القضاء على “حماس” شرط أميركا لوقف “اسرائيل الحرب بايدن يعترف أنه يُواجه داخل حزبه جيلاً جديداً يرفض إبادة غزة
كتب كمال ذبيان
لا تخفي الادارة الاميركية الاعلان بان الحرب على غزة لن تتوقف، وانها ابلغت رئيس حكومة العدو الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ان لا يوقف العمليات العسكرية، حتى سحق حركة حماس وذراعها العسكرية كتائب القسام من الوجود، فينقل وزير الخارجية الاميركية انطوني بلينكين في زيارته الاخيرة للكيان الصهيوني الى المسؤولين فيه، بان لا يوقفوا تدمير غزة وقتل اهلها وتهجيرهم، لان وقف القتال هو انتصار لحماس وهذا لا يجب ان يتحقق، وفق ما اكد ايضاً الرئيس الاميركي جو بايدن، بان على “اسرائيل” ان تنتصر في هذه الحرب، وان تبقى قائمة وموجودة، لذا وقع قبل ايام قراراً بارسال اسلحة متطورة للجيش الاسرائيلي بقيمة 365 مليون دولار، وارسل غواصة تدعى “اوهايو” التي تحمل رؤوساً نووية، بعد البارجتين الحربيتين “جيرالد فورد” و “ايزنهاور” ودعم مالي بـ 8 مليار دولار، اضافة الى طلب الموافقة من الكونغرس على مبلغ آخر يصل الى حدود 15 مليار دولار.
فالحرب اميركية “باداة اسرائيلية”، حيث وقف في صف التحالف مع واشنطن كل من فرنسا والمانيا وايطاليا، مما يعني بان الحرب باتت اقليمية – دولية على القطاع، ولم تعد “اسرائيل” الوحيدة في حرب تريد لها ادارة بايدن ان تستمر، الى وقت لم يحدد المسؤولون الاميركيون و”الاسرائيليون” مهلتها، اذ يتحدث قادة عسكريون “اسرائيليون” عن عام وربما اكثر في غزة فقط، التي وبعد شهر على العدوان الاسرائيلي عليها، لم يحرز جيش العدو اي تقدم برّي فيها سوى تقسيم غزة الى قسمين شمالي وجنوبي، واقامة مربعات عسكرية في شمالها ووسطها، حيث يواجه جيش الاحتلال مقاومة شرسة، ادت الى سقوط قتلى بلغ عددهم بعد عملية “السيوف الحديدية” للجيش “الاسرائيلي” حوالى 40 قتيلاً بينهم ضباط من رتب مختلفة، اضافة الى مئات الجرحى، وتدمير دبابات وآليات عسكرية، واستمرار اطلاق الصواريخ باتجاه مدن وبلدات في فلسطين المحتلة.
ووفق هذه التطورات الميدانية، فان الحرب على غزة لن تتوقف، كما لن تهدأ “الجبهة الشمالية” مع لبنان، التي توسعت المواجهات فيها الى ابعد من الحدود مع فلسطين المحتلة، وان استهداف مدنيين لبنانيين، كان آخرهم جدة مع ثلاث فتيات من احفادها، غيّر قواعد الاشتباك، فردت “المقاومة الاسلامية” باستهداف مدنيين صهاينة في كريات شمونة والمطلة، وفق مقولة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، بان قتل مدني لبناني سيقابله قتل مدني “اسرائيلي”.
من هنا، فان الحرب على غزة التي دخلت شهرها الثاني مستمرة، دون تقدم لاي حل سياسي فعلي، وفق قراءة مصدر عسكري قريب من خط المقاومة، الذي يرى ان “وحدة الساحات” لمحور المقاومة فعالة، وهي تجري ضد عدوين الاول: “الاسرائيلي” في فلسطين المحتلة من غزة الى الضفة الغربية، والثاني في لبنان ضد المواقع العسكرية والمستوطنات في الجليل الاعلى، وفي العراق ضد القوات الاميركية، وتصوّب اليمن صواريخها باتجاه الممرات المائية من البحر الاحمر الى مرفأ ايلات في الكيان الصهيوني، وهو ما بدأ يأخذه العدو الاسرائيلي وراعيه الاميركي بعين الاعتبار، مع ادخال اميركا كعدو الحرب الى جانب “اسرائيل”.
ويكشف المصدر العسكري بان المعركة الفعلية ستكون مع القوات الاميركية في المنطقة، لانه لولا القرار الاميركي “لاسرائيل” بشن حرب واسعة على غزة لما فعلت، لذلك فان المعارك العسكرية قد تنتقل الى استهداف البوارج الحربية، كما المراكز العسكرية والمصالح الاميركية، تحت شعار “مقتل رأس الافعى” اميركا، التي يتظاهر في مدنها وولاياتها مئات آلاف الاميركيين الذين يرفضون الحرب على غزة، ويتهمون بايدن وادارته بانهم هم من يخوضونها، وان اياديهم ملطخة بدم الشعب الفلسطيني لا سيما اطفاله، فاعترف الرئيس الاميركي بانه يواجه معارضة ضد الحرب من داخل حزبه الديموقراطي، لا سيما من الجيل الجديد، الذي يحسب له بايدن حساباً، والذي قد يسقط في حزبه بعدم ترشيحه لدورة رئاسية ثانية.
فالحرب الاميركية – “الاسرائيلية” على غزة بدأت تكوّن رأياً عاماً في اميركا خصوصاً والعالم عموماً، ضد ما يرتكبه جيش الاحتلال في غزة من مجازر وجرائم وتدمير البيوت على رأس ساكنيها، وعدم احترام مبادئ حقوق الانسان والمعايير القانونية للحرب، التي تحيّد المدنيين والمستشفيات والمؤسسات التربوية والانسانية والدينية ، وهذا ما يمارسه العدو الاسرائيلي في غزة، التي ايقظت بعض “الضمائر في العالم، حول ما يرتكب فيها من اعمال اجرامية ضد الانسانية”.
فاميركا اسقطتها السلطات فيها لا شعبها من عالم الانسانية، بفتح حروب في العالم ضد الشعوب منذ الحرب العالمية الثانية، الى حروب في فيتنام وكمبوديا والعراق ولبنان وسوريا وليبيا، وحروب غير مباشرة.