محليات

المنطقة الحدوديّة في الجنوب تحوّلت إلى منطقة عسكريّة انعدمت فيها معظم مظاهر الحياة

 

بعد يوم واحد على عملية طوفان الأقصى في 7 تشرين الأول الفائت التي نفذتها حركة حماس مع بعض الفصائل الفلسطينية ضد المستوطنات والمواقع العسكرية في غلاف #غزة، فتح “#حزب الله” جبهة الجنوب الحدودية مستهدفاً المواقع والمستوطنات ال#إسرائيلية على طول خط الحدود الممتد من رأس الناقورة غرباً، ولغاية تلال كفرشوبا ومزارع شبعا شرقاً، ومروراً بقرى وبلدات القطاع الأوسط (منطقة بنت جبيل)، تحت شعار “دعماً وإسناداً لأهالي غزة والمقاومة الفلسطينية” التي جسدتها حركة حماس بشكل خاص.

ومنذ ذلك الوقت وحتى يومنا هذا، استمرت وتواصلت الاعتداءات الإسرائيلية من خلال القصف المدفعي والصاروخي من البر والجو على معظم قرى وبلدات المنطقة الحدودية بشكل خاص، ما أدى إلى سقوط العديد من الشهداء غالبيتهم من عناصر “حزب الله”.

وأُجبر آلاف العائلات من هذه القرى الى ترك بيوتهم وأراضيهم ومراكز عملهم، سيما بعد أن تعرض العديد منها للدمار الكلّي أو الجزئي نتيجة استهدافها بشكل مباشر بالقذائف المدفعية أو الصاروخية من الطيران الحربي أو المسيّرات.

ومع تصاعد وتيرة عنف القصف المدفعي والصاروخي بين “حزب الله” والجيش الإسرائيلي على طول خط الجبهة في المنطقة الحدودية وبعمق يتراوح بين 3 و 7 كيلومترات، لم يعد سهلاً أو مرغوباً به على الإعلاميين والمصورين الصحافيين التجول أو التحرك بحرية وأمان داخل معظم قرى وبلدات المنطقة الحدودية خصوصاً تلك المواجهة مباشرة للمواقع الإسرائيلية وخلال أوقات القصف المتبادل، خصوصاً عندما يكون هذا القصف من الجيش الإسرائيلي براً أو جواً ومن دون معرفة الهدف أو المكان الذي سيستهدفه بالقصف.

وفي جولة سريعة قامت بها “النهار” بعد ظهر أمس على عدد من قرى القطاع الغربي، بدءاً من البياضة وشمع وطير حرفا والجبين ويارين ومروحين والضهيرة وعلما الشعب وصولاً إلى الناقورة، بدا واضحاً أن غالبية هذه القرى بدت فيها الحركة معدومة كلياً أو جزئياً؛ فالبيوت مقفلة والشوارع فارغة لا يسلكها بين ساعة أو أكثر سوى آلية لليونيفل أو سيارة للجيش اللبناني، وصمت مطبق يخيم عليها لا يخرقه سوى أصوات انفجار القذائف والصواريخ المتساقطة في المنطقة، أو الموجّهة من المنطقة نحو المواقع الإسرائيلية. في كل هذه القرى والبلدات لم نصادف سوى وجود صاحب فرن الشعب في بلدة علما الشعب، الذي رفض النزوح من البلدة مع كاهن رعيتها – المونسينيور مارون الغفري ومجموعة من شباب وأبناء البلدة لا يتجاوز عددهم الخمسة وستين شخصاً، أصروا على البقاء ورفع شجرة الميلاد على جانب ساحة البلدة. وفي بعض القرى نشاهد عناصر الدفاع المدني والهيئات الصحية في وضع متأهب للتدخل فوراً عند وجود إصابات نتيجة للقصف الإسرائيلي. وفي الناقورة حيث مقر قيادة اليونيفل، تبقى أبواب بعض المحالّ والصيدليات مفتوحة، خلافاً لكل قرى الجوار، حيث إن القصف المدفعي والصاروخي الإسرائيلي يبقى محصوراً في أطرافها وأراضيها الحرجية خصوصاً في اللبونة وجبل حامول.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى