متفرقات
مصورو لبنان يواجهون “تكميم الأفواه”:اجراءات قانونية لحماية الصحافيين
فيما تسعى إسرائيل إلى تحويل الأطفال إلى هدفٍ رئيسيٍ لها بغية إخفاء أو “كتم” صراخهم الذي سُمع في مختلف بلدان العالم، يظهر واضحاً أيضاً أنها باتت بحاجة أكثر إلى تكميم أفواه الصحافيين، المنشغلين بتوثيق جميع الجرائم التي ارتكبتها أخيراً وعرضها للرأي العام.
لذلك، نفذت نقابة المصورين في لبنان، وقفة تضامنية الأحد، على شاطىء الرملة البيضاء في بيروت، تضامناً مع الأطفال الأشلاء في غزة واعتراضاً على الإبادة التي تقترفها إسرائيل، وتنديداً بمحاولة تكميم أفواه الصحافيين، والتي كانت نتيجتها إغتيال الصحافي عصام عبدلله في 14 تشرين الأول/اكتوبر الماضي في جنوب لبنان.
غصّ الشاطئ بعشرات الأطفال المشاركين في هذه الوقفة، تعبيراً عن غضبهم من مشاهد الأطفال الأشلاء في غزة، فحملوا أعلام فلسطين، مرددين شعارات عديدة وأبرزها: “النصر لغزة”، كما أشعلت الشموع وأطلقت المناطيد الورقية، وذكرت أسماء بعض الأطفال الضحايا في غزة.
وكان الجمع تخليداً لذكرى الصحافي عصام عبدلله، خصوصاً بعد مرور أسبوع على اغتياله، حين تعرضت الطواقم الإعلامية في جنوب لبنان لاستهداف إسرائيلي مباشر خلال تحضيرها للبث المباشر للتطورات الأمنية والعسكرية على الحدود اللبنانية والفلسطينية، مما أدى الى استشهاد عصام وإصابة مجموعة من الصحافيين بإصابات بالغة. وشارك فيه وزير الاعلام في حكومة تصريف الاعمال زياد المكاري الى جانب مصورين من لبنان.
الإجراءات القانونية
وواقع الحال، لا تزال قضية إغتيال عبدلله تتصدر واجهة النقاشات في لبنان، وقد أكد نقيب المصورين علي علوش، في حديثه لـ”المدن”، أن محاولة تكميم أفواه الصحافيين لن تجدي نفعاً ولم تنجح، بل ساهمت في تحفيزهم أكثر لنقل الحقيقة للرأي العام، مشيراً إلى أن الحماية الذاتية للصحافيين ضرورية جداً خلال هذه الأيام الصعبة، سيما أن نقابة المصورين في صدد دراسة الكثير من الملفات المعنية بالمصورين، وتسعى إلى توفير عقود تأمين قادرة على تغطية جميع تكاليفهم الإستشفائية، إذا تعرضوا لأي خطر خلال ممارسة عملهم، لافتاً إلى ضرورة وضع شروط معينة خلال التغطيات الإعلامية في الحرب ومن ثم فرضها على المؤسسات الإعلامية لكون الهدف الأساسي منها حماية الصحافيين.
من جهة أخرى، فإن سلسلة من الإجراءات كانت قد اتخذتها نقابة المصورين خلال الأسبوع الماضي، إذ راسلت الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ووكالة “رويترز” التي عمل معها الصحافي عصام عبدلله لأكثر من 17 عاماً، وذلك لمطالبتهما بفتح تحقيق شفاف يتعلق بمقتل عصام وتحديد موقف واضح من الإعتداء المباشر والمقصود على الصحافيين. إضافة إلى مجموعة من الإجراءات القانونية التي ستتخذ لاحقاً من أجل المطالبة بالعدالة لعصام عن طريق التواصل مع المنظمات الدولية المعنية بشؤون حماية الصحافيين.
المصدر : المدن