّة، منها «مملكة النمل» (2012) للمخرج التونسي الراحل شوقي الماجري، و«كفر قاسم» (1975) للبناني الراحل برهان علوية الذي تناول مجزرة كفر قاسم التي ارتكبها الاحتلال في قرية كفر قاسم عام 1956، و«جنين ــ جنين» (2002) للفلسطيني محمد بكري الذي تناول المجزرة المروّعة التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي في مخيم «جنين» في الضفة الغربية، مستنداً إلى شهادات سكان المخيم الذين عايشوه. وقد حاولت إسرائيل محاصرة الفيلم ومنع عرضه في سلسلة من المعارك القضائية طويلة مع الفنان الفلسطيني. كما نُظّمت ورشات عمل في الرسم والكاريكاتور والغرافيتي للأطفال واليافعين لتعريفهم بالقضية الفلسطينية
وبمبادرة من الشاعر عادل الهمامي، أُطلق «الملتقى العربي لشعر المقاومة» بين مدينة روّاد شمال العاصمة وضاحية المنيهلة من الحزام الشعبي المحيط بالعاصمة ومدينة قليبية في منطقة الوطن القبلي. وفي السياق نفسه، احتضنت «دار الثقافة ابن خلدون» في وسط العاصمة، أمسيةً شعريةً من تنظيم «جمعية المهرجان الوطني للشعر الغنائي» بالتعاون مع إدارتَي الثقافة في محافظتي العاصمة وقبلي ( أقصى الجنوب)، شارك فيها عدد من الشعراء.
هذا الحراك الثقافي التضامني مع فلسطين ليس جديداً على الشارع الثقافي التونسي الذي اعتاد إحياء «يوم الأرض» وذكرى اغتصاب فلسطين ومجزرة صبرا وشاتيلا و«اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني»، لكن الجديد هذه المرّة أنّه يجري برعاية رسمية من وزارة الثقافة.
المصدر : الاخبار