متفرقات

المستشفيات الإسرائيلية في الشمال تستعد لمعركة كبرى مع “الحزب”… أزمة رعبٍ ونزوح غير مسبوقة وتجهيزات بحال استخدم لبنان للأسلحة الكيميائية!

تستعد المستشفيات في شمال إسرائيل المحاذي للحدود اللبنانية لتمدد حجم المعركة مع حزب الله. ولتفادي الأضرار الكارثية للصواريخ المتوقع سقوطها، جهزت معظم المراكز الطبية الإسرائيلية في المنطقة الشمالية نفسها لساعة الصفر، كي تتمكن من إتمام عملها كالمعتاد تحت الأرض، بينما تشهد الدولة العبرية أزمة رعبٍ ونزوح غير مسبوقة.

العمل من تحت الأرض
على مقربة من الحدود، وتحديداً في مركز “الجليل الطبي” في نهاريا، التي تبعد 9 كيلومترات عن الحدود اللبنانية، بدأ الفريق الطبي في اليوم التالي لهجوم “طوفان الأقصى” مزاولة عمله تحت الأرض، حيث توجد وحدات تمريض وأسرّة مستشفيات ووحدة منفصلة للعناية المركزة لحديثي الولادة.

أما في مدينة حيفا، فقد قام مركز “رمبام للرعاية الصحية”، وهو أكبر مستشفى لعلاج الصدمات في إسرائيل، بتحويل مرآب للسيارات تحت الأرض مكون من ثلاثة طوابق إلى مستشفى يضم 1400 سرير. ويصف الدكتور نتانيل هورويتز، المشارك في تجهيز المرآب، هذه الاستعدادات الطبية الطارئة بقوله “لستُ على درايةٍ بمنشأة أخرى كهذه في العالم كله. إذا أردنا النزول غداً، فهذا المرآب أصبح جاهزاً للعمل كمستشفى بطاقةٍ كاملة”.

مركز محصّن
وقد أضاءت شبكة “NPR” الأميركية، على بعض هذا الجهود المبذولة في المستشفيات الإسرائيلية تحسباً لأي طارئ. إذ تكشف الشبكة بأن الطابق الأول تحت الأرض لمركز “الجليل الطبي”، محصّن ليصمد أمام أي هجومٍ صاروخي من لبنان، ويحمي قسم الصدمات وقسم الإسعاف وغرف الجراحة الأخرى.

داخل هذا الطابق توجد أبوابٌ فولاذية ثقيلة تحرس الفتحة المؤدية إلى مركز الصدمات وغرفة الطوارئ. وفي مكانٍ قريب يوجد حمام جاهز في حالة استخدام لبنان للأسلحة الكيميائية. وخلال الأسابيع القليلة الماضية، عالج هذا المركز الجنود الإسرائيليين المصابين جراء القتال في غزة، إضافةً إلى أكثر من 200 من مستوطني الشمال الذين أصيبوا في هجمات حزب الله الصاروخية.

ونقلت الشبكة عن الدكتور باهر سرحان، الذي يعمل في قسم طوارئ مركز “الجليل الطبي”، صورة الرعب في الشمال الإسرائيلي، التي عبّر عنها قائلاً “لا داعي لانتظار التصعيد المستقبلي، التهديد حقيقي. الحرب بدأت هنا بالفعل. ونحنُ نعيشها في الشمال”.

تدريبات استعداداً للأسوأ
وبالعودة إلى مستشفى “رمبام” في حيفا، تشير الشبكة بأن المرافق الموجودة تحت الأرض تبدو فارغة في الغالب، ولكنها جاهزة. وتحتوي العديد من أماكن وقوف السيارات على أسرّة مستشفيات، بينما تنتظر أقسامٌ أخرى أن يتم إنزال الأسرّة المستخدمة حالياً في الطابق العلوي. وقد أطلقت إدارة المستشفى مؤخراً تدريباً لمساعدة الكادر الطبي والتمريضي للتعود على العمل في المنشأة.

ورغم استخدام المستشفى سابقاً للمرآب تحت الأرض أثناء جائحة كورونا، إلاّ أن عدداً محدداً من الموظفين عملوا في هذا المكان. وفي هذا الإطار، تشرح ألينا مايستر، ممرضة الطب الباطني التي شاركت في التدريب، ما يحدث حالياً من استعدادت بقولها “كان الشهر الأخير في إسرائيل بمثابة يوم طويل. لا أستطيع أن أكذب وأقول إنه ليس وضعاً مرعباً ومخيفاً لأنه كذلك. لذا، من الأفضل أن نعرف ما يجب فعله، وكيفية القيام به، وأن نكون مستعدين للأسوأ حتى نتمكن من إدارته بأفضل طريقةٍ ممكنة”.

أثناء قيامها بجولةٍ في المنشأة الطبية تحت الأرض، تقول مايستر إنها تبادلت نظرات الحيرة والريبة مع زملائها العاملين في المجال التمريضي. وتضيف “من الصعب أن نتخيل كيف ستبدو وظائفنا هنا. أين سيكون كل شيء؟ أين سيكون الناس؟ ما هي الخطة المفترضة؟”

وخلال التدريب، بدأ العشرات من الموظفين في المستشفى بفرز وعلاج المرضى الوهميين، فالتحديات أصبحت واضحة كالتعامل مع الأصوات العنيفة الناجمة عن الصواريخ والقذائف والتي تجعل من الصعب سماع المرضى، ووجود أقسام المستشفى ووحدة العناية المركزة وغرف العمليات في مواقعٍ جديدة، وحاجة الموظفين إلى تحريك الأسرّة في الاتجاه الصحيح.

منطقة أشباح
في السياق ذاته، تحدثت القناة “الـ12” الإسرائيلية، عن حالة الذعر التي يعيشها المستوطنون في الشمال، بسبب عدم وضوح الرؤية فيما يخص التصعيد في الجانب الإسرائيلي، والعجز عن تحصين المستوطنات وتطوير طواقم الجهوزية.

وأشارت القناة إلى تصريحاتٍ يتم سماعها من قِبل مجلس الحرب الإسرائيلي حول ما يحدث في الشمال بأنّه “لن يستمر”. قائلةً أن المصادر لا تجد -مع إصرارها على معرفة ما هو الذي لن يستمر بالتحديد- أيُ جوابٍ واضح، ومشابه لحديث مجلس الحرب عن حماس، وتعهدهم الدائم بتدميرها.

من جهتها، أقرت القناة “الـ13” الإسرائيلية، بتحول منطقة الجليل الأعلى إلى منطقة أشباح. موضحةً بأن المسافة التي تفصل حزب الله والمنازل في كريات شمونة والمستوطنات المحاذية لها، أقرب بكثير من تلك التي تفصل المستوطنات في الجنوب عن عناصر حركة حماس.

أزمة نزوح
ويبقى أن نشير بأنه مع إجلاء أكثر من 200 ألف إسرائيلي من غلاف غزة وحدود لبنان، تعيش إسرائيل حالة من الفوضى حالياً، لأن الدولة العبرية مسؤولة عن هؤلاء المستوطنين حتى يسمح لهم الجيش بالعودة إلى ما أصبح الآن منطقة عسكرية مغلقة بالقرب من حدود غزة، ومنطقة محظورة بالقرب من لبنان.

ووفقاً لتقارير وسائل الإعلام العبرية، يوجد حالياً نحو 56 ألف غرفة فندقية تلبي معايير استضافة الأشخاص والعائلات النازحة بسبب الحرب، خصوصاً أن العديد من الفنادق مغلقة وبعضها غير مناسب لاستقبال النازحين.

وتعليقاً على ذلك، تقول جمعية الفنادق الإسرائيلية أن المعروض من الغرف المتاحة ينفد وأنها تسعى جاهدةً للحصول على غرفٍ مجانية في جميع أنحاء البلاد وفقاً لمتطلبات الحكومة. مضيفةً أن مركز العمليات الذي تم إطلاقه بالتعاون مع وزارة السياحة الإسرائيلية، يعمل على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع ويستجيب لجميع الطلبات الحكومية.

المصدر : بنت جبيل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى