رفض لتحويل الاقليم الى “مكب زبالة”… والتعويل على حكمة “الاشتراكي”
حسين زياد منصور
كان اعلان رئيس إتحاد بلديات الضاحية الجنوبية محمد درغام، بالتوقف عن استقبال الكميات القادمة من نفايات بلديات الشوف وعاليه وقرى بعبدا والاكتفاء باستقبال نفايات الضاحية الجنوبية ومدينة الشويفات اعتباراً من يوم الاثنين في 8/1/2024 الى حين نفاد القدرة الاستيعابية، في مطمر “الكوستا برافا”، صادماً ومتوقعاً في الوقت نفسه.
الاجتماعات والاتصالات “شغالة”، لايجاد حلول للأزمة المنتظرة. الحزب “الاشتراكي” يقوم باتصالاته، حركة “أمل” و”حزب الله” اجتمعا لمتابعة الملف واقتراح الحلول السريعة قبل الوصول الى الكارثة الكبرى وهي تكدس النفايات في الشوارع.
اغلاق مطمر “الكوستا برافا” بعث الحياة من جديد في مشروع مطمر النفايات في كسارة “الكجك”، بين بلدتي بعاصير والجية في إقليم الخروب. وهذا الطرح لطالما رفضه أبناء المنطقة، والبلديات والفعاليات، انطلاقاً من عدم قدرة الاقليم على تحمل المزيد من مصادر التلوث.
غضب الأهالي
“المنطقة على كف عفريت” هكذا تلخص مصادر متابعة للملف حال إقليم الخروب اليوم بعد قرار إتحاد بلديات الضاحية الجنوبية، فالقرار الرامي الى التوقف عن استقبال نفايات الشوف وعاليه وبعبدا، ولّد أزمة كبيرة في المنطقة، والسؤال المطروح: ما هو البديل؟. وبحسب هذه المصادر، السلطة تحاول من جديد احياء المشروع القديم كسارة الجية وبعاصير، الواقعة عقارياً بين بلدتي بعاصير وضهر المغارة.
وتؤكد المصادر عبر “لبنان الكبير” أن هذا الأمر أحدث ارباكاً لدى البلديات والأهالي، والجميع مستنفر، معتبرة أن الارباك الأكبر عند توقف استقبال النفايات في المطمر، فأين سيتم جمع النفايات
برأي المصادر سيكون هناك تمديد للمهلة، أي لما بعد 8 كانون الثاني، الى حين تأمين مكان بديل، والا ستكون هناك مشكلة كبيرة، فالجميع رافض فكرة تحويل الكس ارة في بعاصير الى مكب نفايات. وتشدد على أن النتائج جميعها رهن الاتصالات التي يقوم بها الحزب “الاشتراكي” في هذا الصدد.
“فوبيا الزبالة”
مصادر بلدية رفيعة تقول لموقع “لبنان الكبير”: “عندنا ليس هناك مطمر، أو معمل معالجة ولا أي شيء، البلديات غير قادرة على تحمل كلفة ترحيل النفايات الى أي جهة أو منطقة او أي مكان آخر”. وتتوقع أن يتراجع اتحاد بلديات الضاحية عن قراره هذا.
اما في ما يتعلق بكسارة بعاصير، فترى أنه مجرد كلام، وما يحصل هو دائماً تداول أسماء أماكن ولكن لا شيء جدي، والبلديات في أوقات كهذه تحشر، وتضطر الى البحث عن قطعة أرض فارغة لتدبر أمورها لذلك يطرح هذا المكان دائماً أو وادي المعنية مثلاً.
“عايشنا عدة أزمات نفايات وأكثر من 5 مرات، والنتيجة لا شيء” بحسب المصادر، التي تشير الى امكان إقامة مطمر في أي منطقة، لكن وفق مخططات ودراسات وطرق فنية، الا أن المشكلة دائماً هي غياب الرقابة، لذلك هناك خوف لدى الناس من وجود مطامر في المنطقة بين قراهم وسكنهم. وهذا ما يسبب “فوبيا الزبالة”.
في المقابل، تعتبر مصادر بلدية أخرى أن من غير المعقول ومرفوض أن تتحول منطقة إقليم الخروب الى “مكب زبالة”، خصوصاً وأنها تميزت بطبيعتها، متسائلة: “ألا تكفينا معامل الموت المنتشرة في أنحاء الاقليم؟ هل كل ذلك هو ضمن خطة ممنهجة لتهجير أبناء الاقليم؟ كل هذه الاختراعات والمشاريع تأتي ضمن نطاق الانتشار السكاني، من غير المقبول أن نرضى بالمضي فيها، ولن نوافق على ذلك أبداً. هل هكذا يكافأ أبناء الاقليم خزان الدولة بكل ما للتعبير من معنى؟”.
اتصالات “الاشتراكي”
الكل يجمع ويعوّل على اتصالات الحزب “التقدمي الاشتراكي” وحكمته، وتعلق مصادره بالاشارة الى أنها تكتفي بتغريدة النائب بلال عبد الله، وأن اجتماعاً حصل مع وزير البيئة في هذا الصدد، والاتصالات ستكون كفيلة بالوصول الى نتيجة.
وجاء في تغريدة النائب عبد الله: “مع تفهمي لموقف اتحاد بلديات الضاحية الجنوبية بالنسبة الى مكب نفايات الكوستا برافا حول القدرة الاستيعابية للموقع، كنت أفضل الانتظار الى توقيت مناسب آخر، نكون انتخبنا رئيساً، وألفنا حكومة، مع خطة منطقية للنفايات الصلبة. لبنان في حالة حرب الآن، ولن يكون من السهل معالجة الملف وتداعياته