الجيش اللبناني ينقذ مهاجرين سوريين من الغرق.. ويرحّلهم
تمكنت بحرية الجيش اللبناني من إنقاذ 51 مهاجرًا، حين تعطل المركب في غضون أقل من ساعتين من انطلاقه، وعلى بعد أميال من الشاطئ، وكان متجهًا إلى قبرص. وسرعان ما غرق عند 2:30 فجرًا، بعدما وقع ركابه ضحية عملية نصب من شبكة مهربين بين لبنان وسوريا، حيث تم وضعهم في قارب صغير للصيد، وفق معلومات خاصة بـ”المدن”، وتفيد أيضًا بأن معظم هؤلاء جاءوا من الداخل السوري عبر المعابر البرية غير الشرعية لهذه الغاية.
الخوف والبرد
وصباح اليوم الأحد، أصدر الجيش اللبناني بيانًا جاء فيه: “لدى توافر معلومات عن تعرّض مركب للغرق مقابل شاطئ طرابلس أثناء استخدامه لتهريب أشخاص بطريقة غير شرعية، تمكنت دورية من القوات البحرية في الجيش من إنقاذ 51 شخصًا كانوا على متنه، بينهم فلسطينيان و49 سوريًا. وقد عمل الجيش على مساعفتهم بمساعدة فريق من الصليب الأحمر اللبناني”.
وتظهر الصور التي نشرها الجيش الحالة الصعبة للمهاجرين عقب إنقاذهم، برفقة فرق الإنقاذ، حيث بدا عليهم الخوف والبرد الشديد. ووفق بيانات هوية المهاجرين، تظهر أن معظمهم جاء من الداخل السوري، ولا سيما من جبلة ودرعا، إضافة إلى سوريين من لبنان. ويتبين أن بينهم نحو 17 امرأة، إضافة إلى إطفال وصغار السن.
واستنادًا إلى القرارات الصادرة عن مجلس الدفاع الأعلى، لجهة ترحيل من لا تنطبق عليهم صفة اللجوء، قام الجيش اللبناني بترحيل السوريين فور إنقاذهم، وبعد مراجعة أوضاعهم قضائيًا، وذلك بالتنسيق مع الجانب الأمني السوري، عند أحد العابر الشرعية بين البلدين، حسب معلومات “المدن”.
كيف غرق القارب؟
حسب المعطيات الأولية لـ”المدن”، فإن هؤلاء المهاجرين جاءوا بواسطة شبكة مهربين تنشط بين لبنان وسوريا عبر المعابر البرية غير الشرعية، وسبق أن وضعتهم على تواصل مع أحد المهربين اللبنانيين في عكار، وهو الآن في قبضة الجيش اللبناني، الذي يسعى لإلقاء القبض على متورطين آخرين.
وقام هذا المهرب بالتنسيق مع آخرين يعملون معه من سماسرة، بمنحهم الوعود بأن الرحلة ستكون آمنة وعلى متن قارب كبير ومجهز، مقابل مبلغ يتراوح بين ألف وألفي دولار للفرد الواحد. وهذه الرحلة التي خلت من اللبنانيين الذين كانوا ينوون الهجرة بحرًا، بعدما أدركوا طبيعة الأفخاخ التي ينصبها لهم المهربون بهدف جني الأموال، لم يوضح فيها المهرب للمهاجرين السوريين أن وضع البحر حاليًا غير مهيأ للسفر، بسبب تيارات الأمواج القوية بعد تجاوز المياه الإقليمية اللبنانية، بل عمد إلى خداعهم.
وما إن انطلق هذا المركب، حتى ظهرت بوادر الاختلال بتوازنه بسبب حجمه الصغير والحمولة الكبيرة، وارتفعت أصوات الاستغاثة والصراخ، إلى أن غرق عند 2:30 فجرا، وكانت قوة بحرية من الجيش في طريقها لانقاذ الركاب، وفق معطياتنا.
وتشير معلومات “المدن”، إلى أن هذه الرحلات أصبحت تنطلق من دون قبطان، ويتم تسليم أحد المهاجرين مهمة قيادة المركب. كما أن هذا المركب الذي غرق في البحر، كان قد انطلق من شاطئ طرابلس فارغًا لتسجيل خروجه بصورة قانونية، ثم توجه إلى شاطئ العريضة لحمل الركاب الذين كانوا بانتظاره عند أحد المطبات الرملية.
توازيًا، تفيد المعطيات بأن وتيرة تدفق السوريين نحو لبنان عبر المعابر البرية غير الشرعية، تراجعت قليلًا لأسباب مناخية فحسب، والتي تؤدي إلى ارتفاع منسوب النهر الكبير الذي يعبرون عبر مساربه. في حين، يستعد كثيرون منهم لدخول لبنان كلما كانت أحوال الطقس مناسبة بواسطة المهربين.
ويأتي الحادث المأساوي، في وقت يستعر السجال مجددًا بين الأطراف السياسية وفي الحكومة وعلى لسان رئيسها نجيب ميقاتي حول أزمة اللجوء السوري. وتعيد هذه الحادثة إلى الواجهة، مأساة هرب السوريين عبر قوارب الموت من لبنان إلى أوروبا، الذين يقعون أيضًا ضحية الجانب السوري ولا سيما الفرقة الرابعة بالجيش السوري، التي انخرط بعض عناصرها بعمليات تسهيل هروب السوريين واستغلال ظروفهم مقابل تلقي الرشاوى، بالتنسيق مع شبكات التهريب.
المصدر : المدن